ـ من الإفطار إلى العشاء.. دليل الوجبات الصحية وبدائل الحلويات المناسبة لضمان استقرار السكر لطفلك
ـ كيفية تنظيم جرعات الأنسولين على مدار اليوم.. وخطة المشاركة فى التمارين الرياضية.. وإعداد اللانش بوكس المناسب
ـ كيف تواجه الأم مشاعر حرمان ابنها من أطعمة معينة فى أعياد الميلاد والتجمعات الاجتماعية؟
ـ الدوخة والتعب من علامات انخفاض السكر.. اعرف كيفية التدخل لإنقاذ الطفل
«ماما نفسى فى حتة شوكولاتة وأنا رايح المدرسة.. كل أصحابى بيجيبوا حلويات معاهم».. قد تبدو لك تلك الكلمات مجرد كلمات عادية تصدر من طفل صغير السن وهو ذاهب للمدرسة مثله مثل زملائه الآخرين، ولكن الأمر يختلف عندما تكون تلك أمنيات طفل مريض بالسكر قد يشتهى قطعة من الحلويات خلال وجوده فى المدرسة وهو ممنوع من تناولها نظرا لحالته المرضية.
الطفل مريض السكر قد يواجه تحديات يومية بسبب اضطرابات مستوى السكر فى الدم، مما يؤثر على قدرته على الانخراط فى الأنشطة المدرسية بشكل طبيعى، ولكن على الرغم من ذلك، مع التوجيه الصحيح والدعم المناسب، يمكن للأطفال المصابين بالسكر ممارسة حياتهم المدرسية بصورة صحية وآمنة.
فى المرحلة المدرسية، أصبح من الضرورى توعية المجتمع المدرسى والأسرة بكيفية التعامل مع الأطفال المصابين بمرض السكر من الناحية الغذائية والجوانب النفسية.
أعراض اضطراب السكر لدى الطفل
أعراض يجب الانتباه إليها
من جانبه، كشف الدكتور عبدالفتاح خضر، استشارى أمراض الباطنة العامة والجهاز الهضمى والكبد بمستشفى إيتاى البارود العام، أن انخفاض مستوى السكر فى الدم يمكن أن يحدث فجأة، ويشكل خطرا على صحة الطفل، إذا لم يتم التعامل معه بسرعة، وبين الأعراض الشائعة لانخفاض السكر التى يجب الانتباه لها «التعرق الزائد، فقد يشعر الطفل بالعرق حتى إذا كانت درجة الحرارة المحيطة به طبيعية- الرعشة وقد يظهر على الطفل ارتعاش فى اليدين أو الجسم- الشعور بالجوع المفاجئ مع الشعور برغبة شديدة فى تناول الطعام بسرعة- الدوخة وقد يشعر الطفل بفقدان التوازن- التعب والإرهاق وشعور عام بالضعف وعدم القدرة على التركيز- التغيرات المزاجية فقد يصبح الطفل سريع الغضب أو يشعر بالعصبية دون سبب واضح- صعوبة التركيز أو الشعور بمشاكل فى التذكر- الإغماء فى حالات التعب الشديدة فقد يفقد الطفل وعيه».
أما عن ارتفاع مستوى السكر فى الدم، فأشار استشارى الجهاز الهضمى إلى أنه يحدث نتيجة عدم تمكن الجسم من استخدام الجلوكوز بشكل فعال، وتشمل أعراضه «شعور دائم بالعطش والرغبة فى شرب كميات كبيرة من الماء- التبول المتكرر- التعب المستمر والشعور الدائم بالإرهاق حتى مع النوم ساعات كافية- جفاف الفم وفقدان الرطوبة فى الفم والجلد- فقدان الوزن غير المبرر وبشكل سريع دون تغيير فى النظام الغذائى».
تنظيم جرعات الأنسولين
قال الدكتور ممدوح الشربينى، أستاذ الباطنة والأورام والغدد الصماء بجامعة القاهرة: إن الطفل مريض السكر يجب أن يفطر وجبة تحتوى على نشويات وسكريات ولا يجوز أخذ جرعة الأنسولين دون إفطار حتى لا يتعرض لغيبوبة، كما يجب أن تحتوى وجبة الطفل التى يأخذها إلى المدرسة على سندوتش مربى أو حلاوة وقطعة من الشوكولاتة يتناوله إذا شعر بدوخة أو تعرق شديد فى حالة انخفاض نسبة السكر.
يوضح «الشربينى» أنه عند وصول الطفل إلى المدرسة لا يجب أن يمارس نشاطا بدنيا شديدا مثل الجرى أو لعب ماتش كرة طويل يحتاج إلى مجهود عضلى وجرى مستمر حتى لا يتعرض إلى نقص السكر، خاصة إذا شعر بالتعرق الشديد والنهجان، فيجب التوقف وتناول أى أشياء سكرية على الفور، وفى بعض الحالات التى يكون فيها مستوى السكر غير منتظم، يجب أن يكون مع الطفل جهاز تحليل السكر باللمس، ويتناول الوجبة التى معه فى اللانش بوكس بين وجبتى الإفطار ووجبة الغداء.
ويشير أستاذ الباطنة إلى أنه إذا كان الطفل يحصل على 3 جرعات من الأنسولين، يجب أن تقوم الأم صباحا بقياس نسبة السكر قبل الإفطار وإعطائه أول جرعة بشكل عادى، ويفضل تناول باقى الجرعات أيضا عند الرجوع للمنزل حتى لا يتعرض لنقص السكر.
ويضيف «الشربينى»: ننصح الأمهات بضرورة ارتداء الطفل مريض السكر سوارا أو بطاقة تعريفية توضح أنه مريض سكر لسرعة التدخل وإسعافه فى حالات الطوارئ، حيث إن هبوط السكر فى الدم يحدث عندما تنخفض مستويات السكر فى دم الطفل بشكل كبير، ومن المهم جدا علاج هبوط السكر فى أسرع وقت ممكن، لأنها تعتبر حالة خطيرة قد تهدد حياته، وأضاف «الشربينى» أنه فى حالة تعرض الطفل خلال اليوم الدراسى لغيبوبة، يجب فورا وضعه فى وضعية الجلوس «نص قاعدة» مع إعطائه عصير بالسرنجة لعدم مقدرته على الشرب.
التغذية الصحية
يحتاج الطفل مريض السكر إلى نظام غذائى صحى متوازن خلال يومه الدراسى، وذلك لضمان استقرار مستوى السكر فى الدم والحفاظ على نشاطه وتركيزه.
أكد الدكتور هشام العامرى، استشارى التغذية العلاجية بقصر العينى، أن التغذية الصحية الجيدة تلعب دورا مهما فى السيطرة على مرض السكر، خاصة للطفل الصغير، وتساعده بشكل كبير فى تجنب المضاعفات مثل أعراض انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر المفاجئ.
وأوضح «العامرى» أنه خلال اليوم الدراسى قد يواجه الطفل مواقف عديدة تتطلب الحفاظ على مستوى ثابت من الطاقة والتركيز، وبالتالى الحفاظ على مستوى السكر، ويكون ذلك من خلال تناول وجبات صحية ومتوازنة تعمل على توازن نسبة السكر فى الدم دون حدوث ارتفاعات أو انخفاضات مفاجئة، لذا من المهم أن تكون الوجبات غنية بالعناصر الغذائية المتوازنة التى يحتاجها الجسم، مع مراقبة كميات الكربوهيدرات والسكريات التى يتناولها الطفل.
وجبة منتصف اليوم
فى وقت الاستراحة بين الدراسة، يحتاح الطفل حسب توجيهات الطبيب إلى تناول وجبة خفيفة مناسبة تمده بالطاقة وتحافظ على مستواه، مشددا على ضرورة أن تكون وجبات خفيفة صحية مثل الفاكهة، لأن محتواها من السكر مناسب بعكس السكريات السريعة كالمربى والحلاوة، ويمكن إعطاء الطفل ثمرة من التفاح أو الجوافة أو الكمثرى التى قد يحتاجها الطفل لتجنب انخفاض مستوى السكر وتجنب الإصابة بالغيبوبة.
الجزر يساعد على تنظيم مستوى السكر فى الدم، ويعود ذلك لأن مرضى السكر يمكنهم امتصاص السكر الطبيعى فى الجزر بسهولة ودمجه فى النظام الغذائى اليومى، وعلى الرغم من أن عصير الجزر يحتوى على السكر والكربوهيدرات، فإنه لا يرفع مستويات السكر فى الدم، ذلك لأن الجزر غنى بالألياف والكاروتين.
وأشار استشارى التغذية العلاجية إلى أن وجبة الغذاء يجب أن تكون متوازنة، مع التركيز على البروتينات الصحية والخضراوات الغنية بالألياف، موضحا أن بعض الخيارات تشمل سلطة خضار طازجة مع قطع من الدجاج المشوى أو التونة، وخبز القمح الكامل مع حشوه بالجبن أو الدجاج أو حبوب كاملة مثل الأرز البنى أو الكينوا، بدلا من الأرز الأبيض أو المكرونة المكررة أو ساندوتش صدور الديك الرومى المدخن مع خبز حبوب كاملة.
وبعد الغداء يمكن تقديم بعض الخيارات الصحية للطفل أيضا، وتشمل شرائح الجزر أو الخيار أو قطع فاكهة طازجة مثل الفراولة أو التوت.
وتابع استشارى التغذية العلاجية: بالنسبة للأطفال الذين يميلون إلى تناول الحلويات أو السناكس المعلبة، هناك العديد من البدائل الصحية التى يمكن تقديمها لهم مثل الشيكولاتة الداكنة بنسبة 70% كاكاو أو أكثر بدلا من الشوكولاتة العادية، والفشار بدون إضافات أو زيوت مهدرجة كبديل عن رقائق البطاطس، ومخبوزات صحية منزلية مثل كوكيز الشوفان والعسل بدلا من المخبوزات الجاهزة المحملة بالسكر.
وجبات للطفل مريض السكر
أكد استشارى التغذية العلاجية أن وجبة الإفطار من أهم الوجبات، التى تزود الجسم بالطاقة اللازمة لبداية يوم الطفل الدراسى ومن الخيارات الصحية:
الشوفان، يعد من النشويات المعقدة التى يحتاجها الطفل المصاب بالسكر من النوع الأول بعد تناول جرعة الإنسولين، ويمكن مزج الشوفان مع الزبادى الذى يساعد الطفل على الشعور بالشبع لفترة أطول، كما يمكن إضافة حفنة من المكسرات على هذه الوجبة.
ساندوتش الجبنة القريش، يمكن تناول ساندوتش جبنة القريش أو الملح الخفيف مع إضافة بيضة مسلوقة وقطع من الخضراوات، مثل الخس أو الجرجير، لاحتوائهما على الألياف مع ضرورة أن يكون الخبز بلدى أو توست الحبوب الكاملة أو الخبز الأسمر لأنهما مناسبان لمرضى السكر.
ساندوتش الفول، يمكن تناول نصف ساندوتش من الفول، لأنه عالى فى مستواه من البروتين وبه نسبة جيدة من النشويات مع تناول قطع من الخيار أو الجرجير وثمرة فاكهة.
التعامل مع انخفاض أو ارتفاع السكر
يجب اتباع النصائح التالية:
ـ تبدأ أولا من استعداد الأم فى المنزل بضرورة إعطاء الطفل وجبة خفيفة تحتوى على السكر سريع الامتصاص، مثل العصير أو أقراص الجلوكوز.
ـ التأكد من استقرار الحالة بعد 15 دقيقة من تناول السكر، كما يجب الانتظار لمدة 10-15 دقيقة ثم قياس مستوى السكر مرة أخرى، إذا كان لا يزال منخفضا، يفضل تناول المزيد من السكر تحت إشراف طبى فى المدرسة.
ـ فى حالة ظهور الأعراض السابقة، يجب على المعلم أو زملائه إخطار الشخص المسئول فورا، ويتبع ذلك تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات المعقدة، مثل الساندويتش أو البسكويت.
أما فى حالة التعامل مع ارتفاع السكر يجب الانتباه إلى ما يلى:
ـ شرب الماء بكمية كافية
فهو يساعد على التخلص من السكر الزائد عبر التبول، مراقبة مستوى السكر بانتظام، فيجب على الطفل قياس مستوى السكر باستمرار، وإذا كان مرتفعا، قد يحتاج إلى جرعة إضافية من الأنسولين حسب توجيهات الطبيب.
ـ تجنب الأطعمة السكرية
ـ إذا كان مستوى السكر مرتفع، تجنب إعطاء الطفل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة أو السكريات. وفحص مستوى السكر فى الدم فوراً إذا شعر الطفل بالتعب الشديد أو لوحظ زيادة فى العطش أو التبول.
كيف يمكن ممارسة الطفل الألعاب الرياضية
أشار أستاذ الباطنة إلى أن مشاركة الطفل المصاب بمرض السكر فى الألعاب الرياضية، تعتبر جزءًا مهمًا من الحفاظ على صحته الجسدية والنفسية، فالنشاط البدنى يساعد على تنظيم مستوى السكر فى الدم، ولكن يجب اتخاذ بعض الاحتياطات عند المشاركة فى الأنشطة الرياضية، خاصة تلك التى تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا.
نصائح لممارسة الطفل الرياضة:
ـ مراقبة مستوى السكر فى الدم قبل التمرين وبعده.. يجب فحص مستوى السكر فى الدم للطفل قبل المشاركة فى أى نشاط رياضى، فإذا كان مستوى السكر منخفضا، قد يحتاج الطفل إلى تناول وجبة خفيفة تحتوى على الكربوهيدرات، مثل الفاكهة أو العصير، لضمان استقرار المستوى أثناء التمرين، وبعد انتهاء النشاط الرياضى من الضرورى إعادة فحص مستوى السكر للتأكد من عدم حدوث انخفاض كبير.
ـ تناول وجبة خفيفة قبل النشاط البدنى.. من المهم تناول وجبة خفيفة تحتوى على الكربوهيدرات قبل بدء الطفل ممارسة أى نشاط رياضى فى المدرسة، خاصة إذا كانت الرياضة تتطلب مجهودا بدنيا مثل مباراة كرة قدم، ويجب أن يكون مع الطفل أى نوع من الفاكهة أو سندوتش من الحبوب الكاملة لإمداده بالطاقة اللازمة.
ـ الانتباه لأعراض انخفاض السكر خلال النشاط.. يجب على المعلم المشرف على النشاط الرياضى، متابعة الطفل مريض السكر جيدا وملاحظة أى علامات تظهر عليه مثل الدوخة والجوع المفرط أو التعب الشديد والتعرق الزائد، حيث تكون تلك أولى علامات انخفاض السكر، وقتها يجب أن يتوقف الطفل فورا عن ممارسة الرياضة، ويتناول أى حلوى أو عصير يحتوى على سكر سريع الامتصاص لرفع مستوى السكر، أما إذا كان الطفل يحصل على جرعة أنسولين أثناء وجوده خارج المنزل، يجب أن يكون ذلك بحسب جرعة الأنسولين، حيث يتم إعطاؤه جرعة أقل فى النشاط العضلى العادى، وإذا شارك فى مباراة طويلة تحتاج إلى مجهود كبير، يمكن عدم إعطائه جرعة الأنسولين مع متابعته من قبل الإشراف وطاقم التحكيم.
الدعم النفسى
من جانبها، أوضحت الدكتورة تقى شرف الدين، أخصائية الطب النفسى جامعة المنوفية، أن إصابة الأطفال بالسكر لها تأثير سلبى على نفسية الطفل، فحرمان الطفل من أكثر الأشياء التى يحبها وهى الحلويات قد تؤثر عليه بشكل سلبى، وتعرضه للتنمر من أصدقائه ومما يجعله يشعر باستمرار بأنه مختلف عن باقى الناس.
وأضافت أخصائية الطب النفسى أنه من المهم التوعية المستمرة للمدرسين بمرض السكرى بين الأطفال، وأنه ليس وصمة عار، وتعريف جميع الطلاب بالمرض معرفة كافية لتجنب إيذاء الطفل المصاب بالسكر حتى ولو بكلمة، أيضا من المهم توفير أنشطة تناسب الطفل بحيث تكون غير مرهقة أو مجهدة له.
كما أوضحت أخصائية الطب النفسى أن للأم الدور الأكبر والأهم فى إدارة مشكلة الطفل الصحية، فمن المهم فى تلك الحالة توفير وجبات مناسبة له دون الشعور بأنه محروم أو مختلف عن باقى زملائه فى الفصل، بجانب توفير مناخ مناسب للطفل فى المدرسة والمنزل لتجنب حدوث أى مشكلة نفسية له.
وتابعت: من المهم أن يكون لدى المدرسين وأولياء الأمور خلفية عن كيفية التعامل مع الطفل المصاب بمرض السكر من خلال التوعية داخل المدرسة بشرح المرض بطريقة بسيطة، حيث يمكن تحويل الشعور بالحرمان إلى شئ مميز، فبدلا من التركيز على ما لا يستطيع الطفل تناوله، يمكن تسليط الضوء على الأطعمة الصحية التى يتناولها، والتى تجعله أقوى وأكثر نشاطا، مثلا أن هذه الأطعمة تزيد الطاقة وتجعلك أكثر قدرة على اللعب.