يُعتبر التطريز السيناوي من أقدم الحرف التراثية التي ميزت النساء في سيناء عبر التاريخ، هذه الحرفة التي تعتمد على الخيط والإبرة لتشكيل لوحات فنية على الأقمشة، كانت جزءاً لا يتجزأ من حياة كل امرأة بدوية في سيناء.
فقد كان التطريز يمثل وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والجمالية للمرأة السيناوية، حيث كانت السيدات يقمن بتطريز أثوابهن بالكامل أو أجزاء منها، بالإضافة إلى تطريز أطراف "القنعة"، وهي غطاء الرأس التقليدي الذي يُستخدم في الحياة اليومية.
ومع مرور الزمن، شهد التطريز السيناوي تطوراً كبيراً، واليوم، لم يعد يقتصر على الملابس التقليدية مثل الأثواب والقنعة، بل أصبح فناً متجدداً يتم دمجه في العديد من المنتجات العصرية مثل العبايات، والإكسسوارات، وحقائب اليد، وحتى المنتجات اليدوية الأخرى، هذا التطور جاء بفضل جهود النساء السيناويات اللواتي رأين في التطريز فرصة لتحويل هذه الحرفة التراثية إلى مصدر دخل ثابت، يمكن من خلاله تلبية احتياجات السوق الحديثة.
تقول فؤادة سماحة، وهي خبيرة في مجال التطريز السيناوي، إن هذا الفن التراثي شهد انتعاشاً كبيراً في السنوات الأخيرة. وأوضحت: "التطريز عاد ليكون مهنة مطلوبة، لكن بشكل جديد يتماشى مع متطلبات العصر،فالكثير من الفتيات والسيدات يعملن اليوم على تطريز قطع القماش وتحويلها إلى مشغولات يدوية عصرية، سواء كانت عبايات أو شالات أو حتى منتجات صغيرة مثل حقائب الهواتف والميداليات".
وتضيف سماحة أن الجمعيات المحلية في سيناء تلعب دوراً كبيراً في دعم هذه الحرفة. فهذه الجمعيات لا تكتفي بتوفير المواد الخام للسيدات فقط، بل تقوم أيضاً بتسويق المنتجات المطرزة في الأسواق المحلية.
وتوضح أن الكثير من السيدات في سيناء يعتمدن على التطريز كمصدر دخل رئيسي، خاصة أن هذه الحرفة تتطلب مهارة وصبراً، وهي صفات تتوفر في نساء سيناء اللواتي تعلمن هذه الحرفة من أمهاتهن وجداتهن.
وأشارت سماحة إلى أن التطريز لم يعد مجرد حرفة يدوية فحسب، بل أصبح فناً يمتد تأثيره إلى مجالات عدة، فإلى جانب الملابس والإكسسوارات، يتم إدخال فنون التطريز في صناعة المنتجات اليدوية الأخرى مثل الأثاث المنزلي، حيث يتم تطعيم الوسائد والأغطية بتصاميم مطرزة تحمل الطابع السيناوي التراثي.
وأوضحت أن أحد أبرز عوامل نجاح حرفة التطريز هو الإقبال الكبير من قبل السياح على شراء هذه المنتجات المطرزة، فالسياح الذين يزورون سيناء يبحثون عن منتجات تعكس الهوية الثقافية للمنطقة، والتطريز السيناوي يعبر بوضوح عن هذا التراث العريق.
وتضيف: "كل قطعة مطرزة تُعد بمثابة لوحة فنية فريدة من نوعها، لأنها تُصنع يدوياً وبإتقان شديد، مما يجعلها جذابة ليس فقط للسياح بل وأيضاً للزبائن المحليين".
وتابعت سماحة حديثها عن أهمية نقل هذه الحرفة إلى الأجيال الجديدة، حيث قالت: "النساء اللواتي يتقن فنون التطريز يحافظن على أسرار المهنة، ويقمن بتعليمها للفتيات الصغيرات لضمان استمراريتها، وبهذا يتم الحفاظ على التراث السيناوي الغني، ويُمنح الشباب فرصة اكتساب مهارات جديدة قد تساعدهم في بناء مستقبلهم".
واختتمت سماحة حديثها بالإشارة إلى الدور الذي تلعبه المعارض في تسويق المنتجات المطرزة، حيث تُقام العديد من المعارض المحلية والوطنية التي تعرض هذه المشغولات أمام الجمهور.
كما يتم تسويقها في الفنادق والمناطق السياحية، مما يساهم في زيادة الطلب عليها ودعم النساء العاملات في هذا المجال.
الشال المطرز
دقة الرسم والحياكة
قطع مطرزة
منتجات مطرزة منوعه
منتجات منوعه
نماذج الاثواب السيناوية