بدأت المملكة العربية السعودية احتفالاتها بالعيد الوطنى الـ 94 ، منذ أيام من خلال إقامة العديد من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية والشعبية والفولكلورية، ومسابقات للأطفال، ومسرح ترفيهي، إلى جانب عروض الدُمى المتحركة التي أضفت جواً من البهجة والمرح في جميع أنحاء المملكة.
وبالمقابل أقامت البعثات الدبلوماسية في الدول العربية والأجنبية احتفالات جمعت شمل أبناء المملكة فى الخارج ، لإحياء هذه الذكرى.
وفى سياق هذه الاحتفالات، أقامت سفارة المملكة العربية السعودية ؛ اليوم، احتفالية كبيرة بالعاصمة الإدارية للمرة الأولى ، برعاية سفير خادم الحرمين الشريفين صالح بن عيد الحصينى والسفير عبدالعزيز المطر مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية والسفير عبد الرحمن الدهاس، نائب السفير السعودي.، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان والوزير أشرف سلمان رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ووزراء التموين، والأوقاف، والسياحة والآثار، والبترول، وقطاع الأعمال العام، والثقافة، والعدل، وأعضاء مجلس النواب، ومحافظي القاهرة والجيزة وعبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والكاتب الصحفي أحمد الطاهرى رئيس تحرير روزاليوسف رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ولفيف من الإعلاميين والفنانين الذين حرصوا على مشاركة الأشقاء السعوديين هذه المناسبة الكريمة.
التراث السعودى
حرصت السفارة السعودية فى احتفالها اليوم، على الجمع بين عبق الماضى الأصيل، وتطور الحاضر، حيث أبرزت جوانب من التراث السعودي المميز سواء الأزياء أو الديكورات أو الضيافة بالقهوة العربية الشهيرة.
فقد خصصت السفارة ركنًا لعرض الزى السعودى بأشكاله وألوانه المختلفة وحياة أهل البادية ذات الطابع الخاص .
آفاق أقتصادية واعدة
من جانبه، رحب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة صالح بن عيد الحصيني؛ بالحضور وبدأ كلماته أمام الحفل بتوجيه الشكر لمصر وشعبها على المشاركة في احتفالات العيد الوطني؛ ثم تناول العلاقات الأخوية والتاريخية الخاصة التى تربط مصر والمملكة تربطهما والمواقف المشتركة على مر التاريخ .
وأوضح السفير أن هذه العلاقات الثنائية تشهد تطورا كبيرا فى كافة المجالات ولا سيما فى المجال الاقتصادي، حيث شهدت العلاقات الاقتصادية تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة ؛ مشيرا إلى نمو الاستثمارات السعودية في مصر؛ وأنها سوف تشهد الفترة المقبلة زخمًا أكبر؛ مدفوعةً بالرغبة المشتركة فى تعزيز العلاقات بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وأشار إلى العمل على تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصرى، والتوقيع عليه.
كما أشار إلى الاجتماع الأخوى على مستوى القمة الذى جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء خلال آداء الرئيس السيسي لمناسك الحج.
حيث تتفق حكومتا البلدين على ضرورة تعزيز الشراكة الاقتصادية استثمارياً وتجارياً، ونقلها إلى آفاق أوسع لترقى إلى متانة العلاقة التاريخية والاستراتيجية بينهما عبر تحقيق التكامل بين الفرص المتاحة ، كما تسعى كل من القاهرة والرياض لزيادة وتيرة التعاون الاستثماري والتبادل التجاري وتحفيز الشراكات بين القطاع الخاص في البلدين، وتضافر الجهود لخلق بيئة استثمارية خصبة ومحفزة تدعم عدداً من القطاعات المستهدفة، بما في ذلك السياحة، والطاقة، والرعاية الصحية، والنقل، والخدمات اللوجستية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والتطوير العقاري، والزراعة.
رؤى موحدة
ومن جانبه قال الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، فى كلمته خلال الحفل، إن العلاقات بين مصر والسعودية تتجاوز العلاقات الثنائية إلى الأخوة المتأصلة، والعلاقات الممتدة بين الشعبين الشقيقين؛ إضافة إلى توحد الرؤى بشأن القضايا الحيوية والاستراتيجية والإقليمية بما يعكس العلاقات الخاصة التى تربط بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك سلمان بن عبد العزيز ووولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وهى العلاقات التى تترجم أيضا فى المشروعات المشتركة العملاقة .
ومما لاشك فيه أن قيادتى الدولتين تدفعان لتنمية تلك العلاقات وقد شهدت تطورا كبيرا وملحوظا على جميع المستويات.
وأعرب عبد الغفار عن تهانيه للمملكة قيادة وشع بمناسبة عيدها الوطنى ال94، ناقلا تهانى تهانى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بهذه المناسبة.
وكانت سفارة السعودية أصدرت تقريرًا بمناسبة ذكرى العيد الوطنى تناولت فيه عمق العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية؛ مشيرة إلى أهمية الدور المصرى السعودى فى المنطقة وحتمية التنسيق السعودي المصري في كافة الملفات، باعتبارها ركيزة أساسية لإقرار الأمن والاستقرار في منطقة تموج بالتحديات والتحولات وتتزايد فيها مخاطر اندلاع الصراعات، وهو ما برهنت عليه التحديات الإقليمية القائمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط؛ ما يفرض استمرار العمل على تعزيز قوة ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين منذ عقود طويلة.
وأن ذكرى اليوم الوطني السعودي ، مناسبة للوقوف على أهم المحطات التاريخية التي مرت بها العلاقات السعودية المصرية على مر عقود طويلة شهدت خلالها تلك العلاقات منعرجات وأحداثا سجل فيها شعبي وقيادتي البلدين الشقيقين بحروف من نور مواقف تعكس عمق الروابط والوشائج التي أبت إلا أن تصمد في وجه كل المحن والتحديات، وهي الروابط التي تمت ترجمتها في سجل المواقف بينهما وفي صورة عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تغطي كافة ملفات التعاون المشترك بين الحكومات المتعاقبة في المملكة ومصر على مر الأزمنة.
وأورد التقرير معدلات التبادل التجاري السلعي بين البلدين والتى بلغت نحو 5.7 مليار دولار عام 2022، مقارنة بنحو 4.6 مليار دولار عام 2021، محققة نسبة زيادة بلغت 23.9 بالمئة.
فيما وصل حجم الاستثمارات السعودية في مصر أكثر من 6 مليار دولار وذلك في قطاعات الصناعة والإنشاءات والسياحة والزراعة والخدمات والتمويل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما وصلت قيمة الاستثمارات المصرية في السعودية نحو 1.4 مليار دولار في قطاعات الصناعة والطاقة والمياه والصحة وتجارة التجزئة والتجارة الالكترونية والبتروكيماويات والبترول والغاز والسياحة والاتصالات وتقنية المعلومات والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين والخدمات الهندسية.
عروض وفعاليات
يعود تاريخ العيد الوطنى إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز عام 1351هجرية، الذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هجرية والموافق يوم 23 سبتمبر من عام 1932.
وفى إطار الاحتفال داخل المملكة، استقبل المتحف الزوار على مدى ثلاثة أيام، حيث أقام العديد من الفعاليات ليتسنى للجميع فرصة الاستمتاع بتجربة ثرية تجمع بين التاريخ والثقافة والترفيه.
ومن أبرز الفعاليات التي قدمها المتحف، جولة للزوار في أروقة المتحف تتيح لهم التعرف على تاريخ القوات الجوية ومراحل تطورها وإنجازاتها، ومشاهدة فيلم "الحلم" داخل طائرة سي 130، والموسيقى العسكرية، ومسيرة استعراضية للخيول العربية الأصيلة، وأخرى للدراجات النارية، بالإضافة إلى تقديم فقرات وجوائز خاصة بالطفل.
ومن جهة أخرى قامت أمانة منطقة المدينة المنورة بتجهيز وتزيين طرقات وشوارع وجسور وميادين المدينة احتفاء باليوم الوطني الـ 94 ، إلى جانب إطلاق سلسلة من الفعاليات لجميع الفئات العمرية، وذلك في 5 مواقعٍ حيوية بالمنطقة، بدءًا بميدان الملك عبدالعزيز، الذي تم تجهيزه بأجهزة الصوت والإضاءة والمجسمات التعبيرية، إضافةً إلى الشاشات التي تحمل هوية اليوم الوطني، وصولاً إلى حديقة الدعيثة، وحديقتي الملك فهد والأمير محمد بن عبدالعزيز، وحديقة الخالدية التي شهدت هي الأخرى فعاليات متنوعة بجملة من البرامج التي تأتي بالتواؤم فيما بينها.
وأوضحت الأمانة أن الفعاليات ضمت العديد من العروض الوثائقية والتفاعلية عن المملكة، والفلوكلورات الشعبية، والعروض المسرحية والمواهب، والقصائد الشعرية، والفقرات الترفيهية التي تستهدف كل أفراد الأسرة، بالإضافة إلى أركان لفعاليات الأطفال والعديد من الأنشطة والمسابقات الثقافية والترفيهية.
وفى جدة تنظم أمانة المحافظة سلسلة من الفعاليات المتميزة التي تبرز التزامها بتعزيز الهوية الوطنية والاحتفاء بالذكرى الغالية، وتأتي هذه الفعاليات المتنوعة، التي انطلقت أمس الجمعة، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة، ضمن حزمة من الأنشطة التي تستمر حتى مساء اليوم السبت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة