من داخل بيمارستان المؤيد شيخ، أجرى "اليوم السابع" لقاءً خاصًا مع الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار حيث تحدث عن قصة تشييد البيمارستان وتفاصيل ترميمه وتطويره في إطار تطوير القاهرة التاريخية.
وشيد هذا البيمارستان، الذي خصص لعلاج المرضى بالمجان، السلطان المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي الجركسي الأصل، وذلك فيما بين عامي 821-823 هـ /1418-1420 م. وللبيمارستان واجهة ضخمة يتوسطها المدخل المتوج بعقد ثلاثي محمول على مقرنصات ونزخر الواجهة والمدخل بالزخارف المتقنة. وتتكون البيمارستان من إيوانين ودُورقاعة وملحق بها سبيل يعلوه كتاب.
الدكتور جمال مصطفى
وخلال اللقاء؛ قال الدكتور جمال مصطفى إن هذا المبنى يعد من المباني التاريخية الهامة التي تعود للعصر المملوكي، أمر السلطان المؤيد شيخ بإنشاءه لخدمة وعلاج الفقراء من المصريين، وكانت تقدم فيه الخدمات الطبية والعلاجية وصناعة الدواء مجانًا للفقراء.
أضاف؛ استمر المبنى يعمل لفترة طويلة وجزء هام وأساسي من القاهرة التاريخية، وتم عمل أوقاف له لضمان استمرارية عمله وتوفير تكاليف مصاريف خدمة المرضى الفقراء وتقديم الدواء لهم، إلى أن هُجر وتحول لمسجد ثم تعرض لعدة انهيارات.
أشار إلى أن هذا المبنى والخدمات التي كان يقدمها يدل على اهتمام الدولة المصرية بالطب والصيدلة وتقدمها في هذا المجال وتقديمها للرعاية الطبية والصحية مجانًا للمواطنين في ذلك العصر.
استكمل حديثه إن المجلس الأعلى للآثار قرر إزالة التعديات على المبنى وإعادة ترميمه وتطويره واستغلاله الاستغلال الأمثل في إطار مشروع ترميم وتطوير القاهرة التاريخية، وتقديم خدمة ثقافية وحضارية تسهم في عملية الجذب السياحي، مشيرًا إلى أنه تم وضع خطة لاستغلال الموقع وإعادة توظيفه وربطه بالمنطقة المحيطة وتدريب بعض العاملين على أحدث وسائل إدارة مواقع التراث العالمي.
جانب من اللقاء
وجاء ترميم بيمارستان المؤيد شيخ بمنطقة سوق السلاح، ضمن مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية (IMCT) بالتعاون بين وزراة السياحة والآثار والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.
ويعكس مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية IMCT يعكس الأهمية التي توليها جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على التراث الثقافي المصري والذي هو إرث ليس للمصريين فقط بل للإنسانية جمعاء، وهو ما نتج عنه التقاء إرادة الجانبين المصري والأمريكي على صيانة هذا الموقع التاريخي وتقديمه في صورة تضمن تجربة سياحية فريدة وأصلية لزائريه تشجيعاً للسياحة بوصفها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة والنمو ِالاقتصادي.
ويعد هذا المشروع أحد النماذج القوية لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويعمل على تبسيطِ الأطر التشريعية والتنظيمية وتطوير نماذج الشراكة على نحو يشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مواقع السياحة الثقافية في إطار من الاستدامة.
كما أن تطوير نماذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص لترميم المواقع الأثرية وإعادة استخدامها بشكل مبتكر وبناء قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في تطوير وترويج تجارب السياحة الثقافية سيسهم في تنمية منتج السياحة الثقافية المصري وزيادة عائدات السياحة مما سيعود بالنفع على المجتمعات المحلية المحيطة بالمواقع التي يشملها المشروع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة