التحرش بالطفل جريمة بشعة تترك آثارًا نفسية عميقة ومدمرة على الضحية، ويتطلب التعامل مع هذه الحالة حساسية شديدة ودعمًا نفسيًا متخصصًا، فالدعم النفسي هو بمثابة المنارة التي تضيء طريق الطفل نحو التعافي، وتساعده على تجاوز الصدمة والعودة إلى حياته الطبيعية قدر الإمكان لذا نستعرض خلال السطور التالية بعض الطرق النفسية لدعم الطفل الذي تم التحرش به وفقًا لما أشار إليه محمد مصطفي الاخصائي النفسي.
توفير بيئة آمنة
قال الأخصائي النفسي في حديثه لـ" اليوم السابع":" البيئة الآمنة تعد بمنزلة الوقاية من تعرض أطفالنا للتحرش وهى أيضاً أول خطوة من خطوات العلاج، فالوقاية تكون بواسطة توفير البيئة تتسم بالأمان والحماية من التعرض للتعدي من قبل الآخرين، والعلاج يكون عن طريق إبعاد الطفل فورا عن مصدر الخطر مما يجعله يشعر بالراحة والاستقرار".
الاستماع الفعال
وأضاف قائلا:" من الضروري السماح للأطفال بأن يعبروا عما يشعرون به وما يتعرضوا له من خبرات بالطريقة التي تشعرهم بالراحة، فإن جاء طفل يشكو من تعرضه لـ الاعتداء جنسي بأشكاله علينا أن نستمع له بعناية شديدة وبحرص فلا نقاطعه، أو نوجه له أسئلة بصيغة الاستجواب، فضلاً عن عدم إصدار الأحكام عليهم أو توجيه اللوم لهم".
عدم اللوم
وتابع:"إن التوجيه اللوم شائع عندما يأتي الأطفال لكى يتحدث عما تعرض له، وهذا أمر يتسم بعدم الصواب والحكمة، لأن اللوم يكون للشخص القادر على إتخاذ قرار سليم، وقادر على الدفاع عن نفسه؛ وفى حالة الأطفال قد يكون ليس لديهم الوعى الكافي بأن ما حدث خطأ، أو يكون قادر على الدفاع عن نفسه أمام شخص بالغاً اقوي منه من حيث البنية الجسدية".
التصديق
واستكمل حديثه:" في ذلك الموقف علينا أن نشعرهم بأننا نصدقهم فيما يقولوا أنه حدث، فالشك في كلامهم يزيد لديهم من مشاعر الذنب والخزى، وهذا يؤدى إلى تفاقم المشكلة، فالدعم والتصديق يساعدهم في تقليل من حده تلك المشاعر، ويجعلهم يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في هذا العالم".
مراقبة السلوك
وقال:" ليس على المسؤول عن رعاية الطفل تقديم الدعم العاطفي فقط، بل عليه أيضا مراقبة سلوك الطفل هل هناك إنعزال عن الآخرين أم أنه أصبح أكثر عدائية، هل يعانى من صعوبات في النوم أو القلق المفرط، فمن المهم مراقبة تلك سلوكيات والتدخل عند الحاجة، خصوصا لو استمرت تلك السلوكيات أو ازدادت سوءًا".
روتين مستقر
وقال:" الروتين اليومي المستقر للطفل يشعره بأن كل شيء على ما يرام، وذلك بعد شعور أنه قد فقد السيطرة على حياته بعد تجربه التحرش أو الاعتداء الجنسي، والروتين الثابت يمكن أن يساعده في استعاده الشعور بالأمان الغائب عنه بممارسة الأنشطة اليومية البسيطة".
زيارة متخصص
وينهي حديثه:" من الضروري التوجه إلى أخصائي في العلاج النفسى مختص في التعامل مع الأطفال الذين تعرضوا للتحرش والإساءات الجنسية لتلقى العلاج المناسب منعاً لإصابة الطفل باضطرابات نفسية ناتجة عن تلك الصدمة".
طفل يشعر بالخوف
أم تحضن طفلتها