مع بداية المرحلة الجامعية، يواجه العديد من الشباب تحديات عاطفية تتعلق بالتكيف والقلق. تُعتبر العلاقات العاطفية في هذه الفترة جزءًا طبيعيًا من الحياة، لكن إدارة هذه المشاعر بوعي ومسئولية أمر بالغ الأهمية. تحدث الدكتور ريمون ميشيل ثابت، استشاري الصحة النفسية لـ"اليوم السابع" حول هذه الاضطرابات العاطفية التي يعاني منها الطلاب الجدد وأسباب الدخول في علاقات غير صحية.
يرى استشاري الصحة النفسية أن معظم المشكلات العاطفية في بداية الحياة الجامعية تنبع من عوامل سابقة مثل الشعور بالفراغ والوحدة، أو الحرمان العاطفي في مراحل الطفولة. يجد بعض الطلاب في العلاقات العاطفية ملاذًا للهروب من واقعهم، بحثًا عن الرعاية التي افتقدوها. كما يلعب ما يسمى بـ"الجوع العاطفي" دورًا كبيرًا، حيث يسعى الفرد لإشباع هذا الاحتياج من خلال العلاقة، حتى وإن كانت غير صحية.
وتتأثر بعض العلاقات بغياب النضج العاطفي، وقد يتلاعب البعض بمشاعر الآخرين بدافع الأنا أو لتحقيق مكاسب سطحية. لذا يُحذر استشاري الصحة النفسية من هذا النوع من العلاقات العابرة التي غالبًا ما تنتهي بشكل مؤلم. ولتجنب هذه الفخاخ العاطفية، قدم بعض النصائح للطلاب الجامعيين الجدد:
لا تنخدع بالمظاهر العاطفية
قد تبدو بعض العلاقات في البداية مليئة بالوعود والعواطف الجياشة، لكن الحب الحقيقي لا يُقاس بالكلمات فقط. بل يُظهره المواقف الصادقة والتضحيات. عليك أن تكون واعيًا وتستخدم عقلك لتقييم العلاقة بشكل موضوعي.
اهتم بتقدير ذاتك أولًا
قد يشعر الشخص بـ الفراغ العاطفي أحيانًا ليس لعدم وجود حبيب فعلي ولكن نتيجة للشعور بالغيرة من الآخرين نتيجة عدم تقدير الشخص لنفسه أولًا بشكل جيد، الإنسان السوي عليه أن يكتشف بنفسه نقاط القوة عنده وينميها حتى لا يحتاج إلى الشعور بالتقدير والإطراء من الخارج في أي شخص، فالشعور بالتقدير ينبع لنفسك من داخلك أولًا لأنك إن لم تقدر ذاتك فلن يفعل ذلك لك الأخرون، حصن نفسك بتثقيفها وبالاشتراك في أنشطة اجتماعية وتطوعية، فلا تشعر أنك في حاجة مستمرة لأقل كلمة تشعرك بالرضا، وظف طاقتك بشكل سليم.
راقب العلاقة بعناية
عندما تدخل في علاقة جديدة، راقب علامات الاحتواء الحقيقي. هل ينجذب إليك الآخر لتلبية احتياجاته ورغباته أو لقضاء وقت ممتع فقط في لحظات اللهو والضحك؟ ماذا عندما تكون في ضائقة أو حيرة أو احتياج للمساعدة، هل ستجده بجانبك ويساندك أم لا؟ هناك فارق جوهري بين علامات الحب وكلمات الحب، فراقب جيدًا علامات وأمارات المحبة الحقيقية وابتعد عن أصحاب العواطف دون المواقف، الذي يشبع ويتلذذ بالأخذ فقط دون العطاء، الذي يطلب منك تقديم التنازلات باستمرار ليبقى معك، احذر تلك العلاقات لأن نهايتها ستؤلمك.
صورة ارشيفية لشاب وفتاة
صورة تعبيرية لشاب وصديقته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة