كشفت واشنطن، أنها تبذل جهود وساطة للتوصل لحل الأزمة فى السودان، وإنهاء الصراع الدامى الدائر منذ شهور، وشدد بايدن على ضرورة إيصال المساعدات للمدنيين، وتجنب المجاعة الشديدة، يأتى هذا فيما أكد موسى فكى محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، أنه لا يوجد حل عسكرى للأزمة فى السودان، وأدان التصعيد وانتشار العنف، فيما أعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية فى الفاشر بشكل خاص.
تدهور الوضع الأمنى يأتى بالتوازى مع تدهور الأوضاع الصحية، مع انتشار وباء الكوليرا فى 10 ولايات سودانية، وتزايد معدلات الإصابات إذ وصلت 14 ألف إصابة وفقا للأرقام الرسمية المعلنة من وزارة الصحة.
بايدن: واشنطن تبذل جهود وساطة لحل الأزمة فى السودان
ومن جهته طالب الرئيس الأمريكى جو بايدن، طرفى النزاع فى الحرب السودانية، التوقف عن تدمير بلادهم، وإنهاء الحرب فورا، وإيصال المساعدات للشعب السودانى، وحث قادة العالم المجتمعين، فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على التوقف عن تسليح طرفى النزاع ووضع حد للحرب فى السودان.
وكشف بايدن، أن واشنطن تبذل جهود وساطة لإيجاد حل للأزمة، وأوضح أن بلاده قادت العالم فى إيصال مساعدات إنسانية إلى السودان، وقادت مع شركائها محادثات دبلوماسية لمحاولة إسكات الأسلحة وتجنّب المجاعة، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
الاتحاد الأفريقى: ليس هناك حل عسكرى للأزمة فى السودان
فيما أعرب موسى فكى محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمنى والإنسانى فى جميع محافظات السودان، وخاصة الفاشر بدارفور، وأدان بشدة التصعيد الحالى للأزمة وانتشار العنف.
ودعا فكى، إلى وقف فورى للقتال داخل وخارج الفاشر، وأكد مجددا على قناعة الاتحاد الأفريقى بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكرى للأزمة فى السودان، وأن هذا القتال غير المبرر لن يؤدى إلا إلى إطالة معاناة جميع السودانيين وتدمير السودان بما فى ذلك دارفور بعد عقود من الصراع والنزوح القسرى، وفقا لبيان رسمي.
وتابع البيان: "وفى ضوء هذا الوضع الخطير، حث فكى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وحلفائهم على تبنى وقف إطلاق نار دائم وشامل على الفور ودون قيد أو شرط، وسوف يمهد هذا الطريق لحوار سياسى شامل بين السودانيين لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وإعادة ضبط السودان نحو النظام الديمقراطى الدستورى والاستقرار".
ودعا رئيس المفوضية، مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى إلى النظر بشكل عاجل فى الوضع فى السودان، مع الترحيب بانعقاد اللجنة الرئاسية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى المكونة من خمسة أعضاء لحل الصراع فى السودان، من قبل الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى، فى عنتيبى فى 23 أكتوبر 2024.
وأكد رئيس المفوضية، التزام الاتحاد الأفريقى بالمساهمة بكل الوسائل المتاحة له لإنهاء الصراع، من خلال الآليات الأفريقية المختلفة، بما فى ذلك اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بالسودان، والمبعوث الخاص للاتحاد الأفريقى لمنع الإبادة الجماعية، واللجنة الرئاسية المكونة من خمسة أعضاء التى تم إنشاؤها حديثًا بقيادة الرئيس يورى كاجوتا موسيفينى، رئيس جمهورية أوغندا.
واستمر البيان: "وبينما تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها التاسعة والسبعين فى نيويورك، جدد رئيس الجمعية العامة الدعوة إلى توحيد الجهود بشكل فعال من أجل عمل دولى جماعى لحل هذه الأزمة الخطيرة للغاية فى السودان".
الكوليرا تتمدد عبر 10 ولايات والإصابات 14 ألف
وفيما يخص الوضع الوبائى فى السودان، تتزايد معدلات الإصابة بوباء الكوليرا، كما تمددت عبر 10 ولايات سودانية، إذ أعلن وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم، تسجيل 450 حالة وفاة و14 ألف إصابة بوباء الكوليرا، وأطلع الوزير، مجلس الوزراء فى اجتماع اللجان الفنية للقطاعات الوزارية على آخر التحديثات بشأن الوضع الوبائى بالبلاد وناقش كيفية مجابهة ومحاصرة وباء الكوليرا، وفقا لصحيفة المشهد السوادنى.
وقال وزير الصحة، إن الاجتماع ناقش سبل تحريك المزيد من الموارد وتنظيم كل الجهود الاتحادية والولائية لمجابهة الكوليرا.
كما أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل شمالى السودان عن تسجيل 121 حالة جديدة بالكوليرا، ليرتفع عدد الإصابات بالوباء إلى 3,811 حالة تشمل 91 حالة وفاة، فى حين بلغ عدد المرضى المنومين فى مراكز العزل 184 مريضًا، فى الولاية.
وفى السياق ذاته، كشفت الولاية الشمالية عن ارتفاع عدد حالات الكوليرا إلى 462 إصابة، تتضمن 19 وفاة، حيث تركزت معظم الحالات فى محلية الدبة، والتى قررت اغلاق المدارس لعدة أيام للسيطرة على الوباء.
الصحة العالمية توثق ما يزيد عن 100 هجوم على المرافق الصحية
ومن جهتها كشفت منظمة الصحة العالمية، توثيقها لأكثر من 100 هجوم على مرافق الرعاية الصحية منذ اندلاع النزاع فى السودان.
وأكد تحالف حماية الصحة فى النزاعات أنه أُبلغ فى 2023 عن 257 حادثة ضد مرافق الصحة، منها 41 حادثة سيطرة على المرافق، و63 حادثة سببت أضرارًا وتدميرًا، و57 حادثة نُهبت فيها إمدادات صحية، فيما قُتل 56 عاملًا صحيًا، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأفادت منظمة الصحة العالمية، أن عدد الهجمات على المرافق الصحية فى السودان منذ اندلاع النزاع تجاوز 100 هجوم، مع التحقق من 108 حوادث.
وأشارت إلى أن 75 هجومًا نُفذ على المرافق الصحية من بين الـ 100 هجوم التى جرى التحقق منها، وأثرت على 45 عاملًا صحيًا، كما جرى الإبلاغ عن هجمات على سيارات الإسعاف والإمدادات الطبية والمستودعات.
وكشفت المنظمة، أن المرضى تأثروا بشكل مباشر فى 29 حادثة، وكان فى السودان، قبل اندلاع النزاع، قرابة 300 مستشفى عام 6500منشأة للرعاية الصحية الأولية، توقف عمل ما يصل إلى 80% من المرافق فى مناطق النزاع النشطة، وتوقف نحو 45% من المرافق فى المناطق الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة