أحدثت عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ما يشبه الزلزال ليس في المنطقة وحسب، بل العالم أجمع، الذى أصبح يترقب الخطوة التالية.
وجاءت ردود الفعل ما بين الإدانة لهذا العمل الإجرامى الذى أقدمت عليه إسرائيل أمس الجمعة، وبين تحذيرات للكيان الصيهونى من الإقدام على ما هو أبعد منذ ذلك ، وتحويل الصراع إلى اجتياح برى للبنان ، ملوحين بمغبة تلك الخطوة حال الإقدام عليها .
فيما انطلقت منذ قليل مسيرة شعبية فى منطقة المصيطبة فى العاصمة اللبنانية بيروت، استنكارا لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله .
من بين الدول التي وجهت تحذيرات من مغبة الاستمرار في التصعيد، فرنسا التي دعت إسرائيل للتوقف الفوري عن هجماتها وطالبت حزب الله وإيران بالامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر.
وفى السياق نفسه، أدانت سوريا، العدوان الإسرائيلي الغاشم على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، والذي أدى إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد كبير من المدنيين.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في بيان: "فقد لبنان الشقيق اليوم سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إثر عدوان إسرائيلى غاشم وجبان استهدف منطقة سكنية فى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بأطنان من القنابل المدمرة ما أدى إلى استشهاده إلى جانب عدد كبير من المدنيين الأبرياء". وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
أضافت الخارجية: "أن الكيان الصهيونى يؤكد من خلال هذا العدوان الدنيء مرة أخرى على سمات الغدر والجبن والإرهاب التى نشأ عليها وانتفاء أى قيم أخلاقية لديه وهمجية واستهتار بكل المعايير والقوانين الدولية".
وتابعت: "باستشهاد الأمين العام لحزب الله خسر كل المناضلين من أجل تحرير الأرض وصون السيادة والاستقلال وحمايتهما علما من أعلامهم وقدوة لهم فى النضال ضد المعتدين ومقاومة المحتلين. لقد التحق السيد نصر الله من خلال اسناده لقضية الشعب الفلسطينى برفاقه الشهداء الذين سبقوه وسجلوا على مدى سنوات انتصارات وصفحات مشرقة فى تاريخ هذه الامة واضعين تحرير القدس من أيدى المغتصبين نصب أعينهم".
وقالت الخارجية: "ان الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات هذا الفعل الإجرامى الإسرائيلى تعرب عن تعازيها للبنان الشقيق ولكل الاحرار حول العالم باستشهاد قائد المقاومة الوطنية اللبنانية وتحمل كيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن عواقبه الجسيمة".
وعلى الرغم من مشاعر الأسى والحزن التي أشاعها نبأ استشهاد نصر الله لدى الاحرار فى كل مكان ولدى الشعب السورى الذى لم ينس يوما مواقفه الداعمة فان مسيرته البطولية ستبقى منارة للأجيال القادمة لمواصلة نضالها من أجل تحرير جميع الأراضى العربية المحتلة وضمان محاسبة إسرائيل عن أفعالها المشينة".
وتعليقا على اغتيال نصر الله ، قال سعد الحريرى إن اغتيال حسن نصر الله أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة، إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلًا من قبلنا، نحن الذين دفعنا غاليًا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلًا للسياسة.
أضاف : رحم الله السيد حسن وأخلص التعازي لعائلته ورفاقه، اختلفنا كثيرًا مع الراحل وحزبه والتقينا قليلًا، لكن كان لبنان خيمة الجميع، وفي هذه المرحلة البالغة الصعوبة تبقى وحدتنا وتضامننا الأساس.
واستكمل الحريرى ، لبنان يبقى فوق الجميع. فوق الأحزاب والطوائف والمصالح مهما كانت. وتخفيف معاناة شعبنا وأهلنا من كل المناطق أولوية وطنية، لا حزبية ولا طائفية ولا فئوية. والحفاظ على لبنان وطنًا لكل أبنائه لا يتم إلا بوحدتنا جميعًا. المطلوب الآن من الجميع التعالي فوق الخلافات والأنانيات للوصول ببلدنا الى شاطئ الامان".
مصير المنطقة
وعلى صعيد ما ستشهده المنطقة الفترة القادمة، قال رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري ، اليوم السبت، إن مصير المنطقة وفلسطين "سيتم تحديده في المستقبل القريب". وفقًا لوكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأكد باقري إن "طريق الشهيد نصر الله سيظل أكثر ألقا وقوة"، وتابع "بالارادة الفولاذية للمقاومة اللبنانية ومؤازرة مجاهدي الأمة، سيتم تحديد مصير المنطقة وفلسطين العزيزة في المستقبل القريب".
ونعى "حزب الله" أمينه العام حسن نصر الله الذي أعلنت إسرائيل اغتياله بضربة جوية استهدفت مقر الحزب أمس الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن دماء نصر الله "لن تذهب سدى.. وضربات المقاومة ستزداد ضراوة وقوة".
ودعا البرلمان الإيراني إلى "الرد بحزم على الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت" واغتيال نصر الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة