محافظة الأقصر تقع في إقليم جنوب الصعيد، تتوزع مراكزها ومدنها على ضفتي نهر النيل وعاصمتها مدينة الأقصر التي كانت قديماً تمثل مدينة طيبة عاصمة مصر خلال عدة حقب من الأسرات الفرعونية، وأنشئت المحافظة طبقاً للقرار الجمهوري رقم 378 لسنة 2009 الصادر في 9 ديسمبر 2009، ويتم الاحتفال بعيدها القومى كل عام في يوم 4 ديسمبر بذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
وفى هذا الصدد يرصد "اليوم السابع" قائمة أبرز مقابر ملوك وملكات الأسر الفرعونية بالأقصر، والتي يتهافت سياح العالم لزيارتها بصورة يومية طوال العام، وترتفع زيارات السائحين مع دخول الموسم السياحى الشتوى الذي يبدأ سنوياً من شهر أكتوبر ويستمبر حتى نهاية أبريل، والتي تشمل ما يلي:- (مقابر وادى الملوك والملكات – مقابر النبلاء)، والتى تجذب الآلاف من السائحين في كل عام لزيارتها من مختلف أنحاء العالم.
ويأتي على رأس قائمة المقابر الفرعونية الأثرية في الأقصر، مقبرة الملك توت عنخ آمون الأشهر في مصر والعالم أجمع، والتي تم اختيار يوم العيد القومى للأقصر يوم اكتشافها في 4 ديسمبر من كل عام، حيث أن المقبرة تم اكتشافها فى 4 نوفمبر عام 1922 والتى أثارت الجدل والسحر الخاص حول العالم أجمع، وجذبت للأقصر عقب افتتاحها كافة ملوك وأمراء العالم ليكونوا أول الحاضرين فى زيارتها وقت الإكتشاف، ولا تزال تجذب العالم والسياح من كافة دول القارات العالمية حتى الآن، ويعتبر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون هو العالم البريطانى هوارد كارتر عالم آثار وخبير بعلوم المصريات، ولد بمدينة لندن مقاطعة كينسينجتون فى 1874 ميلادى، واشتهر بسبب اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون بوادى الملوك بالأقصر، وفى عام 1907 بعد عدة سنوات قاحلة، تعرف كارتر على اللورد كارنارفون، أحد الهواة المتحمسين والذى كان على استعداد لتمويل بعثات كارتر الاستكشافية لاحقا أصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب للورد كارنافون.
وكان قد قام اللورد كارنافون بتمويل بحث كارتر عن مقبرة الملك الصغير توت عنخ أمون، وتم العمل عدة مواسم للوصول لمقبرة الملك الذى كانوا يجهلون أى شىء عنه سوى اسمه وقتها، وفى عام 1922 غضب اللورد كارنارفون من العمل وعدم اكتشاف المقبرة لعدة مواسم وقرر التوقف وبعد محاولات كارتر قرر إعطاؤه فرصة لموسم واحد للعمل على كشف تلك المقبرة من عدمه، وبالفعل وبمساعدة أحد عمال الحفائر المصريين فى 4 نوفمبر عام 1922 نجح هوارد كارتر فى الوصول لسلم يؤدى لمقبرة الملك التاريخى توت عنخ آمون، والتى تعتبر حتى الآن أفضل مقبرة فى تاريخ البر الغربى تكتشف بكامل كنوزها ولم يسرق منها قطعة واحدة من لصوص الآثار قديماً.
أما المقبرة الثانية فهى مقبرة نفرتارى رقم 66 فى وادى الملكات بالبر الغربى، وتعود لزوجة الملك رمسيس الثانى نفرتارى والتى قال في حبها(هى التى تشرق الشمس من أجلها)، والتى رغم مرور آلاف السنين على إكتشافها فى عام 1904 على يد البعثة الإيطالية بقيادة العالم يكياباريللي، تحتفظ بالألوان والنقوش قمة فى الدقة والروعة حيث تغطى تلك النقوش أكثر من 520 متر من المقبرة لتبهر كل ضيوف العالم خلال زيارتها، ونفرتاري تزوجت في صباها من الأمير رمسيس الثاني وكان يبلغ 14عام، والذي بنى لها أيضاً معبد أبو سمبل، كما نحت لها تمثالين كبيرين بين تماثيله، وتمثلت كثيراً على تماثيل الملك رمسيس الثاني في الأقصر ومعبد أبوسمبل، حيث أن مقبرة نفرتاري امتازت بجمال النقوش، ودقتها، وبراعة التصوير، واستخدام ألوان زاهية، وإظهار جمال ورقة وأناقة الملكة نفرتاري.
وتتكون المقبرة من 7 حجرات وممر طويل، ومن الغرفة الرئيسية يوجد ممر ينتهي بغرفة مستطيلة الشكل، أما في آخر الغرفة الأولى فهناك درج يؤدي إلى غرفة التابوت المكونة من أربع دعائم وثلاث غرف صغيرة في وسط القاعة، حيث تم اكتشاف المقبرة في عام 1904، ولم تفتح للجمهور إلا في أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي، وذلك لحدوث بعض التلف في النقوش والزخارف بسبب ترسّب الأملاح.
أما المقبرة الثالثة فهى مقبرة تاوسرت، وتعود لزوجة الملك سيتى الثانى وآخر ملوك الأسر 19 وهى الملكة تاوسرت، وذلك حسبما يقول على رضا مدير وادى الملوك بالأقصر، حيث إن المقبرة تضم نقوش وألوان بديعة بطول حوالى 158 متراً فى باطن جبل القرنة، وهى عبارة عن مقبرة مشتركة تخص في الأساس الملكة تاوسرت، وتمت توسعتها وإعادة استخدامها من قبل الملك ست نخت أول ملوك الأسرة العشرون، وتم طمس معالم الملكة توسرت من على جدران المقبرة ومحاولة تحوير النقوش لتلائم الملك ست نخت، ثم بعد ذلك تم إزالة الاسم الملكي لست نخت من على جدران المقبرة وإحلال اسم الملك سيتي الثاني بدلا منه خلال العقود التالية، ولا تزال نقوش مقبرة توسرت باقية بألوانها المختلفة في حالة جيدة.
ويوجد نقوش على جدران الحجرة الأمامية بالمقبرة تعبر عن كتاب الموتى، ونقوش لرحلة الشمس أثناء الغروب، ونقوش من مراحل كتاب الأبواب وكتاب الجحيم، وسقف الحجرة الاولى للمقبرة منقوش بالنجوم وبعض الأبراج السماوية الهامة لقدماء المصريين، وفي الحجرة الثانية يوجد تابوت الملك "ست ناختي" ومشاهد من كتاب الأبواب وسقف الحجرة مزين بنقوش فلكية.
أما المقبرة الرابعة فهى مقبرة الملك رمسيس الثالث، فهى تعتبر معجزة فنية مذهلة تم بناؤها بعمق 180 متراً فى قلب جبل القرنة، والتى تتواجد داخلها مزيج خاص من الهندسة الرائعة مع النقوش الفخمة العظيمة لتروي قصة حضارة عظيمة وتأسر الزائرين من حول العالم بجمالها التاريخي الفريد، حيث تحمل المقبرة رقم 11 بوادي الملوك وتعرف عالميا باسم KV11، وذلك حسبما يقول على رضا مدير منطقة وادى الملوك بالأقصر، ومن أروع المشاهد داخل المقبرة هو السقف الخاص بالمقبرة، فإنه لدى دخولها يوجد السقف المغطى بالكتابات الهيروغليفية الملونة المأخوذة من كتاب الموتى السقف، والمغطى بالنجوم والتعاويذ الموضوعة على خلفية صفراء زاهية تبهر الزوار من حول العالم، حيث تم إكتشاف المقبرة فى عام 1767 والذى اكتشفها جيمس بروس.
أما المقبرة الخامسة فهى مقبرة رمسيس الرابع بوادي الملوك والتى تم اكتشافها على عالم الآثار إدوارد راسل أيرتون فى عام 1905م، ويبلغ طولها 88.66 م، حسبما يقول على رضا مدير منطقة وادى الملوك بالأقصر، حيث إن مقبرة رمسيس الرابع تحمل رقم 2 في منطقة وادى الملوك بالبر الغربى، وتتواجد أسفل الوادي الشرقي والتى تعتبر مقبرة ملكية مميزة للملك المصرى رمسيس الرابع ثالث ملوك الأسرة العشرون،
وتلك المقبرة مفتوحة منذ العصور القديمة وعثر بداخلها على العديد من النقوش بلغات مختلفة (كاليونانية والفينيقية والقبطية)، كما تحتوى المقبرة على مشاهد فى الجدران والأسقف لرحلة رب الشمس فى ساعات النهار والليل، بجانب الملك وهو يتعبد لمعبودات العالم الآخر، بجانب نص مدح "رع" والذى يضم حوالى 45 سطر، بجانب نصوص من كتاب الأموات ونصوص من كتاب الكهوف، وهى الكتاب التاريخية التى يتم تصويرها فى مقابر الملوك والملكات فى تلك الفترة، وسطور متنوعة من كتاب الموتى تتضمن الفصول 123–127 وتختص بما يقوله المتوفى يوم الحساب أمام أوزير ليبرئ نفسه من الخطايا والذنوب، كما تضم المقبرة نقوش ومناظر من كتاب البوابات يجسد الملك وهو راكع أمام رب الشمس فى العالم السفلى وهو يقدم له رمز العدالى وتوجد أرواح المذنبين الذين وضعهم المعبود أتوم فى الأغلال، وكل تلك المشاهد تبهج الزوار القادمين من حول العالم لزيارة المقبرة بصورة يومية.
إحدي غرف مقبرة الملك رمسيس الرابع
إحدي غرف مقبرة الملك نفرتارى بوادى الملوك والملكات
أروقة دخول مقبرة الملكة تاوسرت
الألوان المميزة داخل مقبرة رمسيس الرابع
اللوحات المرسومة داخل مقبرة رمسيس الثالث
ألوان منذ آلاف السنين فى مقبرة الملكة تاوسرت
تصميم بديع داخل مقبرة الملكة نفرتاى
جانب من الرسومات والألوان المميزة فى مقبرة رمسيس الرابع
جانب من اللوحات بمقبرة الملكة نفرتارى غرب الأقصر
جانب من النقوش فى مقبرة توت عنخ امون
جانب من زيارات السياح بمقبرة الملكة تاوسرت
سحر خاص من النقوش والألوان من آلاف السنين بمقبرة رمسيس الرابع
لافتة مدخل مقبرة الملكة نفرتاى بالبر الغربى
لافتة مقبرة رمسيس الثالث رقم 11 بوادى الملوك
لوحات متنوعة داخل مقبرة رمسيس الثالث بالبر الغربى
مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 بوادى الملوك
مومياء الملك توت عنخ امون داخل مقبرته بالبر الغربى
نقوش ولوحات مميزة فى مقبرة رمسيس الثالث بالبر الغربى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة