اللغة العربية من أهمِّ اللغات وأكثرها انتشارًا، فهي اللغة الدينية لأكثر من مليار مسلم حول العالم، وهي اللغة الرسمية لأكثر من ستِّ مئة مليون عربي، كما تحتل المركز الثالث في ترتيب اللغات العالمية، لذا حددت لها منظمة اليونيسكو يوم الـ18 من ديسمبر للاحتفال بها.
ولكن يبدو أن العرب احتفوا باللغة العربية ونظموا قصائدهم، تعبيرًا عن حبهم للغة التي تربوا ونشأوا عليها، فقد تغنى حافظ إبراهيم وأحمد شوقي وغيرهم من شعراء العصر الحديث باللغة العربية، وإذا عدنا بالزمن قليلاً، سنجد أنَّ شعراء العصر العباسي قد تغنّوا بها،
إذ قال المتنبي في إحدى قصائده:
لا تلمني في هواها
أنا لا أهوى سواها
لست وحدي أفتديها
كلنا اليوم فداها
نزلت في كل نفس
وتمشّت في دماها
فبِها الأم تغنّت
وبها الوالد فاها
وبها الفن تجلى
وبها العلمُ تباهى
كلما مرّ زمان
زادها مدحًا وجاها
لغة الأجداد هذي
رفع الله لواها
فأعيدوا يا بنيها
نهضة تحيي رجاها
لم يمت شعب تفانى
في هواها واصطفاها.
هنا يتحدث الشاعر، عن مدى حبه للغة العربية، لدرجة أنه مستعد للتضحية بحياته، فداءً لها، وهو يوضح أيضًا أنَّ العرب على استعداد للتضحية بأنفسهم، في سبيل إعلاء شأنها، ثم شرح كيف أن الفنون والعلوم لا تخلو من اللغة العربية، وأن اللغة العربية هي لغة الأجداد، ودعا أبناء عصره للنهضة بها ورفع شأنها.