قال السفير الصينى بالقاهرة، لياو ليتشيانج، أن قمة بكين لمنتدى التعاون الصينى الأفريقي التى انعقدت فى 5 سبتمبر الجارى بحضور رئيس الوزراء المصرى، مصطفى مدبولى، هى القمة الرابعة فى تاريخ منتدى التعاون الصينى الأفريقى بعد قمة بكين 2006، وقمة جوهانسبرج 2015، وقمة بكين 2018، كما أنها أكبر فعالية دبلوماسية أقامتها الصين خلال السنوات الأخيرة بحضور أكبر عدد من القادة الأجانب.
وأضاف فى مؤتمر صحفى لتقديم إحاطة حول مخرجات القمة، أن مصر كانت أول دولة إفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، وتعد البلدين صديقين تربطهما الرؤى المشتركة والثقة المتبادلة، وشركين فى تحقيق التنمية المشتركة والرخاء المشترك. فى السنوات الأخيرة، بفضل الإرشاد الاستراتيجى لرئيسى البلدين، عملت الصين ومصر على تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة" و"المشاريع التسع" فى إطار منتدى التعاون الصينى الإفريقي، وحققتا نتائج مثمرة فى مجالات البنية التحتية والتجارة والاستثمار والزراعة الحديثة وإعداد الكفاءات.
ويصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وكذلك "عام الشراكة الصينية المصرية". واعتبر السفير أن حضور الدكتور مصطفى مدبولى هذه القمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعد زيارة رفيعة المستوى أخرى بين البلدين بعد زيارة الرئيس السيسى ورئيس مجلس النواب حنفى جبالي، وهى زيارة مهمة للغاية لتنفيذ نتائج زيارة الرئيس السيسى للصين فى مايو الماضى وتعزيز المواءمة الاستراتيجية بين البلدين.
والتقى رئيس مجلس نواب الشعب الصينى تشاو لجى بالدكتور مصطفى مدبولى فى يوم وصوله إلى بكين، وأكد على حرص الصين على بذل جهود مشتركة لتنفيذ التوافقات المهمة بين رئيسى البلدين، وتعزيز الصداقة التقليدية ودفع المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، وتعميق التعاون فى مجالات البنية التحتية والصناعة والثقافة والسياحة، وتعزيز التواصل بين الشعبين، والعمل على إقامة المجتمع الصينى المصرى للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
وألقى الرئيس شى جين بينج كلمة رئيسية بحضور الدكتور مصطفى مدبولى وغيره من رؤساء جميع الدول الإفريقية التى أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين والبالغ عددها 53 دولة وكذلك رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى والأمين العام للأمم المتحدة، وممثلى أكثر من 30 منظمة دولية وإقليمية إفريقية.
خلال القمة، أضاف السفير، التزم الجانبان الصينى والإفريقى بشعار "العمل معا لدفع التحديث والتعاون فى بناء المجتمع الصينى الإفريقى رفيع المستوى للمستقبل المشترك"، واستعرضا مسيرة الصداقة الصينية الإفريقية، وأشادا بالتقدم المحرز فى تنفيذ نتائج المنتدى، وتوصلا إلى توافق سياسى واضح بشأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وإفريقيا، واعتمدت وثيقتين مهمتين، أى "إعلان بكين" و"خطة العمل" وأصدرا البيان المشترك بين الصين وإفريقيا بشأن تعميق التعاون فى إطار مبادرة التنمية العالمية. وتكللت القمة بنجاح تام، وحققت النتائج فى الجوانب الأربع الرئيسية التالية:
أولا، أقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية مع جميع الدول الإفريقية التى أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين.
ثانيا، تمت ترقية العلاقات بين الصين وإفريقيا إلى مجتمع المستقبل المشترك فى كل الأجواء فى العصر الجديد. بعد ما يقرب من 70 عاما من العمل الشاق، تمر العلاقات الصينية الإفريقية بأفضل فترة فى تاريخها. خلال هذه القمة، اتفق زعماء الصين وإفريقيا على الارتقاء بالعلاقات الصينية الإفريقية إلى المجتمع الصينى الإفريقى للمستقبل المشترك فى كل الأجواء فى العصر الجديد. وشهد مستوى العلاقات الصينية العربية ارتفاعا مستمرا، من الشراكة من نوع جديد إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وصولا إلى المجتمع الصينى الإفريقى للمستقبل المشترك فى كل الأجواء فى العصر الجديد، وأصبحت هذه العلاقات أكثر وضوحا وتنوعا، مما عكس عزيمة شعوب الجانبين البالغ عددها مليارين و800 مليون نسمة على الوقوف معا فى السراء والضراء فى ظل التغيرات غير المسبوقة منذ قرن، وكتابة فصل جديد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
ثالثا، أوضحت هذه القمة الرؤية ذات النقاط الست بشأن التعاون الصينى الإفريقى فى دفع التحديث. وفى هذا السياق، طرح الرئيس شى جين بينج الرؤية ذات النقاط الست بشأن التعاون الصينى الإفريقى لدفع التحديث، مشيرا إلى ضرورة تحقيق التحديث العادل والمعقول، التحديث المنفتح والمربح للجميع، التحديث الذى يضع الشعب فى الأولوية، التحديث التعددى والشامل، التحديث الصديق للبيئة والتحديث السلمى والآمن.
رابعا، تمت صياغة الخطوط العريضة للتعاون الصينى الإفريقى فى المرحلة المقبلة، حيث تبنى الجانبان "إعلان بكين" و"خطة العمل" لتعزيز التعاون الصينى الإفريقى فى السنوات الثلاث المقبلة.
وتم الإعلان عن توسيع انفتاح السوق بشكل أحادى الجانب، ومنح جميع الدول الإفريقية الأقل نموا التى لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، وجعل السوق الصينية الضخمة فرصة واعدة لإفريقيا.
وعُقدت 4 جلسات رفيعة المستوى فى إطار القمة، حيث ناقش الحاضرون حول مواضيع الحكم والإدارة وعملية التصنيع والزراعة الحديثة والسلم والأمن وبناء "الحزام والطريق" بجودة عالية. كما عُقد مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والأفارقة على هامش القمة، الذى وفر منصة مهمة للتواصل بين شركات الجانبين، وضخ حيوية جديدة للتعاون العملى الصينى الإفريقي.
واعتبر السفير أن هذه القمة أرسلت رسالة واضحة مفادها سعى الصين وإفريقيا المشترك للتنمية، وجسدت عزيمة "الجنوب العالمي" على التضامن والتعاون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة