أكد سياسيون ونواب، أن هناك ضرورة ملحة لمواجهة مخاطر مثلث تدمير وهدم الشعوب بتعزيز برامج مواجهة الفكر بالفكر، حتى يكون لدينا جيلاً قادراً على مواجهة مثلث هدم المجتمعات "الإلحاد، التطرف، الشذوذ"، مشيرة إلى أن ذلك سيكون له أثره الإيجابي في تعميق منظومة الوعي وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية.
ويشير المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، إلى أن الدولة المصرية أدركت مبكرا المخاطر التي تهدد السلم الاجتماعي من خلال تدمير الشعوب عبر عدد من الاتجاهات من بينها التطرف والإلحاد والانهيار الأخلاقي، لذلك أعلنت مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد أن صناعة الوعي هي المعركة الأهم التي تخوضها مصر من أجل مواجهة هذه التهديدات، التى تحيط بالمجتمع في ظل التطور الهائل في التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعي، والتي جعلت العالم قرية صغيرة من السهل اختراقها ونشر الأفكار الهدامة من خلالها.
وقال "الجندي"، إن اهتمام الدولة بالإنسان المصري ووضعه علي قمة أولوياتها واحد من أهم جهود الدولة في مواجهة هذه المخاطر، وهنا تظهر أهمية مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان المصري، والتي تستهدف تنمية القدرات البشرية من أجل بناء مجتمع متقدم ومتكامل، فضلا عن تعزيز حقوق الإنسان بمفهومها الشامل من الحق في الحياة والصحة والتعليم، وتحسين جودة الخدمات، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، والاهتمام بتأهيل الشباب لسوق العمل، وهو ما يعكس إيمان الدولة بأهمية الاستثمار في رأس المال البشري.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الأطر التي وضعتها مبادرة بداية جديدة للعمل من خلالها ستحقق عدد من المستهدفات علي رأسها تعزيز الوعي والتثقيف من خلال حملات التوعية العامة، بالإضافة إلى ترسيخ الهوية المصرية، وتعظيم الجانب الأخلاقي، ونشر قيم تقبل الآخر من أجل القضاء علي التطرف الذي هو بداية للعنف ومحاولات نشر الفكر والرأى بالقوة، داعيا الأسرة المصرية إلى أن تكون حائط الصد الأول في مواجهة أي أفكار غريبة علي مجتمعنا، وعدم ترك أطفالهم فريسة للأفكار الغربية الشاذة التي يحاولون بثها كالسم في العسل.
وشدد النائب حازم الجندي، علي ضرورة التصدي للمحاولات الدخيلة للمساس بطبيعة الشعب المصرى، وتعزيز التمسك ببناء الإنسان، بما يحمله ذلك من مفهوم واسع وشامل من تعليم وتنمية للمهارات والقدرات، وترسيخ لمفهوم الهوية الوطنية، بما يساهم في تثبيت ركائز الدولة في مواجهة الأفكار السامة، مؤكدا أنه إن تسلم أي دولة من الهجوم الفكري الشاذ إلا من خلال التمسك بهويتها الوطنية والثقافية والدينية.
ويحذر الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، من مثلث تدمير الشعوب، والمتمثل في نشر أفكار ومعتقدات غير صحيحة والسيطرة على عقول الشباب من خلال الترويج لثقافات غريبة عن المجتمع الغرض منها السيطرة على الشعوب وتدميرها.
وأوضح غنيم، أن التكنولوجيا أصبحت سلاح ذو حدين، وأن العالم يتعرض لمخاطر فكرية غير مسبوقة، وهناك أفكار يتم الترويج لها تُستخدم معول لهدم الدول، ومع التطور التكنولوجى الكبير أصبحت هذه الأفكار أكثر انتشارا، ولعل ما تعرضت لبنان من هجمات خير دليل على ما وصلت اليه الأوضاع التكنولوجية وأن الوعي بداية التصدي لهذه الأزمة التكنولوجية.
وأشارت النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إلى أن الحكومة اتخذت حزمة من الإجراءات لصناعة الوعي وذلك من خلال بناء الإنسان وتفعيل استراتيجية الدولة المصرية لبناء الشخصية، وتحقيق العدالة الثقافية، والمساهمة فى صناعة الوعى، وترسيخ الهوية وتعزيز قيم المواطنة.
وأشاد الدكتور السعيد غنيم، بإطلاق العديد من المبادرات والبرامج بقطاع الخدمات الشبابية والرياضية والثقافية لتحقيق هذه المستهدفات، مؤكدا انه إن لم يكن هناك وعى كاف من الممكن أن ينجرف البعض خلف هذه الأفكار الهدامة، وأن الدولة حريصة على مواجهة مثلث الإرهاب، وذلك فى إطار الإيمان بأهمية تنوير العقول وتنمية الفكر العقلي والتصدي للأفكار الظلامية و المحاولات الخبيثة لتسللها بين الشباب والتصدى للتطرف.
وأكد غنيم:" بناء الوعي له دور كبير في عملية البناء والتنمية، واستعادة الوعي قضية مصيرية، ومن ثم قضية بناء الوعي هي القضية الفارقة في المرحلة الحالية، مؤكدا أن الأسرة المصرية يقع على عاتقها دور كبير فى صناعة الوعي والتصدي لمثلث تدوير الشعوب".
فيما يحذر النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، من مخاطر مثلث تدمير الشعوب المتمثل في الفقر والجهل والمرض.
وقال عابد، في تصريحات له، يعتبر هذا المثلث من أخطر المهددات للتنمية والاستقرار، حيث يسهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ويعيق جهود التقدم والازدهار.
وأكد رئيس نقل النواب، أن مكافحة الفقر تتطلب وضع سياسات اقتصادية مستدامة تضمن توفير فرص العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما دعا إلى الاستثمار في التعليم باعتباره السبيل الرئيسي للقضاء على الجهل وبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر.
وفيما يتعلق بالمرض، شدد النائب علاء عابد على أهمية تطوير قطاع الصحة وتحسين الخدمات الطبية، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الدولة المصرية في تعزيز البنية التحتية الصحية من خلال مبادرات مثل مشروع "العاصمة الطبية".
وأضاف رئيس نقل النواب، أن هذه الجهود لا يمكن أن تنجح إلا بتضافر جميع الجهود الوطنية من مختلف القطاعات، بما في ذلك المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والإعلامية.
وأكد النائب علاء عابد، ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي حول هذه القضايا المصيرية والعمل على إيجاد حلول شاملة ومستدامة، لافتا إلى أن تضافر الجهود هو الطريق الوحيد نحو بناء مستقبل أفضل للشعب المصري وضمان استقراره وازدهاره.
واختتم رئيس نقل النواب تصريحاته بتأكيد أن الدولة تعمل على بناء الإنسان، وذلك من خلال تعليم وتنمية المهارات والقدرات، وترسيخ لمفهوم الهوية الوطنية، وتثبيتاً لأركان الجذور الحضارية، والتربية على النشأة السوية، والفكر السليم بعيدا عن المغالاة والتطرف والأفكار الشاذة، ويتبقى دور كبير للأسرة المصرية المعنية أيضا بحماية الأجيال الجديدة من هذه الأفكار، فصناعة الوعى ليست قاصرة على وزارة او هيئة او مؤسسة بعينها، الجميع معنى بصناعة الوعى والمشاركة فى بناء الإنسان المصرى.
ويؤكد المهندس حسام علي، نائب رئيس كتلة الحوار، على أهمية الحملة الشاملة التي أطلقتها "اليوم السابع" لمواجهة "مثلث تدمير الشعوب"، ودعوتها قادة الرأى ورجال الدين من الأزهر والكنيسة للمشاركة، مشددا أن انتباه الدولة ومؤسساتها للحاجه الماسة لمواجهة التطرف خطوه هامه للأمام.
وتابع قائلا: "لا يجب أن نظن أن استكانة فصائل التطرف تعني أن الحرب انتهت إنما هي استراحة الخلايا النائمة والتي تستعد للانقضاض علي المجتمع والدولة متى سنحت الفرصة ..ولنا في أفغانستان نموذج واضح ..فبعد عقدين من التدخل العسكري الدولي وإقامة نظام حكم محلي وانتخابات انقضت طالبان مره آخرى علي الحكم لعدم وجود مواجهة فكرية".
وأشار إلى أن تلك المبادرة لها دور لا غنى عنه في دعم منظومة الوعي والتنوير وخصوصا الأجيال الجديدة التي تستخدم أدوات مختلفة للتواصل ولذلك فإن العمل علي تطوير التطبيقات والمنصات الإلكترونية سيناسب احتياجات النشء ويمدهم بالمحتوي الفكرى والثقافي والتعليمي حول وسطية الدين ومفهوم الهوية المصرية وتنوعها ومبدأ المواطنة وضرورته، معتبرا أن هذه المبادرة تعد حجر زاوية في إعداد اجيال أكثر وعيا وفهما للأمور وأكثر ابتعادا عن التطرف ومنابعه لذلك ندعمها ونحيي القائمين عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة