استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وواصلت حملات اعتقال للأطفال والشباب وسط مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض بسبب نقص الخدمات وتدمير البينة التحتية وانهيار قطاع الصحة وأوامر الإخلاء المتكررة التي تجبر النازحين على الانتقال إلى مناطق غير آمنة.
ففي صباح اليوم الاثنين داهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال مخيم الجلزون شمال رام الله، وتمركزت في حارة السوق وسط المخيم كما أطلق الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة اتجاه خيام النازحين والمواطنين و اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شابا بعد الاعتداء عليه بالضرب في المخيم شمال رام الله كما قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعه النطاق كان من بينها أطفال وفق وسائل اعلام فلسطينية.
ومن جانبه ندد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتجريف الطرق وتدمير البنية التحتية العامة على نطاق واسع، فضلا عن المنازل الخاصة ومسجد في الحي الشرقي من المدينة ومخيم جنين.
وأضاف أنه منذ بدء الاعتداء علي الضفة الغربية نهاية أغسطس الماضي نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عددا كبيرا من ناقلات الجند المدرعة والجرافات والقناصة، بدعم من الطائرات المُسيرة والطائرات، وفرضت حظر التجول في المخيم والأجزاء المجاورة من المدينة، والتي انقطعت عنها أيضا الكهرباء وإمدادات المياه وأصبحت العديد من العائلات عالقة في منازلها بدون ماء وطعام، بما في ذلك أطفال ورضع.
وقال مكتب حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إنه تلقى معلومات تفيد بأن جنود الاحتلال الإسرائيليين يعتقلون عشرات الشباب الفلسطينيين من منازلهم وإخضاعهم لأشكال مختلفة من سوء المعاملة، بما في ذلك الضرب وإجبارهم على البقاء في الهواء الطلق لساعات طويلة دون طعام أو ماء، مضيفا أنه بحسب تقارير، تم نقل العديد من المعتقلين إلى أماكن غير معلنة.
وفي ذات السياق ومع ظهور حالة شلل الأطفال وبدء حملية أممية للتطعيم خوفا من انتشار المرض قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، فيليب لازاريني إن المرحلة الأولى من الحملة واسعة النطاق للتطعيم ضد شلل الأطفال انطلقت في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، مؤكدا على أن تلك الحملة هي سباق مع الزمن للوصول إلى أكثر من 600 ألف طفل في القطاع في الأيام القادمة.
وشدد المسؤول الأممي على أنه لنجاح هذه الحملة، يجب على أطراف الصراع احترام فترات الهدنة المؤقتة في المنطقة وأضاف: "ومن أجل أطفال المنطقة، حان الوقت لوقف دائم لإطلاق النار".
بدوره، أفاد سام روز، مدير عمليات الأونروا في غزة بالإنابة في منشور على موقع إكس بأن فرق الوكالة ستصل إلى آلاف الأطفال بلقاحات شلل الأطفال في العيادات والنقاط الصحية ومن خيمة إلى خيمة في جميع أنحاء القطاع.
وأكد أن الأونروا ستقوم بتطعيم ما يصل إلى نصف الأطفال، وسيشارك حوالي 1100 من موظفي الوكالة في الحملة التي تقوم بها وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع الأونروا ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف.