مازال حادث لبنان المروع، يطرح تساؤلات عدة، بشأن كيفية اختراق وسائل الاتصالات الحديثة، بعدما تم تفجير مئات أجهزة النداء"البيجر"، مما أدى إلى كارثة كبرى تسبب فى مقتل أشخاص وإصابة الآلاف حتى الوقت الراهن.
هل يمكن أن يتحول هاتفك إلى قنبلة تودى بحياتك؟
ويظل التساؤل حول مدى إمكانية تحول هاتفك بنفس الطريقة إلى قنبلة بواسطة " هاكرز"، حيث نظرًا لانتشار الهواتف الذكية واعتمادها على بطاريات الليثيوم أيون، فلا يمكن استبعاد احتمال وقوع هجوم مماثل باستخدام هذه الأجهزة، على الرغم من أن بعض العوامل تجعل مثل هذا الحدث صعبًا ومختلفًا فى نفس الوقت.
وكان اعتماد جماعة "حزب الله"، لأجهزة النداء، التى تعتبر أكثر أمانًا من الهواتف الذكية، مدفوعًا فى المقام الأول بالمخاوف بشأن المراقبة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، لأن أن أجهزة النداء، بأجهزتها البسيطة، يصعب تتبعها وأقل عرضة للاختراق الرقمى مقارنة بالهواتف الذكية، ومع ذلك، فإن نفس التكنولوجيا الأساسية، بطاريات الليثيوم أيون - تعمل على تشغيل كل من أجهزة النداء والهواتف الذكية، وهذه التكنولوجيا تنطوى على مخاطر عدة.
درجات الحرارة قد تكون سبب فى انفجار أجهزة البيجر
وتبين من تقرير نشر فى صحيفة India Today، أن بطاريات الليثيوم أيون، التى تستخدم على نطاق واسع بسبب كثافتها العالية من الطاقة وقابليتها لإعادة الشحن، لا تتمتع بالحصانة من الأعطال، حيث يمكن لعوامل مثل الحرارة الزائدة أو الشحن الزائد أو التلف المادى أن تتسبب فى ارتفاع درجة حرارة هذه البطاريات وفى حالات نادرة، تنفجر.
وذكر التقرير أيضا، أن عيوب التصنيع وعيوب التصميم، قد تكون السر وراء هذه المخاطر، و على سبيل المثال، انفجارات الهواتف الذكية، على الرغم من أنها غير شائعة، عادة ما تكون بسبب ارتفاع درجة الحرارة من الاستخدام المطول أو التلف الخارجى أو المكونات المعيبة، ومع ذلك، تشير انفجارات أجهزة النداء التابعة لحزب الله إلى سيناريو أكثر تطورًا، ربما يتضمن أجهزة تم العبث بها ومدمجة بمواد متفجرة أثناء التصنيع.
تقرير يكشف تورط إسرائيل فى تفجير أجهزة البيجر وتورط الشركة المصنعة
وفقًا لتقرير آخر صادر عن نيويورك تايمز، فقد أخفت إسرائيل متفجرات داخل دفعة من أجهزة النداء التى تم طلبها من الشركة المصنعة التايوانية Gold Apollo، على الرغم من أن Gold Apollo دحضت التقارير الإعلامية، ورد أنه تم تضمين مفتاح لتفجيرها عن بعد، وإذا تم تطبيق تكتيك مماثل على الهواتف الذكية، فسوف يتطلب ذلك تدخلًا دقيقًا فى سلسلة التوريد أو طريقة لإحداث الانفجارات عن بعد، ربما عبر إشارة راديو منسقة أو نبضة إلكترونية.
وأشار التقرير إلى أنه من الناحية النظرية، يمكن تطبيق المفهوم على الهواتف الذكية، قد تقدم الهواتف الذكية، بسبب برامجها المعقدة واتصالاتها الشبكية، فرصًا أكبر للتلاعب عن بعد، خاصة إذا كان من الممكن استغلال ثغرة فى البرامج الثابتة للجهاز، ومع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذا الهجوم على نطاق واسع سيكون أكثر تحديًا بشكل كبير بسبب الطبيعة الواسعة والمتنوعة لعلامات الهواتف الذكية والنماذج وأنظمة البرامج.
وتضيف بروتوكولات الأمان المتنوعة للهواتف الذكية الحديثة طبقة أخرى من الحماية يصعب اختراقها بشكل جماعي.
ارتفاع درجات الحرارة برئ من تفجيرات "البيجر"
وأكد نيويورك تايمز، عن كيفية إمكانية تفجير أجهزة النداء اللاسلكى " البيجر"، فقد نفى التقرير أن يكون الارتفاع فى درجات الحرارة السبب فى حادث لبنان المروع وانفجار الآلاف من أجهزة البيجر، فلا تنفجر الهواتف، حتى لو تم التلاعب بها من قبل المتسللين لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار المتدفق إليها، فلن تنفجر بشكل جماعي
وأكد التقرير، أن الهواتف تملك دائرة كهربائية تعمل بإجراءات السلامة كلما كان هناك فائض من الحرارة، فعلى سبيل المثال، فى هواتف iPhone، حتى إذا بدأ الهاتف فى التسخين، يتم قطع الشحن تلقائيًا، بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الهواتف الذكية فى الوقت الحاضر غرف تبريد متطورة تضمن تبديد أى حرارة متراكمة فى الجهاز.
الأجهزة المحمولة تتحمل درجات الحرارة لهذا السبب
وتبين أيضا أنه غالبًا ما تستخدم الهواتف الذكية الحديثة غرف بخار وأنظمة تبريد الجرافيت التى توزع الحرارة بالتساوى عبر الجهاز، باستخدام سائل يتبخر ويتكثف لتبديد الحرارة، بينما تساعد طبقات الجرافيت فى توصيل الحرارة بعيدًا عن المكونات الحيوية مثل المعالج.
ومع ذلك، حتى فى السيناريو الذى يتم فيه التلاعب بالهاتف الذكى لتسخينه، فمن المحتمل أنه فى معظم الحالات، بدلًا من الانفجار، ستذوب الهواتف إلى حد ما، مما يتسبب فى انتفاخ البطارية أو تسربها، لكنها نادرًا ما تنفجر، حتى فى الحالات التى نقرأ فيها عن انفجار هاتف شخص ما، قد ترى أنه قد يشتعل حريق صغير، وليس انفجار مثلما وقع فى حادث لبنان.
ما هى أجهزة البيجر؟.. وسيلة اتصالات فى التسعينات تحولت لأداة هامة للتواصل بين حزب الله
أما عن أجهزة البيجر، فإنها عبارة عن أجهزة نداء، كانت منتشرة على نطاق واسع فى تسعينيات القرن العشرين قبل ظهور الهواتف المحمولة، وهى أجهزة أساسية تتلقى رسائل قصيرة عبر ترددات الراديو، ورغم أن هذه الأجهزة أصبحت قديمة إلى حد كبير، إلا أن الجماعات التى تسعى إلى إيجاد بديل منخفض التقنية للهواتف الذكية لا تزال تستخدمها، والاستخدام الغريب لأجهزة النداء من قِبَل حزب الله يرجع إلى إعطاء الجماعة الأولوية للأمن وإخفاء الهوية، على عكس الهواتف الذكية الحديثة، تعمل أجهزة النداء بتكنولوجيا أبسط، مما يجعل تعقبها أكثر صعوبة.