تحتاج اللغة العربية إلى الاهتمام بها، وأن نطلق من أجلها المبادرات، لذا فإن مبادرة «اتكلم عربى» جاءت فى وقتها تماما، فلا شىء أهم من اللغة، فهى هوية، والتخلى عنها ضعف.
بداية، علينا الاعتراف بأن اللغة العربية صارت ضحية، هذا ما لا نستطيع أن ننكره، ففى السنوات الأخيرة أصبح الصراع يكاد يكون بشكل يومى حول اللغة العربية التى تضيق عليها الدائرة بشكل كبير.
والغريب أن ذلك يحدث مع أن اللغة العربية لا تزال تحتفظ برمزية دينية لأكثر من مليار مسلم، وهناك أكثر من ثلاثمائة مليون ناطق بها، كما أنها تعد اللغة الرسمية لـ22 دولة عربية، وتدخل ضمن اللغات الـ6 المستعملة رسميا فى المنظمات الدولية والإقليمية.
نريد القول إن قبول الآخر أو استخدام لغات أخرى لا يعنى طمس الأصل، والتطاول عليه وإعلاء قيمة الخارج، ومن الممكن أن تستمر بنا الحياة دون أن نكون مولعين بتقليد الغالب.
إن اللغة العربية لغة حضارية لا شك فى ذلك، لكن كما نرى جميعا، لم تعد كسابق عهدها، من حيث الانتشار وصور التعلق بها والشغف القديم بفنونها، بل صارت تتعرض دائما لمضايقات ومشاحنات، لذا حمايتها واجب، ولو آمنا بأن اللغة تحمى نفسها وتحفظ ذاتها وأنها لا تحتاج تدخلنا، سننتهى.
لماذا اللغة العربية مهمة؟
اللغة العربية واحدة من أشهر اللغات العالمية، حتى إن الأمم المتحدة تعدها من اللغات الحيوية، وتحتفى بها كل عام، ومما قالته:
«اللغة العربية ركن من أركان التنوع الثقافى للبشرية، وهى إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما فى العالم، إذ يتكلمها يوميا ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة ».
يتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية والعديد من المناطق الأخرى المجاورة، فللعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهى لغة مقدسة «لغة القرآن»، ولا تتم الصلاة وعبادات أخرى فى الإسلام إلا بإتقان بعض كلماتها.
كما أن العربية هى كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية فى المنطقة العربية، حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية فى العصور الوسطى.
تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب فى ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. سادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرا مباشرا أو غير مباشر فى كثير من اللغات الأخرى، مثل التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الأفريقية مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية، خاصة المتوسطية منها مثل الإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
وفضلا عن ذلك، مثلت اللغة العربية كذلك حافزا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا فى عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقى.
الدولة وحفظة القرآن الكريم
وفيما يتعلق بحفظة القرآن الكريم، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى برعاية المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وإكرام أهل القرآن، بجانب حرصه الدائم على تكريمهم بنفسه فى احتفالات الوزارة السنوية بليلة القدر.
الاهتمام بلغة الضاد؟
تمثل اللغة العربية جزءا مهما من الهوية، هذا ما لا خلاف عليه، فهى لغة القرآن الكريم ولغة الحضارة ولغة التراث، وقد حظيت اللغة العربية فى الجمهورية الجديدة بقدر كبير من الاهتمام.
مصر واللغة العربية
قلنا إن الدولة المصرية تهتم باللغة العربية والدليل على ذلك، حينما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى إحدى المداخلات التليفزيونية: «إن الجميع يجب أن يهتم باللغة العربية ويهتم بالقرآن الكريم وبتنظيم أوقات أولادنا، ومهم أن الأسر تكون منتبهة لأبنائها».
ومن قبل أطلقت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج مبادرة «اتكلم عربى» لأبناء المصريين بالخارج، التى حظيت برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف التمسك بالهوية والعادات والتقاليد المصرية، حيث إن اللغة هى صميم الحفاظ على الهوية.
اتكلم عربي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة