تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية، عملياتها التصعيدية العسكرية، فى الشرق الأوسط، من خلال قصف مناطق فى الأراضى اللبنانية، الأمر الذى يؤدى إلى تهديد السلم والأمن الدوليين فى المنطقة والعالم بأثره، رغم التحذيرات الدولية والإقليمية من خطورة التصعيد العسكرى.
ومساء الجمعة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية، غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية فى لبنان، ما أدى إلى استشهاد 8 أشخاص بينهم أطفال وإصابة نحو 60 آخرين فى حصيلة أولية بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
أثار القصف الإسرائيلي
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان جاء فيه:" أن غارة العدو الإسرائيلى على الضاحية الجنوبية لبيروت أدت فى حصيلة أولية إلى استشهاد 8 أشخاص وقد استقبلت المستشفيات اللبنانية حتى اللحظة 60 جريحا".
من جنبه قال مسؤول إسرائيلى، الجمعة، إن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة فى الحرب، مشيراً إلى أن تل أبيب تواصل ملاحقة "حزب الله" اللبنانى، حسبما أورد موقع "يديعوت أحرونوت".
وأضاف: "نحن نستعد لأى رد، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة"، وذلك بعد استهداف رئيس جهاز العمليات فى حزب الله، إبراهيم عقيل، بغارة جوية على الضاحية الجنوبية فى بيروت.
مباني الضاحية الجنوبية
فيما نقل موقع واللا عن مسؤول إسرائيلى أن إسرائيل لم تخطر واشنطن بشأن الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت وأنه تم التواصل معها بعد التنفيذ.
من جانبه قال البيت الأبيض إنه لا علم لواشنطن بشأن إخطار مسبق بخصوص الهجمات الإسرائيلية على بيروت.
وتعليقا على ذلك قال البيت الأبيض، إنه "لا علم لنا بشأن إخطار مسبق بخصوص الهجمات الإسرائيلية على بيروت، ولا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسى فى الشرق الأوسط هو أفضل طريق للمضى قدما".
ونصح البيت الأبيض بقوة الأمريكيين بعدم السفر إلى لبنان، مشيرة إلى أن لا يؤمن بأن الحرب فى لبنان حتمية.
وقد حذرت مصر مرارا وتكرارا من خطورة التصعيد العسكري، حيث أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطى، ضرورة العمل على تجنب اتساع نطاق الصراع فى المنطقة نتيجة استمرار الممارسات والسياسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
ووأكدت وزارة الخارجية المصرية فى بيان سابق، أنها تتابع بقلق بالغ التصعيد الجارى على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، داعية لضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار فى المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد.
القوات اللبنانية في محيط الحادث
وقد تحدثت وول ستريت عن خطط وضعتها الولايات المتحدة لـ إجلاء الأمريكيين من لبنان إلى قبرص، ونقلت عن مسئولين قولهم أن واحدة من خطط الطوارئ تتضمن إجلاء ما يقرب من 50 ألف مواطن أمريكى ومقيم وأسرهم إلى قبرص. وتشير تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2022 إلى أن نحو 86 ألف أمريكى يعيشون فى لبنان.
وفي السياق، قالت وكالة أسوشيتدبرس، إن شبح اندلاع معركة شاملة بين إسرائيل وحزب الله بات أقرب من أى وقت مضى مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلى يواف جالانت عن مرحلة جديدة من الحرب، والهجوم الإسرائيلى بتفجير أجهزة إلكترونية يحملها الآلاف من التابعين لحزب الله.
وأشارت الوكالة، إلى أن الآمال بوصول لحل دبلوماسى للصراع تتراجع على ما يبدو سريعا فى ظل إشارة إسرائيل إلى رغبتها فى تغيير الوضع الحالى فى شمال البلاد، حيث تبادلت إطلاق النيران مع حزب الله منذ أكتوبر الماضى.
فى الأيام الماضية، نقلت إسرائيل قوة قتالية قوية إلى الحدود الشمالية، وصعّد المسئولون من حدة خطابهم، كما أعلنت حكومة الحرب عودة عشرات الآلاف من السكان النازحين إلى منازلهم فى شمال إسرائيل هدفا رسميا للحرب.
وسلطت الوكالة الضوء على كيفية استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله، وتحدثت عن هجوم البيجر والأجهزة اللاسلكية الذى استهدف الآلاف فى لبنان، ونقلت تصريح الجنرال الإسرائيلى المتقاعد عمير أفيفى الذى قال فيه: "نحن لا نقدم على شيء مثل هذا ونضرب آلاف الناس ونفكر أن الحرب ليست قادمة. وأضاف: لماذا لم نفعل ذلك خلال 11 شهرا، لأننا لم نكن مستعدين للذهاب للحرب بعد. ماذا يحدث الآن؟ إسرائيل مستعدة للحرب.