استشهد 21 مواطناً فلسطينيا وأُصيب آخرون بجراح خطرة، السبت، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين بحي الزيتون جنوب مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن هناك 21 شهيدًا على الأقل معظمهم أشلاء وعدة إصابات بعضها خطيرة جرّاء قصف طائرات الاحتلال مدرسة الزيتون "ج" التي تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
من جانبه، دان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بقصف مدرسة الزيتون التي تؤوي آلاف النازحين جنوبي مدينة غزة، مؤكدا أن 21 شهيدا و30 جريحا غالبيتهم أطفال ونساء جراء مجزرة الاحتلال بقصف مدرسة الزيتون.
تأتي الجريمة بالتزامن مع صعوبة الواقع الصحي في محافظتي غزة والشمال واللتان يقطنهما 700 ألف مواطن فلسطيني، وإن ما تبقى من المستشفيات في هاتين المحافظين غير قادرة على تقديم الخدمة الصحية والطبية بشكل جيد نتيجة خطة الاحتلال التدميرية للمنظومة الصحية بشكل كامل.
وحمّل الإعلام الحكومي في غزة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة، كما حملهم مسؤولية استهداف وقصف مراكز الإيواء والمدارس، مطالبا المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية إلى الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو عدد من الشهداء الفلسطينيين امن الأطفال والنساء بمجزرة الاحتلال الاسرائيلي في مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وفي الإطار، قالت وزارة الصحة في غزة: "إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 121 شهيدًا و209 إصابات خلال الـ72ساعة الماضية".
وأضافت الصحة: "لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وتابعت: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41,391 شهيدًا و95,760 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".
في تل أبيب، صدرت تعليمات للمستوطنين صفد والجولان والجليل الأعلى بالبقاء بالقرب من المناطق المحصنة.
وأكد مراقبون أن حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو تسعى إلى فك الارتباط بين حزب الله اللبناني والفصائل في غزة من خلال دعوة الحزب للتوقف عن التصعيد شمال فلسطين المحتلة، إلا أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر جدد تمسكمهم بالتصعيد حال استمر العدوان الإسرائيلي على غزة، وشدد المراقبين أن نتنياهو يسعى لعرقلة المفاوضات وإجهاضه ومحاولة تحييد حزب الله عن معادلة الصراع العسكري.
أشار المراقبون أن نتنياهو نتيجة ضغوطات التي يمارسها المستوطنين يحاول وقف حالة التصعيد والطوارىء شمال فلسطين المحتلة كي يتمكن من إعادة المستوطنين ويمنع حالات الهجرة التي تقدر بمئات من عدد كبير من سكان الشمال الذين يعانون من حالة عدم الاستقرار الأمني والعسكري منذ أكثر من عام.
أوضح المراقبون أن الاحتلال الاسرائيلية يريد إبرام صفقة للتبادل ووقف لإطلاق النار وفق شروطه فقط والتي تشمل خروج كافة قيادات الفصائل من غزة، وفرض واقع أمني وسياسي جديد بالسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح والتواجد عسكريا في محور فيلاديلفيا، بالإضافة لمواجهة الضغوطات الداخلية نتيجة التظاهرات التي تطالب نتنياهو بوقف الحرب والذهاب لصفقة، بعد فشل حكومته بشكل كامل في تحقيقا أيا من الأهداف الحرب، مؤكدين أن الهدف الجديد الذي وضعه نتنياهو بالتحرك لإعادة المستوطنين للشمال يهدف لتخفيف الضغوطات الحالية لحكومته وإنزعاجه من الاستنزاف المستمر لجيشه المحتل على يد عناصر الحزب اللبناني.
لفت المراقبون أن اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لقائد ركن العمليات في حزب الله إبراهيم عقيل ورفاقه من قادة وحدة الرضوان النُخبوية، كسر جميع الخطوط الحمراء في المواجهة مع حزب الله اللبناني، ولم يُبق أي قواعد اشتباك بين الطرفين، فالجريمة كبيرة مقتل "عقيل" وثلاثة عشر آخرين من "وحدة الرضوان"، وزعم الاحتلال "أنهم كانوا في طور التخطيط للسيطرة على منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة."
يذكر أنه مع احتدام المواجهات مؤخراً بين "إسرائيل" و"حزب الله"، وإدخال الأخير المزيد من المستوطنات الإسرائيلية في دائرة استهدافه عقب اغتيال الاحتلال الاسرائيلي لـ"فؤاد شكر" في الضاحية الجنوبية في يوليو الماضي، بات الضغط من جانب المستوطنين في المنطقة الشمالية يتصاعد تجاه رئيس حكومة الاحتلال المتطرف، بنيامين نتنياهو؛ لمطالبته بتغيير الوضع، وإعادة السكان للمنطقة بعد تهجير حزب الله لنحو نصف مليون إسرائيلي من هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة