ناصر فى عيون جنوب افريقيا.. جمال عبد الناصر ووسام "رفاق تامبو" الذهبى

السبت، 28 سبتمبر 2024 02:28 م
ناصر فى عيون جنوب افريقيا.. جمال عبد الناصر ووسام "رفاق تامبو" الذهبى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تكن دولة جنوب افريقيا، احتراما خاصا، للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذى وافته المنية يوم 28 سبتمبر 1970، والذى لطالما كان مشغولا بالقضايا الإفريقية، وهو ما ظهر من خلال دعمه الكبير والمستمر لحركات التحرر الوطنية، الذى أدت لاستقلال العديد من الدول في ستينيات القرن الماضي، كما شجع بشكل كبير الوحدة الإفريقية، "الاتحاد الإفريقي" حاليا.

ومنحت جنوب افريقيا عام 2004، نيشان رفاق أوليفر تامبو الذهبى، للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهو تكريم جنوب إفريقي، يمنحه رئيس الدولة لمواطنين أجانب، الذين توافقوا مع مصالح وتطلعات الدولة، وتعاونوا وتضامنوا معها، وتأسس في ديسمبر 2002، وتم إطلاق اسم رفاق تامبو على التكريم، تيمنا باسم رئيس المؤتمر الوطني الإفريقي الراحل أوليفر تامبو.

وركز الموقع الرسمي لحكومة جنوب افريقيا، على علاقة جمال عبد الناصر بالدولة التي تقع أقصى جنوب القارة السمراء، ودعمه لحركة التحرر الوطنى، ورفضه لنظام الأبارتهيد "الفصل العنصري"، وأكدوا أنه ينتمى لفئة نادرة من الثوريين الذين يلتزمون بالمبادئ الدولية، مشيرين إلى أن إرثه محفور في الوعى الشعبي للبشرية.

وقال موقع حكومة جنوب افريقيا :"لمساهمته الاستثنائية في النضال ضد الاستعمار ومن أجل أفريقيا والعالم أفضل وأكثر سلاما"، وُلِد جمال عبد الناصر في الإسكندرية بمصر في يناير 1918، مستلهمًا الشعور الوطني الناشئ الذي اجتاح مصر آنذاك، انضم ناصر الشاب إلى جيش الدولة المستقلة التي لم يتجاوز عمرها أحد عشر عامًا وهو في الخامسة عشرة من عمره".

وتابع :"وبعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية الملكية عام 1938، ارتقى ناصر بسرعة في الرتب، ومع ذلك، اعتبر ناصر العلاقة بين العائلة المالكة للملك فاروق والحكومة الاستعمارية السابقة لبريطانيا علاقة ذليلة لا داعي لها".

وفي مواجهة الفقر المدقع، والاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بدأ يُنظَر إلى العائلة المالكة باعتبارها أنانية، وأكثر اهتماماً بأهميتها وثروتها من احتياجات التنمية في الأمة، وعندما هُزِمَت مصر في عام 1948 كجزء من تحالف القوى ضد استقلال دولة إسرائيل الذي أُعلِن من جانب واحد، كان ذلك بمثابة القشة الأخيرة.

واستمر :"اعتُبِرت الهزيمة العسكرية بمثابة عار وطني وُضِعَت على عاتق الملكية التي اعتُبِرَت منفصلة عن الشعب المصري ومسئولة عن الفشل في تسليح جنود مصر بالشكل اللائق، وكانت هذه الآراء سبباً في تشكيل وجهة نظر ناصر بشأن سياسة بلاده وصياغة رؤيته لمستقبل مصر".

وتابع الموقع :"في عام 1952، كان ناصر جزءاً من مجموعة من الجنود على رأس انتفاضة وطنية شعبية أطاحت بالنظام الملكي، وبعد أحداث كثيرة، تم استدعاء الضابط البالغ من العمر 34 عاماً والذي يتمتع بشعبية وكاريزما كبيرة لتولي السلطة، فشرع على الفور في تنفيذ برنامج ثوري لإصلاح بلاده".

واستمر :"لقد بدأ ناصر في القيام بتحول اجتماعي وسياسي حقيقي، فأحدث إصلاحات ثورية للنظام الزراعي الإقطاعي، ونفذ سياسات اشتراكية حظيت بشعبية كبيرة، ولقد نجحت الزعامة الحكيمة التي تحلى بها ناصر طيلة عقدين من الحكم ما بعد الاستعمار وما بعد الملكية في استعادة الشعور بالثقة بالنفس والشرف للأمة، ووضع الأساس لمصر الحديثة، وبعد أن تحررت مصر من قيود المجتمع الإقطاعي، شهدت فترة من النمو والتطور السريع استفاد منها ملايين الفلاحين المصريين، ولقد نجحت سياساته بعيدة النظر وممارساته الثورية في انتشال أفقر الفقراء من مستنقع الفقر".

وعن موقف  عبد الناصر من الاستعمار، قالت موقع حكومة جنوب افريقيا :"كان ناصر بطلاً حقيقياً في مناهضة الإمبريالية، ورفض الاستعمار الجديد، وشرع في تأكيد استقلال مصر عندما أمم قناة السويس، وهو الموقف الذي حظي بدعم كبير في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وبالتعاون مع نهرو في الهند وسوكارنو في إندونيسيا، أسس ناصر حركة عدم الانحياز، وفي الوقت نفسه، عمل ناصر بنشاط على نشر حق كل الشعوب في الحرية ودعم حركات التحرير في المستعمرات".

واستطرد الموقع :"ناصر ينتمي إلى تلك الفئة النادرة من الثوريين الملتزمين بالمبادئ الدولية، فقد كان تصميمه الصلب على صياغة سياسة خارجية مستقلة ومبادراته الدولية بعيدة النظر متقدمين على عصرهم إلى حد كبير، ومهدوا الطريق في نهاية المطاف للحركة الحالية لإعادة تعريف العلاقة بين دول الجنوب بعضها البعض ومع دول الشمال".

واختتم موقع حكومة جنوب افريقيا :"لقد نجح عبد الناصر في رفع شأن الأمة المصرية الفخورة إلى مستوى قوة دولية كبرى، ولا يزال شخصية تحظى باحترام كبير في مصر والعالم العربي وبين شعوب الجنوب، وسوف يظل إرثه محفورا إلى الأبد في الوعي الشعبي للبشرية".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة