أكد رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى، أن بلاده يواجه انتهاكات إسرائيلية لسيادة الدولة وشعبها ولحقوق الإنسان عبر الممارسات الوحشية، وذلك من خلال إطلاق طائراته ومسيراته فى سماء البلاد، وقتل المدنيين فيها شباب ونساء وأطفال وتدمير المنازل، وإرغام العائلات على النزوح في ظل ظروف إنسانية قاسية.
وقال ميقاتي، خلال كلمته في مجلس الأمن والتي خصصت لبحث الأوضاع في لبنان والشرق الأوسط، من نيويورك، إن الاحتلال الإسرائيلي عاد ليبث الترهيب والرعب في نفوس اللبنانين، وذلك على مرأى ومسمع من العالم، حيث أن أعداد الشهداء الأبرياء والجرحى في ارتفاع مستمر، وهناك المئات من المدنيين فقدوا حياتهم في غضون أيام قليلة، كما أن المستشفيات أصبحت غير قادرة على استقبال المزيد من الجرحى.
وأشار رئيس الوزراء اللبناني، إلى أن بلاده اليوم ضحية عدوان إلكتروني سيبراني جوي بحري، قد يتحول إلى عدوان بري، بل إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة، معربا عن أمله أن يعود إلى لبنان متسلحا بقرار من مجلس الأمن بوقف هذا العدوان الغاشم على بلاده.
وطرح سؤالا رئيس الوزراء اللبناني بالقول: "من يضمن عدم حصول هكذا اعتداءات على دول آخرى؟ إذ لم تتخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدي، من يغفل لنا كدولة لبنانية أو أي دولة أخرى سلامة غذائها ومائها وأي مواد أخرى تدخل أراضيها من أي ضرر".
وأوضح أن هذه الأحداث لم يمكن فصلها عن تاريخ طويل بين النزاعات والانتهاكات التي عانى منها لبنان منذ عقود وقد شكلت الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية وحقوقنا كدولة عضو في الأمم المتحدة.
وأضاف "أن لبنان قد مر بفترات طويلة من التوترات والاعتداءات التي كانت تهدد استقراره وسلامة مواطنيه، ولكن لبنان يبقي عاصيا على كل التحديات واللبنانيون واجهوا ويواجهون بشجاعة كل الاعتداءات على كل حبة من تراب الوطن".
وتابع رئيس الوزراء اللبناني: "أتحدث باسم لبنان ووجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط ولا لتقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحي، والدمار الذي هجر البشر ودمر الحجر، فذلك مثبت للرأي العام العالمي، بالصوت والصورة"، وإنما وجودي هنا أمام مجلس الأمن للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فورى لإطلاق النار على كل جبهات لبنان وعودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا".
وشدد ميقاتي، على أن الشعب اللبناني يرفض الحرب ويؤمن بالاستقرار ويعمل من أجل المستقبل، مضيفا أن بلاده دولة مؤسسة للأمم المتحدة وهي من المساهمين في وضع ميثاقها وشاركت في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مضيفا أن هذا الإسهام يعكس التزام لبنان العميق بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية.
وشدد على ضرورة حق لبنان في الاستقرار والأمن والأمان وحقه في السيادة والدفاع عنها وحقه في استعادة أراضيه المحتلة، مضيفا أن التوترات الحالية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات طويلة من النزاعات والاعتداءات، التي لم تجد حلولا جذرية.
وتابع "أن إسرائيل لم تتوقف عن انتهاك قرارات الأمم المتحدة التي صدرت على مدى سنوات طويلة، وخصوصا قرار 1701 الذي كان من المفترض أن يشكل إطارا لتحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان، وللأسف ما زلنا نرى الانتهاكات الإسرائيلية لسيادتنا على مدار الساعة برا وبحر وجوا".
وأشار إلى أن هذه الانتهاكات المتكررة تقوض كل جهود الاستقرار، وتعرض المنطقة كلها لخطر الانفجار في أية لحظة، مضيفا: "من هنا أؤكد لكم التزام الحكومة اللبنانية بالقرار 1701 كاملا الصادر عام 2006 عن مجلس الأمن، والذي أطالبه اليوم مجلس الأمن العمل الجاد والفوري بضمان انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الانتهاكات التي تتكرر كل يوم، كما نؤكد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل فوري؛ لأن تداعيات ما يجري هناك تنعكس بشكل مباشر على الوضع في لبنان والمنطقة.
وأكد أن عدم التوصل إلى حل من شأنه أن يجعل الأمور أكثر تعقيدا، مُعتبرا أن استمرار هذا العنف لن يؤدي إلا للمزيد من التصعيد، وهو ما يخدم مصلحة أي طرف، مشددا على أن الأمم المتحدة وجدت من أجل تعزيز الاستقرار، وما نشهده اليوم أن العالم مازال عاجزا على وقف المأساة الإنسانية المستمرة في المنطقة.
وحمل رئيس الوزراء اللبناني مجلس الأمن مسؤولياته الكاملة لاتخاذ موقف فوري وحاسم ينهي المعاناة المستمرة للشعب اللبناني، تمهيدا للعبور بالطريق أمام الحلول الدبلوماسية، مضيفا :"حان الوقت لرفض العنف والحروب وتطبيق القرارات الدولية بحيث لا تبقي حبر على ورق، وما نحتاجه هو الإرادة الصادقة والتعاون الفعال ودعونا اليوم أن لا نضيع هذه الفرصة ويجب أن نتحرك الآن لأننا لا نستطيع تحمل خسارة جيل آخر بسبب الحرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة