مع بدء العد التنازلى لموعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تبرز قضية الهجرة وأمن الحدود كأحد أهم القضايا فى السباق نحو البيت الأبيض، والتى ربما تلعب دورا حاسما فى تحديد الفائز فى هذا السباق.
وإدراكا منها لتلك الحقيقة، تخطط المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لزيارة الحدود الأمريكية الجنوبية مع المكسيك يوم الجمعة خلال رحلة إلى ولاية أريزونا، وفقا لمصادر مطلعة على الاستعدادات الخاصة بالزيارة، مع سعى نائبة الرئيس إلى التعامل مع تقدم منافسها الجمهورى دونالد ترامب لدى الناخبين فى قضية الهجرة.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز أن هذه الرحلة ستكون أول زيارة رسمية تقوم بها هاريس إلى الحدود منذ انسحاب الرئيس بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وربما تلقى هاريس كلمة عن القضايا الخاصة بالحدود، وفقا للمصادر التى رفضت الكشف عن هويتها. وأوضحت المصادر أن التفاصيل النهائية بالمكان المحدد الذى ستزوره هاريس أو ما ستفعله فى الزيارة لم يتم تحديدها بعد.
ويلقى ترامب والجمهوريون باللوم على هاريس فى زيادة أعداد المهاجرين العابرين للحدود الأمريكية قادمين من المكسيك على مدار السنوات العديدة الماضية. وكان بايدن قد أوكل لنائبته فى بداية فترته الرئاسية مسئولية معالجة الأسباب التى تؤدى إلى الهجرة من أمريكا اللاتينية.
إلا أنها وجدت صعوبة فى القيام بهذه المسئولية، وتعرضت لانتقادات بعد أن صرحت فى مقابلة تلفزيونية عام 2021، ردًا على سؤال عن أسباب عدم زيارتها للحدود الجنوبية حتى هذا الوقت، بأنها لم تذهب إلى أوروبا أبدا من قبل.
واستخدمت حملة ترامب هذا التصريح فى إعلانات تهاجم هاريس فى سجلها المتعلق بالهجرة. وكانت هاريس قد سافرت إلى الحدود على الفور بعد هذه المقابلة.
وتراجعت أعداد المهاجرين العابرين لـ الحدود الأمريكية فى الأشهر الماضية إلى أدنى مستوى لها منذ أن تولى بايدن الحكم. وتعتقد نسبية كبيرة من الناخبين أن ترامب سيتعامل مع مشكلة الهجرة بشكل أفضل.
وفى استطلاع رأى أجرته نيويورك تايمز وكلية سينا فى ثلاث من ولايات الجنوب، من بينها أريزونا، قال 54% من الناخبين المحتملين أنهم يثقون فى ترامب أكثر فى هذه القضية، مقارنة بنسبة 43% قالوا الأمر نفسه عن هاريس.
وكان استطلاع الرأى لصحيفة نيويورك تايمز وكلية سينا أن الناخبين فى ولايات الحزام الشمسى الأمريكية، وهى الولايات الممتدة عبر جنوب البلاد من الشرق إلى الغرب، يقولون أن دونالد ترامب قد قام بتحسين حياتهم عندما كان رئيسا، ويشعرون بالقلق من أن وصول كامالا هاريس إلى البيت الأبيض لن تفعل الأمر نفسه، فيما رأت الصحيفة أنه يمهد لسباق تنافسى غير عادى فى ثلاث ولايات رئيسية.
ووجد الاستطلاع أن ترامب قد تقدم فى أريزونا ولا يزال متفوقا فى جورجيا، وهما ولايتان خسرهما أمام بايدن فى 2020. لكن فى ولاية نورث كارولينا، التى لم تصوت للديمقراطيين منذ عام 2008، فإن هاريس تلاحق ترامب بفارق بسيط.
واعتبرت الصحيفة أن الاستطلاعات الخاصة بهذه الولايات الثلاث، والتى أجريت بين 17 و21 سبتمبر، دليلا آخرا على أن السباق الرئاسى الحالى يوشك أن يكون واحدا من الأكثر تنافسا فى تاريخ الولايات المتحدة فى ظل حالة الانقسام الحاد فى البلاد.
وتعد ولايات أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية من بين سبع ولايات رئيسية تركز عليها حملتا المرشحين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية فى الأسابيع الأخيرة. وقد أظهرت هاريس قوة نسبية فى العديد من الولايات الرئيسية فى الغرب الأوسط،، والولاية الأكثر أهمية على الإطلاق لوصولها إلى البيت الأبيض ولاية بنسلفانيا.
لكن أريزونا التى فاز فيها بايدن بفارق 10.400 صوت فقط فى انتخابات 2020، تمثل تحديا لحملة هاريس. حيث يتقدم ترامب بـ50% مقابل 45% للمرشحة الديمقراطية، بحسب الاستطلاع. ويبدو أن الناخبين اللاتينيين على وجه التحديد قد ابتعدوا عن هاريس، وإن كانت نسبة كبيرة منهم، حوالى 10% قد قالوا إنهم لم يحسموا موقفهم بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة