تحظى الأزمة الإنسانية في السودان، باهتمام عالمى كبير، واسترعت الكثير من الاهتمام على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة ف نيويورك حاليا، خاصة مع تفاقم الوضع الإنسانى، ووقوع ملايين من المدنيين في خطر المجاعة، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وصندوق الأمم المتحدة للكوارث لتخصيص مبالغ مالية لتقديم مساعدات للمدنيين.
الحراك الدولى في نيويورك تجاه حل الأزمة، جاء بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيف بين الجيش السودانى، وقوات الدعم السريع في الخرطوم، فيما يواصل وباء الكوليرا التفشى بكثافة، ووصل حالات الإصابات لـ15 ألف إصابة.
البرهان يبحث الوضع في السودان مع أمين عام الأمم المتحدة
بحث الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الوضع في السودان، مع أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، خلال لقائهم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً بمدينة نيويورك.
وأطلع البرهان جوتيريش، على جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع في حق المدنيين، واستهدافها للبنية التحتية والمرافق العامة، والمستشفيات، وفقا لبيان من مجلس السيادة الانتقالي.
وشدد البرهان في حديثه، على ضرورة إدانة المجتمع الدولى، لهذه الانتهاكات التي تستهدف مدنيين عزل، وأكد على تعاون حكومة السودان مع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في الحقل الإنساني وتقديم كل ما من شأنه تسهيل عبور القوافل الإنسانية وتوصيل الإغاثة للمحتاجين.
ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين والعمل على انتهاج الحوار كوسيلة لحل النزاع في السودان، مشيداً بتعاون الحكومة السودانية في إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين والمتأثرين بالحرب.
أمريكا والاتحاد الأوروبي يخصصان نصف مليار دولار لدعم السودان إنسانيا
وفى سبيل توفير المساعدات اللازمة للمدنيين الذين وقعوا فريسة للحرب والجوع والأمراض، قررت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الأربعاء، تخصيص قرابة نصف مليار دولار إضافي دعمًا إنسانيًا للسودان الذي يعاني نصف سكانه من الجوع الشديد.
وشاركت الولايات المتحدة ودول أخرى في اجتماع موسع عُقد في نيويورك، حول توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في السودان، في إطار انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن جهتها أعلنت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، خلال الاجتماع، عن تقديم ما يقارب 424 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للأشخاص المحتاجين في السودان والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين"، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأشارت إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستقدم أكثر من 276 مليون دولار، فيما ستخصص وزارة الخارجية أكثر من 147 مليون دولار.
وأفادت بأن المساعدات التي ستقدمها الوكالة تشمل 175 مليون دولار من مؤسسة الائتمان السلعي التابعة لوزارة الزراعة، حيث ستساعد في شراء وشحن وتوزيع نحو 81 ألف طن متري من السلع الغذائية من المزارعين الأمريكيين لدعم أكثر من 1.2 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان.
صندوق الأمم المتحدة للحالات الإنسانية يخصص 25 مليون دولار للسودان
ومن جهتها أكدت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية خلال جلسات الجمعية العامة للوكالة الأممية أن الحرب في السودان أدت إلى ارتفاع معدلات الجوع لملايين الأشخاص.
وقالت جويس مسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة: "لقد أدت الحرب الوحشية في السودان إلى ارتفاع معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي الحاد لملايين الأشخاص"، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.
وأشارت مسويا إلى أن صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للحالات الإنسانية للأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة وحالات الطوارئ قد خصص 25 مليون دولار لمعالجة انتشار المجاعة.
واختتمت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة قائلة: "آمل أن يشجع هذا المانحين الآخرين على زيادة التمويل الإضافي ومساعدتنا في إنقاذ الأرواح".
معارك عنيفة في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع
كشفت صحيفة التغيير السودانية، اندلاع معارك عنيفة في مدينة الخرطوم منذ فجر الخميس، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتجرى المواجهات متزامنة في كل من محاور وسط وشمال وجنوب العاصمة.
وكشفت أن المعارك بدأت من الثانية فجر الخميس، بمنطقة المقرن والقيادة العامة للقوات المسلحة، إلى جانب سلاحي الإشارة والمدرعات التابعين الجيش، فيما كشف شهود عيان من الخرطوم إن قوات تتبع للجيش السوداني تمكنت من عبور كوبري أمدرمان باتجاه الخرطوم، كما قالت إن الطيران الحربي للجيش يشن غارات عنيفة على مواقع الدعم السريع.
وكانت ولاية الخرطوم تشهد هدوء نسبيا عدا بعض المعارك المتقطعة في محاور مدينة بحري وبعض مناطق غربي أم درمان، وهذه المعارك تصعيد غير مسبوق في الولاية التي تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة منها.
تفشى وباء الكوليرا وإصابة 15 ألف شخص
وفيما يخص الوضع الوبائى، قالت وزارة الصحة، الأربعاء، إن وباء الكوليرا تفشى في 10 من أصل 18 ولاية سودانية، حيث أصاب قرابة 15 ألف شخص، توفي منهم 473 فردًا، في أخر أرقام رسمية.
وقال مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة، إنه جرى تسجيل 386 إصابة جديدة بالكوليرا، منها 141 حالة في كسلا، و94 إصابة في القضارف، و83 حالة في الجزيرة، و48 إصابة في نهر النيل، و11 حالة في البحر الأحمر، و9 إصابات في النيل الأبيض"، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وكشف عن تسجيل 6 حالات وفاة جديدة بالكوليرا في القضارف، وأشار إلى أن الوباء تفشى في 55 محلية تقع في 10 ولايات، حيث بلغ إجمالي الإصابات 14,944 حالة تشمل 473 وفاة.
ومن جهته عقد وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، الأربعاء، اجتماعًا مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسف، لبحث التنسيق في مجابهة الكوليرا وإعداد خطة متكاملة لدعم الولايات المتأثرة.