** وزير الصحة: المستشفيات قادرة على استيعاب الجرحى
يسود حزن ممزوج بترقب وهلع من شبح الحرب التى أضحت تدق أبواب "لؤلؤة الشرق" لبنان، فى ظل إصرار إسرائيل على التمادى فى عدوانها ضد المدنيين، حيث تواصل شن الضربات على بلدات جنوب لبنان والبقاع ومنطقة بعلبك الهرمل ومناطق النبي شيت وطليا وشمسطار غربي بعلبك ، وذلك بعد سلسلة الغارات الغاشمة غير المسبوقة التى شنها جيش الاحتلال الاثنين على أنحاء متفرقة من لبنان؛ مركزًا ضرباته على منطقة البقاع وجنوب لبنان مع التوسع في استهداف المنازل والمستشفيات وسيارات الإسعاف، والتى نتح عنها حتى اليوم 1835 مصاباً و 558 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة.
ومن ناحية أخرى، أعلن مطار بيروت عن إلغاء أكثر من 30 رحلة من بيروت وإليها اليوم الثلاثاء، فيما أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى بيروت حتى 1 أكتوبر.
كما شهدت الطرق المؤدية من الجنوب إلى الشمال وبيروت ازدحاما شديدا بسبب حركة النزوح الكبيرة لآلاف اللبنانيين، والذين يتوجهون إلى المدارس التى تم تجهيزها كمراكز إيواء ، والبعض يتم استضافته من قبل الأهالى الذين فتحوا بيوتهم لإخوانهم النازحين.
وأيضا شهدت المحال التجارية اندفاع أعداد كبيرة من اللبنانيين لشراء السلع، خوفا من المصير المجهول الذى ينتظرهم .
ومن جانبه، أكد الدكتور فراس الأبيض وزير صحة لبنان، أن لبنان لم يواجه أي مشكلة في توجيه المرضى الى كافة المستشفيات في لبنان، وجميعها تعاونت معنا لنكون على جاهزية تامة".
وقال الأبيض، أن الدولة أكدت تحمل المسؤولية تجاه القطاع الصحي والوقوف معه في هذه المحنة، مشدداً على أن المستشفيات لم تقصّر مع المرضى في ظل هذه الظروف وقدمت كل الإمكانات وعملت على مدار ساعات طويلة في غرف عمليات لم تهدأ وهي تعمل بجهد كبير بلا كلل.
وأكد الأبيض أن القصف الإسرائيلي استهدف مسعفين وسيارات إسعاف وبعض المستشفيات.
آلاف النازحين
أدت موجات الهجوم العنيف إلى نزوح أعداد كبيرة من الجنوب والبقاع باتجاه بيروت والشمال، وأشار رئيس لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، إلى أن اللجنة اتخذت قراراً بفتح 90 مدرسة رسمية، وزعت عليها حوالي 10 آلاف فرشةٍ ومثلها من البطانيات والوسادات. وأضاف: يتطلب الأمر بعض الوقت لجمع ما تم تسجيله من أسماء وأعداد من مختلف لجان إدارة الأزمة في المحافظات، مشيراً إلى أن الأولوية أعطيت لتسجيل العائلات وتأمين إقامتها. لكن مدارس صيدا وبيروت استقبلت العدد الأكبر من النازحين، ومن المتوقع أن تبلغ قدرتها الاستيعابية القصوى (بين 300 و400 نازح للمدرسة الواحدة) مع ساعات هذا الصباح، وسط توجّه إلى تجهيز المدارس تباعاً بحسب الحاجة.
بقلب واحد
وبقلب واحد ويد واحدة، اجتمع الشباب والنساء والرجال أمام مراكز الإيواء داخل قراهم، واستعدوا لاستقبال إخوانهم من الجنوب ، فى مجموعات منظّمة، بدءًا من توزيع النازحين، وصولا إلى تأمين المستلزمات الاساسية من طعام وماء وفرش للنوم وثياب.
عملوا على تجهيز الطعام والحاجات الاساسية خاصة للنساء والاطفال، على الرغم من التعدد الثقافي والسياسي.. إلا أنّهم اجتمعوا على هدف واحد: دعم أهالي الجنوب ومساندة أهله في أوقات المحنة.
وبعيدًا عن مراكز الإيواء والمدارس، لم يتوان أصحاب العقارات والمراكز عن فتح بيوتهم وبشكل مجاني.
وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، تم عرض أكثر من 200 وحدة سكنية للعائلات النازحة بشكل مجاني، حيث توزعت على أكثر من منطقة.
أصحاب سيارات الاجرة و "الفانات" لم يغيبوا عن المشهد، إذ كرسوا سياراتهم وخدماتهم بشكل مجاني لأهالي الجنوب، علمًا أن القصف العنيف أدى إلى تدمير مئات السيارات، ولم يستطع الاهالي التنقل بشكل انسيابي.
تحذيرات اليونيفيل
أعرب أندريا تيننتي المتحدث الرسمي باسم قوة الأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، عن قلقه البالغ من تصاعد وتيرة العنف بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدا أن الأمم المتحدة تبذل حاليا قصارى جهدها لتهدئة الأوضاع وإنهاء النزاع بين الطرفين.
وقال متحدث اليونيفيل "إن الموقف الراهن في المنطقة يثير الكثير من المخاوف والقلق، لكن دائما لابد أن تكون هناك نهاية لأي نطاق مظلم"، محذرًا في الوقت نفسه من خطورة تداعيات استمرار هذا التصعيد في لبنان.
وأكد رفضه التام للتصعيد الإسرائيلي في لبنان، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الحلول التي يمكن التفاوض بشأنها سواء من الناحية السياسية أو الدبلوماسية.
واستنكر بشدة التفجيرات الإسرائيلية التي استهدفت أمس مناطق متفرقة من بيروت وراح ضحيتها الآلاف، مؤكدا أن التصعيد الإسرائيلي على لبنان "غير مسبوق"، هذه المرة.
وشدد على ضرورة تضافر الجهود لإنهاء هذه الازمة التي لها تداعيات خطيرة جراء الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين الدولية، ومن أجل إيجاد أيضا الحلول الناجعة والسلمية في المقام الأول، داعيا - في الوقت نفسه - المجتمع الدولي إلى العمل على وقف هذا الصراع، طبقا للقرارات الأممية الصادرة في مجلس الأمن الدولي عام 2006 بشأن وقف الصراع في تلك المنطقة، ونزع فتيل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط.
كما أكد المتحدث، الحاجة الماسة إلى بذل المزيد من الجهود الناجعة، وفتح قنوات للتواصل بين طرفي الصراع لإنهاء هذه الأزمة وتهدئة الأوضاع في المنطقة، مؤكدا أن قوات "اليونيفيل" لن تغادر جنوب لبنان رغم التصعيد المستمر على المنطقة.
فى الوقت نفسه تستمر التحذيرات الدولية والأممية من الإقدام على حرب شاملة ، وفى هذا الصدد قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني هو تقريبا حرب شاملة.
وأضاف بوريل "إن لم يكن هذا الموقف حربا، فلا أعرف ماذا تطلقون عليه"، محذرا من أن النزاع المستعر بين إسرائيل وحزب الله "يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمته في حرب شاملة".
أكد جوزيب بوريل أن منطقة الشرق الأوسط على مشارف حرب شاملة؛ محذرة من العواقب الوخيمة حال وقوع تلك الحرب.
وفى السياق نفسه، قال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية ، وفق "لبنان24 "، إن الولايات المتحدة تجدد معارضتها غزواً برياً إسرائيلياً للبنان يستهدف حزب الله.
وأضاف أن لدى واشنطن أفكارا ملموسة لمنع حرب أوسع نطاقا بين إسرائيل وحزب الله، وستسعى إلى "مخرج" من التوترات المتصاعدة في المنطقة.
وذكر أن "واشنطن لا تعتقد أن التصعيد الإسرائيلي لإجبار حزب الله على خفض التوتر سيؤدي إلى النتيجة المرغوبة بخفض التصعيد"، معبّراَ عن اختلافه مع الاستراتيجية الإسرائيلية.
وتابع أن "الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله، كانمحورا رئيسيا في لقاءات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة