تعد منطقة البهنسا، أحد الأماكن الأثرية الهامة فى محافظة المنيا، تحكى تاريخ الفتح الإسلامى للصعيد ، أطلق عليها البقيع الثانى، وذلك لكثرة الصحابه واصحاب الريات والبدريين الذين دفنوا فيها، بعد أن استشهدوا خلال الفتح الإسلامى، وهى قبلة للزائرين من جميع الدول، وكذلك أهل المحافظة الذين يحرصوا على زيارتها بشكل دائما، فتجد المنطقة تدب فيها الحياة طوال ايام الأسبوع، وهى تبعد عن مركز بنى مزار حوالى 15كيلومتر، واطلق على مركز بنى مزار هذا الاسم لانها كانت البوابه الرئيسية للمزارات ومنها منطقة البهنسا، التى تعد مزارا فتوحا وهاما لما تضمه من اثار بدا من العصر الفرعونى حتى الاسلامى.
وقد شهدت منطقة البهنسا خلال الفترة الماضية تطورا كبيرا،وإهتماما واسعا من الدولة تمثل ذلك فى تمهيد الطرق وترميم قباب الصحابة والتى وصل عدد قبابها التى تم تميمها إلى 14قبه للصحابه الذين تم دفنهم فى المنطقة إثر استشهادهم بعد المعركة الكبرى او معركة الفتح الإسلامى للصعيد.
وتضم منطقة البهنسا أو البقيع الثانى مايقرب من 5الاف صحابى منهم وكما ذكر المؤرخون 70 ممن شهدوا غزوة بدر مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن أشهر الصحابة في البهنسا، زياد ابن ابي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و سليمان ابن خالد ابن الوليد،و عبدالرحمن ابن ابي بكر الصديق و الحسن بن زين العابدين بن الحسن بن علي بن ابي طالب و محمد بن ابي ذر الغفاري و محمد بن عقبة بن نافع و علي بن عقيل بن ابي طالب وجعفر بن عقيل بن ابي طالب وخولة بنت الأزور و القعقاع بن عمرو.
وكما ذكر المؤرخون فى كتاباتهم عن البهنسا، أنها ليست فقط البقيع الثاني بل كانت البهنسا قلعة من قلاع صناعة الغزل والنسيج وكانت مركزا يتم فيها صناعة كسوة الكعبة في العصر الفاطمى، كما أنها تضم قبر السبع بنات و شجرة السيدة مريم العذراء التي أظلتها وسيدنا عيسي عليه السلام ويوسف النجار في رحلة العائلة المقدسة.
وقد ذكر الواقدي الفتح الاسلامى قائلا انطلقت الجيوش لفتح الصعيد في10ربيع الأول عام 21هجريه، وقد وضع خالد بن الوليد، الصحابي القيس بن الحرث المرادي، للسير الي البهنسا، في 1000 فارس كطليعة لجيش المسلمين، وضم معه جماعة من امراء الصحابة منهم، ودعم خالد الجيوش بالامير غانم بن عياض، ومعه 1000 فارس وكان بينهم جعفر ومسلم وعلى أبناء عقيل بن أبي طالب، وسليمان بن خالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنه (كاتب الوحي) ، والمغيرة بن شعبه، وسعيد بن زيد، احد العشرة المبشرين بالجنة وعندما وصل (القيس بن الحرث) الي البهنسا، وجدها مدينة حصينة ذات ابواب أربعة علي كل باب ثلاثة أبراج، وحراسة شديدة وكانت غربي البحر اليوسفي ، فأنزل جزء من قواته بجانب الجبل الغربي المطل علي المدينة، وإنطلق أبو هريرة، وابوذرالغفاري، ومالك الأشتر وذو الكلاع الحميري للنزول بجانب الروم، وقاتلوهم حتى فر الروم إلى مركز مطاى شمال البهنسا، ودارت هناك معارك كبيرة، اشهرها معركة بردنوها.
البقيع الثاني تضم ما يقرب من 5الاف صحابى
البهنسا مركز لتصنيع كسوة الكعبة في العصر الفاطمي
البهنسا
مقام سيدى على الجمام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة