قالت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها إنها تحتفل بالشهر العالمى لسرطان الأطفال حيث يعانى 36000 طفل دون سن 19 عامًا كل عام في إقليم شرق المتوسط.
و تستعرض منظمة الصحة العالمية قصص بعض الأطفال الذين يعانون من السرطان ، موضحة، إن يزن شابٌ سوري يبلغ من العمر 20 عامًا شُخِّصت حالته على أنها ساركوما يوينج عندما كان طفلًا.
وقد أدى النزاع في سوريا والأزمة الإنسانية الناتجة عنه إلى معاناة يزن للحصول على علاج السرطان الذي يعاني منه، وتلقى دعمًا ضئيلًا من مدرسته ومجتمعه، ويتذكر يزن ذلك فيقول: "حُرِمت من دخول امتحاناتي النهائية لأنني لم أتمكن من صعود السلالم إلى حيث توجد غرفة الامتحان. إلا أنه كان يمكنهم بسهولة أن يمنحوني استثناءً. فقد درستُ باجتهاد عندما كنت مريضًا."
وليد، شابٌ مصري يبلغ من العمر 29 عامًا، شُخِّصت حالته على أنها ساركوما عظمية عندما كان عمره 15 عامًا، وخضع بعد ذلك لبتر فوق الركبة. ويعمل وليد حاليًا في القطاع المالي، ويرتدي ساقًا اصطناعية. ويشعر بأن الدعم المقدم للناجين من سرطان الأطفال غير كافٍ، لاسيّما عندما يبلغون سن الرشد.
وأضاف قائلًا: "تجربتي مع الآثار الجانبية للعلاج كانت أصعب من السرطان نفسه. وكان من الممكن أن أستعين بمزيدٍ من المشورة والدعم، وكان من الممكن أن أتجنب عملياتٍ لا حصر لها لإنقاذ طرفي لو كنتُ تلقيتُ نصيحةً صحيحة".
وأوضحت المنظمة ، إن قصتي يزن ووليد غيضٌ من فيض. وهي تجارب يواجهها 36000 طفل دون سن 19 عامًا كل عام في إقليم شرق المتوسط.
ويعتمد احتمال النجاة من سرطان الأطفال بعد التشخيص بالإصابة به على البلد الذي يعيش فيه الطفل: ففي البلدان ذات الدخل المرتفع، يشفى أكثر من 80% من الأطفال المصابين بالسرطان، في حين أن النسبة تقل عن 30% في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ويعيش العديد من الناجين من هذا المرض بإعاقات.
وتعتمد نجاة هؤلاء الأطفال على قدرة النظم الصحية الوطنية على إجراء التشخيص في الوقت المناسب والإحالة المبكرة وتوفير العلاج المناسب والوقاية من الإعاقة، وتعتمد أيضًا على توافر شبكات الأمان المالي لحماية أسرهم من التكاليف الكارثية المحتملة المرتبطة بالعلاج والرعاية. ويمثل ذلك تحديًا هائلًا في إقليمٍ يعاني فيه العديد من النظم الصحية الوطنية من الهشاشة، وتعطل سلاسل الإمداد، وضعف نظم الإحالة، والنقص المزمن في القوى العاملة الصحية المتخصصة، وتقديم خدمات مُجزَّأة وغير متسقة.
ومن خلال المبادرة العالمية لسرطان الأطفال، التي أُطلقت في عام 2018، تعمل منظمة الصحة العالمية ومستشفى سانت جود لبحوث الأطفال في ممفيس، بالولايات المتحدة الأمريكية، مع الشركاء الوطنيين والدوليين من أجل تحقيق الهدف الطموح الذي يمكن تحقيقه حتى الآن، ألا وهو ضمان شفاء 60% على الأقل من الأطفال المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم، وتقليل المعاناة إلى أدنى حد، وإدراكًا من وزراء الصحة في مصر والأردن ولبنان والمغرب وباكستان والأرض الفلسطينية المحتلة وسوريا لقيمة هذه المبادرة في الحفاظ على الجهود الأوسع نطاقًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الصحية الشاملة، فقد انضموا إلى المبادرة وتعهدوا بتوسيع نطاق التدخلات في إطار علاج الجميع الذي تضمنته المبادرة.
ويشمل ذلك ما يلي:
• تبسيط آليات الحوكمة بشأن سرطان الأطفال، والجمع بين جميع الأطراف المعنية على المستوى الوطني، وتمكينهم من تنفيذ الإجراءات الرئيسية التي تسترشد بالاستراتيجيات الوطنية لسرطان الأطفال؛
• بناء قدرات المهنيين عبر سلسلة الرعاية لضمان الكشف المبكر عن سرطان الأطفال والتدبير العلاجي له في الوقت المناسب من خلال شبكات إحالة فعالة على الصعيدين الوطني ودون الوطني؛
• توحيد تشخيص وعلاج الأطفال المصابين بالسرطان في جميع المرافق الصحية العامة والخاصة، وبين المناطق الحضرية والريفية، لضمان حصول الأطفال على نفس العلاج العالي الجودة بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه؛
• تعزيز نُظُم سلسلة الإمداد لتجنب نقص الأدوية المنقذة للحياة، بوسائل منها تنفيذ المنصة العالمية لإتاحة أدوية سرطان الأطفال، وإعداد القوائم الأساسية لأدوية سرطان الأطفال.
وبينما تواصل الحكومات الاستثمار في بحوث سرطان الأطفال وتعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء الآخرين، فإنها تحتاج إلى ضمان توفير الرعاية المجانية لجميع الأطفال المصابين بالسرطان. وتؤدي الأسر دورًا حاسمًا في مكافحة سرطان الأطفال، ولكن العبء المالي قد يكون فادحًا. إن العلاج المجاني لسرطان الأطفال ودعم الأسر يحدثان فرقًا هائلًا من حيث تحسين الصحة وجودة الحياة، وينبغي أن يؤدي الأطفال الذين يعيشون تجربة مع السرطان وأسرهم دورًا حيويًا في تصميم البرامج وتنفيذها ومتابعتها.
كما ينبغي أن تساعد مساهماتهم في تحديد أولوياتنا، وأن يعزز وجودهم الشعور بالحاجة إلى العمل على وجه السرعة. ويجب إعطاء الأشخاص الذين عاشوا التجربة مجالًا للتعبير عن مخاوفهم بشأن ما لم يتسن عمله خلال رحلتهم مع السرطان أو بعدها. فالسماح لهم باستخدام خبراتهم لتعزيز رعاية مرضى السرطان ومساعدة الأطفال الآخرين عاملٌ فعّالٌ للغاية.
ويذكرنا شهر التوعية بسرطان الأطفال بالمعركة المستمرة ضد هذا المرض المدمر. وباجتماعنا معًا في سبتمبر من كل عام، فإننا لا نكتفي برفع مستوى الوعي والاحتفاء بقوة الشباب المصابين بالسرطان وقدرتهم على الصمود، بل ندرك أنه في مقدورنا أن نمضي قدمًا نحو مستقبل لا يتخلف فيه أي طفل عن الرَكب، بغض النظر عن مكان ولادته، بفضل المستويات المناسبة من الدعم والمناصرة.