لا شك أن المثلية داء خطير يقدح المروءة ويصيب صاحبه بالذل والعار فمن صحيح الإسلام ألا يفعل المرء ما يشين وما هو من عمل قوم لوط وهو عمل ذمته الأديان السماوية عمومًا والإسلام خصوصًا.
وروى ابن الجوزي في كتاب ذم الهوى فقال: أَخْبَرَنَا ابْنُ مُنَازِلٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن أَحْمد ابْن نُوحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي الرَّجُلَ، فَتَضِجُّ الأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِمَا، وَالسَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمَا، وَالْبَيْتُ، وَالسَّقْفُ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ ائْذِنْ لَنَا أَنْ يَنْطَبِقَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، فَنَجَعْلَهُمُ نِكَالا وَمُعْتَبَرًا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ وَسِعَهُمْ حِلْمِي، وَلَنْ يَفُوتُونِي.
وكتاب ذم الهوى هو كتاب عن مضار الهوى والعشق، ألفه الحافظ ابن الجوزي، تحدث المؤلف في كتابه عن مسالة الحب والعشق والهوى الفتاكة التي أفسدت القلوب والأبدان، وحمل معاول الهدم، متسلحًا بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة والتابعين، وما ذكر من قصص المغرمين.