زراعة الزيتون في شمال سيناء من أهم الأنشطة الزراعية التي ساهمت بشكل كبير في تحويل مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية إلى مزارع خضراء مثمر، حيث تشتهر مناطق المحافظة بمناخها المتوسطي الملائم لزراعة الزيتون، مما جعلها مركزًا رئيسيًا لإنتاج الزيتون في مصر.
توضح بيانات محافظة شمال سيناء، أنه تنتشر زراعة الزيتون في عدة مناطق رئيسية في شمال سيناء، أبرزها مدينة العريش والشيخ زويد وبئر العبد ومنطقة القسيمة بوسط سيناء ومناطق منوعة بمركزي نخل والحسنة.
تساهم هذه المناطق في إنتاج كميات كبيرة من الزيتون بفضل التربة الخصبة والظروف المناخية المثالية، تسهم المياه الجوفية المتوفرة في الري التكميلي للأشجار، إضافة لاستفادة مزارع من مياه الأمطار مما يضمن إنتاج محصول عالي الجودة.
زرع في شمال سيناء عدة أنواع من الزيتون، تتميز بمواصفاتها المختلفة واستخداماتها المتعددة ومن أبرز هذه الأنواع " الإسباني"، وهو النوع الأكثر انتشارًا في المنطقة، يتميز بثماره الصغيرة ذات اللون الأخضر الداكن، ويستخدم بشكل رئيسي في انتاج زيت الزيتون والمخللات، والزيتون "الكورونايكي"، وهو نوع عالي الجودة، يستخدم بشكل أساسي في إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز، والزيتون "البيكوال"يتميز بثماره الكبيرة، ويستخدم أيضًا في صناعة المخللات واستخراج الزيت.
تتميز شمال سيناء بإنتاجها الوفير من الزيتون، الذي يتم استخدامه في صناعات متعددة، يتم تحويل جزء كبير من المحصول إلى مخللات تُسوق على مستوى محلي ودولي، تعتمد هذه الصناعة على تقنيات تقليدية وحديثة لضمان الجودة والحفاظ على نكهة الزيتون الطبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل عصر الزيتون لإنتاج زيت الزيتون جزءًا كبيرًا من عملية الإنتاج، تنتشر المعاصر في مختلف مناطق شمال سيناء، حيث تُستخدم تقنيات العصر البارد لاستخراج زيت زيتون عالى الجودة، هذا الزيت، الذي يُعتبر من أفضل الزيوت في السوق، يُستخدم في الطهي وفي الصناعات الغذائية المختلفة، ويُصدر إلى العديد من الدول.
تعتبر زراعة الزيتون وسيلة فعالة لتعمير الأراضي الصحراوية في شمال سيناء، حيث تساهم في تحويل مساحات واسعة من الصحراء إلى مزارع خضراء، ويساعد هذا التحول في تحسين البيئة المحيطة، من خلال زيادة نسبة الغطاء النباتي وتقليل التصحر.
توفر زراعة الزيتون في شمال سيناء فرص عمل كبيرة للسكان المحليين، سواء في زراعة الأشجار أو في عمليات الحصاد والمعالجة، وتُساهم هذه الأنشطة في توفير دخل ثابت لعدد كبير من الأسر في المنطقة، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
إلى جانب ذلك، تفتح صناعة الزيتون فرصًا للأعمال الصغيرة والمتوسطة، سواء في إنتاج المخللات أو في استخراج زيت الزيتون وتعبئته، و هذه الصناعات تساهم في زيادة فرص التصدير، حيث يُصدر جزء كبير من الإنتاج إلى الأسواق العالمية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة