قلعة صلاح الدين بمدينة طابا نافذة حية تطل على تاريخ المنطقة
تشييد معماري مميز وموقع فريد يجعل منها درعًا حاميًا في كل آن
تصميم القلعة أبرز شاهد على النظرة الثاقبة لمصمميها
روادها يعتبرونها درعًا للمقدسات ورمزًا للسلام
عند دخولك إلى هناك تتملكك مشاعر الشموخ والقوة والسيطرة، حيث تتداخل أصوات الأمواج الهادئة الهادرة من مياه البحر الأحمر مع صمت الجبال، لتشعر وكأنك عبرت بوابة الزمن إلى عهد الفتوحات والملاحم الكبرى وكأنك على وشك اكتشاف أسرار غابرة حُفرت في حجارتها على مر العصور.. إنها قلعة "صلاح الدين الأيوبي" بطابا، الواقفة على جزيرة صخرية تطل على مياه خليج العقبة المتلألئة، التي بمجرد اقترابك من أسوارها تضحى شاهدًا حيًا على عبقرية القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، الذي أمر ببنائها كحصن منيع يصد هجمات الأعداء ويحمي طرق التجارة والقوافل.
في يوم السياحة العالمي.. قلعة جزيرة فرعون أبرز رموز السلام
تعد قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا واجهة مثالية للاحتفاء بجمال التراث العالمي ورمزًا للسلام بين المجتمعات، تزامنًا مع الاحتفاء بـ"يوم السياحة العالمي" في الـ27 من سبتمبر من كل عام وفقًا لما حددته منظمة الأمم المتحدة، واعتبرته هذا العام تحديدًا، آداة للسلام وعنونته بشعار "السياحة آداة السلام"، اعتبارًا لكون القطاع السياحي يعزز السلام بين الأمم والثقافات المختلفة، ومنوطًا به أن يكون صاحب الدور الأصيل في إدارة عمليات المصالحة والمفاوضات، إيمانًا بأثر السياحة في ترابط العلاقات بين الشعوب وبعضها، كونها تعزز الحوار بين الثقافات وتمنح فرص التعارف واللقاء وتعلم اللغات الأجنبية وتذوق النكهات الغريبة والتواصل مع الآخرين وبناء التسامح والعلاقات الطيبة.
قلعة صلاح الدين بطابا ليست مجرد موقع أثري، بل نافذة حية تطل على تاريخ المنطقة، وتقدم للزوار تجربة فريدة تجمع بين الثقافة، الطبيعة، والمغامرة، والتاريخ.
فيمكن للزوار الذين يتوافدون للاحتفال بهذا اليوم المميز استكشاف القلعة والاستمتاع برحلة بحرية إلى جزيرة فرعون والولوج إلى قلعة القائد صلاح الدين الأيوبي، مما يعزز تفاعلهم مع الجغرافيا الساحرة، والتاريخ الغني الذي يمثله هذا الصرح الإسلامي الشامخ.
تجسد القلعة أيضًا روح الشعار الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة لليوم العالمي للسياحة هذا العام وهو "السياحة آداة للسلام"، من خلال إتاحة الفرصة للزوار للتعرف على تراث مشترك يجمع شعوب المنطقة. من فوق أبراجها، يمكن للزوار الاحتفاء بالتنوع الجغرافي والثقافي برؤية حدود أربع دول مختلفة، وهو ما يعكس رسالة اليوم العالمي للسياحة في تعزيز التفاهم بين الثقافات والحفاظ على التراث العالمي. هذه الرحلة التاريخية هي دعوة للتواصل مع الماضي واستلهام العبر من هندسة القلعة ومعمارها، وتعزيز روح الاستكشاف، وتعميق التقدير لقيمة المواقع السياحية التاريخية في العالم، وكذلك القدرة الإبداعية والاستراتيجية والعسكرية لأبناء هذه المنطقة.
أعلى "جزيرة فرعون".. تقطن أقوى وأهم القلاع التاريخية استراتيجيًا وعسكريًا
عندما تعتلي قمة قلعة صلاح الدين القاطنة بجزيرة ضمن الحدود البحرية لمدينة طابا المصرية وتقع تحديدًا على بُعد 8 كيلومتر جنوب طابا، ويطلق عليها جزيرة فرعون، يمكنك رؤية أربع دول بوضوح: مصر، السعودية، الأردن، والأراضي المحتلة، وتحتل موقعًا استراتيجيًا في وسط خليج العقبة، ما يجعلها موقعًا استراتيجًيا ضمن الحدود المصرية، سواء من النواحي الجغرافية أو اللوجيستية وكذلك العسكرية، والتي تتوافق مع رؤية القائد صلاح الدين الأيوبي وقتها، حيث تم بناؤها في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي بهدف حماية خليج العقبة من الغزوات الخارجية وتأمين مسار الحج وطرق التجارة.
"مكة والمدينة ومستقبل المنطقة".. الهدف الأول من بناء القلعة
ورغم أن هذا الحصن كان هدفه الأول بعد محاولات ريجينالد، أمير الكرك وألد أعداء صلاح الدين، لغزو شبه الجزيرة العربية والسيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة. وبعد نجاح الملك العادل، شقيق صلاح الدين، في صد هذه المحاولات، قرر صلاح الدين تشييد القلعة لمراقبة المنطقة بشكل دائم، إلا أن الواقع في العصور المتتالية يثبت صحة وأهمية نظريته والتأكيد على إنه كان قائدًا ذو نظرة ثاقبة واسعة الأفق، رجوعًا لكون القلعة تتخطى فكرة الأثر التاريخي، وإنما هي بمثابة حصنًا وموقعًا استراتيجيًا وعسكريا ذو أهمية قصوى في أي زمان وتحسبًا لأي أحداث أو تهديدات قد تواجه المنظقة، في ظل ما يجري من الأحداث المؤسفة حولنا بين الحين والأخر.
"حصن آمن ومركز عسكري استراتيجي".. القلعة أكبر شاهد على براعة التصميم العسكري والهندسي في العصور الوسطى
كل من يزور جزيرة فرعون بطابا المصرية ويدلف إلى القلعة لا يقبع خارجها إلا وهو مذهولًا ببراعة البناء والمعمار للقلعة، حيث تجسد قلعة صلاح الدين بطابا براعة معمارية مذهلة تتفوق على التحديات الطبيعية والجغرافية، فقد شيدت على مفصلين بارزين في الجزيرة، وهو اختيار استراتيجي يجعل الوصول إليها صعبًا ويعزز مناعتها ضد الغزاة، وحُصنت بأسوار قوية اعتمدت على هندسة ذكية تجلّت في استخدام التضاريس لصالح التحصينات، وأبراج للمراقبة تتيح رؤية شاملة للمنطقة، يجعلها قادرة على الصمود أمام أي تهديد، والقدرة على التحصن والدفاع.
لم تقتصر براعة التصميم على التحصينات الدفاعية فقط، بل امتدت لتشمل تلبية كافة احتياجات الحامية العسكرية، كونها صُممت بعناية فائقة لتوفير جميع احتياجات الحامية من مياه وطعام وذخيرة، فتتضمن القلعة ثكنات للجنود، وصوامع لتخزين المؤن، ومستودعات للأسلحة والذخيرة، إلى جانب غرف للمعيشة، وخزان للمياه، وحمام، ومسجد، بالإضافة إلى أبراج الحمام التي كانت تُستخدم لنقل الرسائل خلال العصور الوسطى.
كل تلك الأمور التي جعلت من القلعة آثرًا تاريخيًا مميز معماريًا، ونموذجًا متكاملًا يعكس عبقرية التخطيط العسكري والهندسي في العصور الوسطى.
الأحداث التاريخية لـ"قلعة جزيرة فرعون" تثبت جدارة مصمميها ونظرتهم الثاقبة
كان الهدف الأساسي من إنشاء القلعة هو حماية خليج العقبة وتأمين طرق التجارة والحج إلى مكة والمدينة، ومن أبرز الأحداث التاريخية المرتبطة بالقلعة هو استخدامها لمواجهة ريجينالد دي شاتيون، أمير الكرك وأحد أبرز أعداء صلاح الدين، الذي حاول غزو شبه الجزيرة العربية والاستيلاء على مكة والمدينة.
وبعدما أحبطت قوات صلاح الدين هذه المحاولات، تم تعزيز القلعة لتصبح قاعدة مراقبة دفاعية مهمة. كما لعبت القلعة دورًا أساسيًا في حماية الطرق التجارية البحرية المارة عبر خليج العقبة، مما جعلها مركزًا استراتيجيًا في المنطقة، كما إنها كانت جزءًا من شبكة دفاعية أوسع ضد الحملات الصليبية، واستمر استخدامها في فترات لاحقة ضمن الخطة الدفاعية لحماية الحدود الشرقية لمصر.
تطور السياحة الثقافية جعل من القلعة واجهة سياحية هامة.. واعتبرها الرواد درعًا للمقدسات ورمزًا للسلام
يشار إلى إنه على مدار السنوات السابقة، شهدت قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا زيادة ملحوظة في عدد الزوار والسياح، لتصبح واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في سيناء والعالم.
يأتي السياح من مختلف أنحاء العالم وخاصةً من يشغلون الغرف السياحية بمدينة طابا المصرية، لزيارة القلعة والاستمتاع بالاطلاع على موقعها الفريد وتاريخها العريق، ما جعلها محط اهتمام عشاق التاريخ والثقافة، حيث يعتبرها الكثير من رواد العالم حصنًا للمنطقة ورمزًا للسلام ودرعًا للمقدسات.
وتزايد الاهتمام بالقلعة بشكل خاص في العقود الأخيرة، مع تطور السياحة الثقافية في مصر وتزايد الوعي بأهمية المواقع الأثرية. كما أن قرب القلعة من منتجعات البحر الأحمر جعلها وجهة شعبية للرحلات اليومية، حتى أصبحت تستقبل آلاف الزوار سنويًا، خاصة خلال المواسم السياحية الرئيسية مثل فترات العطلات، مما يسهم في تعزيز السياحة المحلية والدولية في المنطقة.
موقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في جزيرة فرعون بطابا
من داخل قلعة صلاح الدين بطابا
مشهد لبراعة التصميم العسكري والاستراتيجي لقلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
قلعة صلاح الدين في طابا
قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
قلعة صلاح الدين الأيوبي الأثرية في طابا
رصد موقع جزيرة فرعون بطابا من وسط البحر الأحمر
حصن صلاح الدين الأيوبي بجزيرة فرعون
جزيرة فرعون بطابا
المشهد الجمالي لجزيرة فرعون
مشاهد من داخل قلعة صلاح الدين بطابا
مشاهد من داخل قلعة صلاح الدين بطابا
الأنحاء الخارجية لقلعة صلاح الدين بطابا
الأنحاء الخارجية لقلعة صلاح الدين بطابا
الأنحاء الخارجية لموقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
الأنحاء الخارجية لموقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
الأنحاء الخارجية لموقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
الأنحاء الخارجية لموقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
الأنحاء الخارجية لموقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
الأنحاء الخارجية لموقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
الأنحاء الخارجية لموقع قلعة صلاح الدين الأيوبي في طابا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة