تمر اليوم ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وفقا للتقويم الميلادي، ففي مثل هذا اليوم وصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة حيث انتقل النبي إلى المدينة المنورة فدخلها يوم الجمعة 12 ربيع الأول، سنة 1 هـ الموافق 27 سبتمبر سنة 622م، وعمره يومئذٍ 53 سنة، ومن ذلك اليوم سُميت بمدينة الرسول، بعدما كانت تُسمى يثرب.
يعتبر نشيد "طلع البدر علينا" واحدا من الأناشيد الإسلامية التي لا يعرف كثيرون قصتها وأن هذا النشيد كما ورد في التراث يمثل الكلمات التي استقبل بها الأنصار النبى محمد صلي الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة مهاجرا إليها من مكة، لكن المفاجأة أن الأنصار لم يستقبلوا النبي الكريم بهذا النشيد ولا بأي من الأناشيد.
وقال الشيخ الألباني: "وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، لكنه معضل، سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وقد أرسله... فالقصة برمتها غير ثابتة، وقال ابن القيم إت أصل القصة التي تروي أن ذلك كان عند مقدمه من مكة إلى المدينة، فقال : " هو وهم ظاهر؛ لأن "ثنيات الوادع" إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام "، وأوضح الحافظ ابن حجر: "ولعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك".
غير أن هذه القصة تناقلها غير المسلمين، فقد اشتهر عند رواة هذه القصة أنها حصلت حين مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، كما قال الإمام البيهقي: "هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة، لا أنه لما قدم المدينة من ثنية الوداع عند مقدمه من تبوك. وقد ذكر كثير من المؤرخين أن ثنية الوداع من جهة مكة، وأنها قد تكون هناك ثنية أخرى من جهة الشام بالاسم نفسه، كما ذكر آخرون أن النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة مر بدور الانصار، حتى مر ببني ساعدة، ودارهم شامي المدينة قرب ثنية الوداع، فلم يدخل باطن المدينة إلا من تلك الناحية حتى أتى منزله بها.