الأزهر: الظهور السيئ والمشين لبعض جماعات داعش والإخوان مما شوهت صورة الإسلام وخوَّفت منه
- محاولة ضعيفى الإيمان للتفلت من ضوابط الأخلاق والالتزام الدينى مما جعلهم يختارون الإلحاد ليريحوا ضمائرهم.
- الإعجاب بالعقل واعتقاده أنه قادر على خدمة الإنسان بعيدًا عن الشرائع الربانية.
- مرور بعض الناس بمشاكل نفسية وشعوره بالظلم أو بترك الله له يحفزه ويدفعه للكفر بالله وإنكار وجوده.
- التأمل فى الكوارث والمصائب مما يجعله يعتقد بعدم وجود رب للكون.
- اختلافات الأديان واغتراره بكثره أعداد الملحدين يدفعه للكفر بالله.
- قلة الوعى والثقافة وضعف الحوار
- لفت الانتباه وإحداث بلبلة، التقليد الأعمى
- الإلحاد مقابل منافع شخصية و ضعف الوازع الديني
- مفتى الجمهورية يضع روشتة مواجهة الإلحاد: يجب تجديد وسائل الخطاب الإفتائى وتطويرها لنقد الخطابات الإلحادية لتشمل المحتويات الهادفة عبر الوسائل الفنية كالرواية والدراما والسينما والمسرح سيما وأن هذه الأدوات نفسها يوظفها الملحدون ببراعة لترويج أفكارهم.
يتلقى عالمنا العربى والإسلامى موجات من الإلحاد والتشكيك تستهدف شبابنا، فبعد أن كان الفكر الإلحادى مقتصرًا على دوائر ضيقة من يطلقون على نفسهم النخبة، انتقل إلى الشباب بعد سلسلة من الأفكار التى تم تبسيطها بحيث يسهل على الشباب تلقفها والإيمان بها.
100 ألف فتوى تتعلق بقضية الإلحاد لدار الإفتاء فى عام 2023 فقط
قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن دار الإفتاء تؤكد على أهمية التمسك بالدين الإسلامى وتجنب الانزلاق نحو الإلحاد والشذوذ الجنسى، حيث ترى أن هذه الظواهر تمثل تهديدًا للأخلاق والقيم المجتمعية.
وأوضح الدكتور إبراهيم نجم، أن هناك العديد من العوامل التى تسببت فى انتشار الإلحاد والشذوذ الجنسى، يأتى فى مقدمتها ضعف الإيمان وعدم التمسك بالأصول الدينية والتأثر الأفكار بالتيارات الغربية.
وأضاف دكتور نجم، أن الجهل بالدين، وعدم الفهم الصحيح لمبادئ الإسلام وأحكامه، وجمود الخطاب الدينى لسنوات له أثر كبير فى تزايد تلك الظواهر التى يرفضها الإسلام، فيما تعد المشاكل الاجتماعية، والضغوط النفسية، والانحرافات السلوكية، عنصرا أساسيا فى البيئة التى تحتضن تلك الظواهر.
وأشار دكتور نجم، إلى استراتيجية دار الإفتاء المصرية الرامية إلى تفعيل ثقافة الحوار بوصفه واحدًا من أهم أدوات التواصل الفكرى والدينى والثقافى والاجتماعى، وفى سبيل ذلك أنشأت وحدة حوار وهى وحده تهتم بالبحث العقدى والمعرفى والفكرى وما يتقاطع معهما من إشكالات نفسية واجتماعية"، حيث تم التوسع فى مجال عمل الوحدة لتعمل على تقديم رؤية جديدة فى كثير من القضايا والإشكالات المعرفية، وكذلك تقديم المشورة، مثل قضايا الانتحار، والهوية الجندرية، والعنف الأسرى، والاندماج، والتطرف الدينى، والإلحاد، والحوار مع الآخر، وسائر القضايا الإشكالية التى أساسها ومنبعها دينى وتتخذ أشكالًا مختلفة.
كما أوضح أن الإدارة عقدت 922 جلسة حوارية تتراوح بين ساعة و5 ساعات للجلسة الواحدة، بما يقارب حوالى 100 سؤال فى الجلسة وبما يوازى 100,000 فتوى ضمن الجلسات التى نعقدها داخل الدار وذلك خلال عام 2023 فقط.
وأوضح أن تصنيف الجلسات تمحور حول الأسئلة الكبرى (مثل: نشأة الكون، ووجود الله، وصدق الرسالة، وصوابية الدين)، وإشكالات فلسفية (مثل: معضلة الشرِّ، مفهوم الإرادة الحرَّة، نظرية الخلق المستمرِّ.. وهكذا.
وتابع دكتور نجم أن دار الإفتاء المصرية تعتبر أحد أهم المرجعيات الدينية فى العالم الإسلامى، وهى تبذل جهودًا كبيرة لمواجهة ظاهرة الإلحاد المتزايدة فى المجتمعات المعاصرة. حيث تتميز حوارات دار الإفتاء حول الإلحاد بالتركيز على الحجة والعقل وتسعى إلى تقديم حجج عقلية وقائمة على الأدلة الشرعية والعلمية لإثبات وجود الله تعالى، وبيان حكمة الشريعة الإسلامية.
وأردف أن دار الإفتاء تقوم بتحليل الشبهات التى يطرحها الملحدون، وتقديم إجابات شافية ووافية عليها فى إطار الرد على الشبهات وذلك من خلال أمناء الفتوى والخبراء المتخصصين فى علم النفس والاجتماع.
فيما أكد مستشار مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء تعنى بالحوار البناء والهادئ مع الملحدين، وتقديم الحلول العملية لمواجهة ظاهرة الإلحاد، من خلال تعزيز القيم الدينية، وتطوير البرامج التعليمية، والدعوة إلى التسامح والوسطية.
وحذر دكتور نجم من خطورة الإلحاد على الفرد والمجتمع، من حيث فقدان القيم الأخلاقية، وانهيار الروابط الاجتماعية، وانتشار الجريمة، موضحا أن للأسرة والمجتمع دور ذو أهمية فى تربية الأجيال على القيم الدينية والأخلاقية، وحماية الشباب من الأفكار المنحرفة.
أهم الأسباب التى تؤدى إلى الإلحاد:
وحصل اليوم السابع على أحدث تقرير أعدته إدارة الأبحاث والدراسات الإفتائية التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم ضمن المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية والذى حمل عنوان " الإلحاد و الإفتاء" حيث تم رصد الأسباب التى تؤدى إلى الإلحاد وكذلك قدمت الدراسة روشتة لكل المفتيين الذين يتصدون للملحدين وكيفية التعامل معهم.
- انبهار بعض الناس بالثورة العلمية والتكنولوجية جعلهم يظنون أن المادة هى كل شيء، وأنها هى التى خلقت الأشياء من قبل.
- انتشار تلاقح الأفكار والرؤى ووجهات النظر عبر وسائل التواصل الاجتماعى والفضائيات والإنترنت، فقد تأثر بها البعض بحيث أصبح العالم قرية صغيرة.
- الاستسلام لوساوس الشيطان، فقد تعهد الشيطان بغواية البشرية.
- الظهور السيئ والمشين لبعض جماعات داعش والإخوان مما شوهت صورة الإسلام وخوَّفت منه.
- محاولة ضعيفى الإيمان للتفلت من ضوابط الأخلاق والالتزام الدينى مما جعلهم يختارون الإلحاد ليريحوا ضمائرهم.
- الإعجاب بالعقل واعتقاده أنه قادر على خدمة الإنسان بعيدًا عن الشرائع الربانية.
- مرور بعض الناس بمشاكل نفسية وشعوره بالظلم أو بترك الله له يحفزه ويدفعه للكفر بالله وإنكار وجوده.
- التأمل فى الكوارث والمصائب مما يجعله يعتقد بعدم وجود رب للكون.
- اختلافات الأديان واغتراره بكثره أعداد الملحدين يدفعه للكفر بالله.
مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية: قانون الجذب يؤدى إلى الإلحاد
مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أكد أن ما ينتشر -فى هذه الآونة- من أفكار وطقوس وإيحاءات تدعم الخرافات والوساوس والتخيلات؛ وما يدعو إليه كثير من مدربيها، من قدرة الإنسان على معرفة الغيب، أو جذب كل ما أراد من الأرزاق بمجرد التفكير فيها دون سعى إليها من خلال ما يسمى بـ «قانون الجذب»، أو قدرته على خوض تجربة الاقتراب من الموت وترك جسمه المادى والطيران بجسمه الأثيرى ومقابلة أشخاص فى أزمان غابرة ورؤية أجسام ملائكية أو شيطانية من خلال ما يسمى بـ«الإسقاط النجمي»، أو أن النجوم فاعلة مُدبرة مؤثرة فى مستقبل الإنسان ومصيره؛ لهى أفكار ضالة مُضِلَّة أودت بعقول كثير من الناس، بل وبحياتهم، وأدخلت الكثير منهم فى أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو فى نوبات مزمنة من الاضطراب العقلى والنفسى والسلوكى، وقد ينتهى المطاف بأحدهم إلى إيذاء نفسه أو أهله، وقد تدفعه هذه الخرافات إلى قتل النفس التى حرّم الله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.
وحدة بيان بالأزهر لمواجهة الفكر الإلحادى
من الوحدات التى تم استحداثها «بيان» وتتبع قسم الفكر والأديان، وقد تم إنشاؤها بعد ورود أسئلة متعددة من الشباب عن وجود الله تعالى وعن الإيمان، وعن الخير والشر، وشكوى من أولياء الأمور بتغير سلوك الأبناء وتبنى أفكار غريبة تخالف تعاليم الإسلام وتتعارض مع القيم المجتمعية، وكذلك الإعراض عن أداء الصلاة، وبالتحاور مع الحالات سواء هاتفيًا أو استدعاء الحالات للمركز لمناقشتهم وإقناعهم بتعاليم الإسلام الصحيحة، وإزالة اللبس الذى كان سببه جماعات متشددة تبدع وتتهم الغير بالضلال، أو بسبب مشاكل اجتماعية أو عاطفية أو مادية أو الانغماس فى القراءة، حتى إنه لا يستطيع السيطرة على فكره فينحرف به، إضافة إلى ما يتم بثه عبر صفحات التواصل، ينجرف نحوه الشباب دون وعى بصيرة، ومن خلال التواصل مع الأزهر العالمى يتم مناقشة من لديه شبهات وإزالة الشكوك والأوهام والمغالطات التى أدت إلى هذا التغير فى التفكير أو السلوك، فيخرج المستفتى بالجواب الشافى والاقتناع التام، ولم يتوقف الأمر عند المسلمين بل هناك أسئلة ترد من غير المسلمين حول مسائل فى المواريث يرغبون تقسيم التركة على نظام الشريعة الإسلامية.
وكشفت الوحدة أن الأسئلة المتعلقة بالإلحاد تكون حول العلم والدين، و فلسفة القضاء والقدر، والنظريات العلمية، و علم الله وتأثيره على أفعال العباد، و أدلة صدق الرسل خصوصا الرسالة الخاتمة، و قضية الحجاب وعدم فرضيته، و شبهات حول القران والسنة، والأسئلة الوجودية عن الله والكون والإنسان، وأسباب انتشار الفكر الإلحادي.
مدير مركز الأزهر للفتوى: المشاكل الأسرية والنفسية سبب فى الإلحاد
أوضح الدكتور أسامة هاشم الحديدى، مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن أبرز الأسباب الملاحظة على مجموع الذين أتو إلى المركز للمناقشات الفكرية والتى أثرت فى تشكيل أفكارهم نذكر منها المشاكل النفسية، المشاكل الأسرية، التهرب من الالتزامات الدينية، العجز عن الحصول على الحق والشعور بالظلم، قلة الوعى والثقافة وضعف الحوار، لفت الانتباه وإحداث بلبلة، التقليد الأعمى، التفكير فيما لا يمكن إدراك حقيقته، الإلحاد مقابل منافع شخصية، ضعف الوازع الدينى، التمرد على قيم المجتمع، المقروآت والمسموعات التى نصبت من نفسها عدوًا للدين وحملت على عاتقها بث الفكر المتطرف والمغالطة فى المفاهيم الثابتة ووسائل التواصل الاجتماعى والمواقع المتخصصة فى إثارة الشبهات وبلبلة أفكار المجتمع.
وإخفاق القدوة الدينية فى بعض المواقف على خلاف ما كان يتوقعه الأتباع، الجماعات والفرق المتطرفة المختلفة التى ظهرت على الساحة متبنية لأفكار العنف والإرهاب والتخريب، أدى ذلك إلى النفور من الدين واتهامه بالبطلان، دعاة الإلحاد ومروجى الشبهات.
ويمكن التواصل مع الوحدة عن طريق هاتف "مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية" ( 19906) بسعر المكالمة العادية - ويستقبل الاتصال أعضاء وحدة الفكر والأديان، المعنيون بالإجابة على التساؤلات الفكرية والعقدية، وتتم الإجابة على الأسئلة عبر الهاتف ومن ثم تسجيلها فى أرشيف الفتاوى الهاتفية للمركز.
وإذا استدعى الأمر حضور صاحب السؤال بنفسه إلى المركز لإجراء حوار مع أعضاء وحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى، يتم التنسيق مع المتصل وتحديد موعد مناسب للمقابلة، وكذلك يمكن التنسيق لتحديد موعد للمقابلة من خلال التواصل عبر منصات "مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية" على مواقع التواصل الاجتماعى.
مفتى الجمهورية يضع روشتة مواجهة الإلحاد
الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، سبق وأن شخص الداء وكشف عن الدواء فى فعاليات افتتاح الملتقى الفقهى الثالث والذى كان قد عقد بعنوان: (الفتوى ودورها فى مواجهة الإلحاد) الذى نظمه ((مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية))، وأكد أن أمر الفتوى عظيم القدر، جليل الخطر، كبير الموقع، حيث كانت الفتوى – وما زالت – أهم وسائل تبليغ الإسلام، وبيان صحيح الدين فى الماضى والحاضر، ولجلاتها وعظيم قدرها نجد الصحابة - رضوان الله عليهم - يتورعون عنها، فعن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: «أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله ﷺ - أراه قال: فى المسجد - فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا».
وأضاف لم يقتصر نشاط منظرى الإلحاد المعاصر على محاولة تفكيك ((الدين)) من حيث (أصوله وقضايا الاعتقاد فيه)، بل امتد ليشمل محاولة تفكيك وتحليل ونقد ((التشريع، وتاريخه، ونظامه، وأهدافه))، حتى يصل فى النهاية لإنكار الوجود الإلهى فى هذا الكون.
لذا روج الملاحدة لفكرة (عبثية التشريعات الدينية)، وخلوها من الحكمة، ونظروا إلى الصلاة بوصفها خطابا للعدم، يضيع الوقت، ويعطل الإنتاج، ونظروا إلى الصيام بوصفه تجويعا غير مبرر، وعذابا للإنسان بلا فائدة، وهكذا فى سائر التشريعات.
وروج الملاحدة – أيضا – لفكرة خبيثة لبابها: أن (المحرمات) فى الأنظمة التشريعية ما هى إلا قيود ثقيلة غير مبررة على حرية الإنسان؛ لذا يقولون: أن تحريم (الربا، والخمر، والميسر، والزنا)، إنما هو انتهاك لحرية الفرد الخاصة.
وغير ذلك كثير مما يروج له هؤلاء للتشكيك فى الدين وتشريعاته؛ فإذا كنا نؤكد على أهمية الفتوى الصحيحة ودورها فى مواجهة الإلحاد فإننا نحذر من خطورة الفتاوى الشاذة والهدامة، التى ينتج عنها إما التحلل والإلحاد، أو التطرف والإرهاب، فهذه الفتاوى قد أدت إلى تشويه صورة الدين وأهله فى نظر المجتمع، وأوقعت الناس فى حيرة وريبة فى الأحكام والتشريعات، وهزت ثقة الناس فى علماء الشريعة، وزعزعت استقرار المجتمعات، وأضرمت كثيرا من الفتن والصراعات؛ لذا يصدق فى أصحابها قول ربيعة الرأى (شيخ الإمام مالك -رحمهما الله-): «استفتى من لا علم له، وظهر فى الإسلام أمر عظيم، وبعض من يفتى ههنا أحق بالسجن من السراق».
ونقصد بالفتاوى الشاذة هنا: تلك الفتاوى التى أهملت نصوص الشريعة، أو تأولتها على غير مقاصدها، أو حملتها ما لا تحتمل، أو انطلقت فى بنائها على مجرد إرضاء ((الرغبات والأهواء، واقتفاء الرخص وزلات العلماء، وأغفلت الواقع ومقتضياته)).
أو تلك الفتاوى المتشددة الجامدة، التى تتمسك بظواهر النصوص، أو تحملها على غير مقصود الدين، وهى فتاوى تتعارض طبيعتها وطبيعة الإنسان، بل وطبيعة الدين، ولذلك حذر منها النبى الأكرم -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا»، وقال : «يا أيها الناس إياكم والغلو فى الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو فى الدين».وعلى كل حال فإنه لا يجوز العمل بهذه الفتاوى، أو تصديرها لجمهور المستفتين باسم الدين، كما لا يصح اعتمادها خلافا فى المسائل الشرعية، على نحو ما قرره الأصوليون فى هذا الباب.
ودعا مفتى الجمهورية إلى إحياء ما يمكن أن يطلق عليه اسم: (الفقيه المفكر)، أو (الفقيه الفيلسوف)، إذ التصدر لمواجهة الإلحاد والفكر اللا ديني؛ يحتاج إلى فطنة وحكمة وفلسفة وذكاء بجانب التفقه فى الدين. وللتحلى بهذه الصفة يجب على المفتى أن يكون على دراية عميقة بالعلوم الإنسانية ومناهجها الحديثة التى تبحث الظاهرة الدينية، كعلمى النفس والاجتماع، وكذلك المناهج الجديدة فى بحث الظاهرة الدينية كالمنهج التفكيكى، والمنهج البنيوى، وفحص كل ذلك، وبحث إمكانية توظيفه فى صياغة خطاب إفتائى جديد وصناعته صناعة بديعة.
ووضع مفتى الجمهورية عدة مقترحات لمواجهة الإلحاد منها :أولا: يجب على المعنيين بالإفتاء فى العالم، تجديد وسائل الخطاب الإفتائى وتطويرها لنقد الخطابات الإلحادية، لتشمل المحتويات الهادفة عبر الوسائل الفنية، كالرواية، والدراما، والسينما، والمسرح، سيما وأن هذه الأدوات نفسها يوظفها الملحدون ببراعة لترويج أفكارهم.
- ثانيا: ضرورة تعاون المؤسسات الدينية والإفتائية فى إنشاء كيان علمى بحثى، يضم باحثين فى (الفقه والفلسفة، وعلمى النفس والاجتماع، وعلوم الطبيعة والحياة)، هدفه: استقراء أشهر المؤلفات الإلحادية، وتفكيكها. وتقديم نقد علمى وموضوعى لها.
- ثالثا: الإلحاد يعادى كل الأديان؛ ولذلك أخرجت لنا الثقافة العالمية عددا كبيرا من (المؤلفات والأبحاث)، فى تعزيز اليقين الدينى ونقد الخطابات الإلحادية، ومن ثم فهناك ضرورة لتشكيل فريق من المترجمين البارعين، لنقل هذه المؤلفات إلى المكتبة العربية، ونقل ما أنتجه المفكرون والفلاسفة العرب إلى اللغات الأخرى.
- رابعا: ضرورة تعاون المؤسسات العلمية والدينية والإفتائية، فى إعداد برامج تعليمية متخصصة، تضم حزمة من المقررات المناسبة، التى تستهدف تأهيل الأذكياء من (الطلاب، والباحثين، والوعاظ، والمفتين) لنقد الخطابات الإلحادية، ومن أهم هذه المقررات المقترحة، مقرر لتناول (النظريات العلمية الحديثة وأبعادها الدينية والفلسفية)، ومقرر لنقد الأسس (الفلسفية، والتاريخية، والنفسية، والاجتماعية للإلحاد).
- خامسا: ضرورة تشكيل المؤسسات الإفتائية لبرامج تأهيلية متخصصة، تستهدف أولئك الذين أصابتهم لوثات (الفكر الإلحادي)، بتقديم الدعم (النفسى والمعرفي) لهم، وفق دراسات ومنهجية محكمة.
- سادسا: ضرورة توسع المؤسسات الدينية فى إقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل، التى تستهدف تعزيز اليقين، وتشكيل لجان مؤهلة من (العلماء والباحثين والوعاظ والمفتين) لتوعية الشباب بمغالطات هذا الفكر الهدام.
- سابعا: تتأثر الثقافة الشعبية المعاصرة بالصورة عن المكتوب، ومن ثم فمن الضرورى على المؤسسات والهيئات المعنية بنقد الخطابات الإلحادية، التوسع فى إعداد المحتويات المرئية، والتقريرات والأفلام الوثائقية، وتسويقها باحترافية عالية عبر وسائل التواصل والإعلام المختلفة.