في العصور القديمة اتخذت بعض الحضارات القديمة عبادات مختلفة قبل الأديان التوحيدية، وكان من ضمن تلك العبادات، عبادة الكواكب التى اشتهرت فى عدة حضارات قديمة، وهى عبادة تقوم على تقديس الأجرام السماوية مثل الكواكب، أو غيرها من الأجرام الفلكية تبجيل الآلهة.
ويشير القرآن الكريم في موضع آخر إلى عبادة الجاهليين للأجرام السماوية، ولا سيما الشمس والقمر {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، وهذه الأجرام السماوية الثلاثة هي الأجرام البارزة الظاهرة التي بهرت نظر الإنسان، ولا سيما الشمس والقمر.. ومن الحضارات القديمة التي عرفت عبادة الكواكب..
الحضارة الآشورية
وبحسب كتاب "الأسطورة والتراث" للدكتور سيد القمنى، فى مدينة الوركاء السومرية نشأت عبادة كوكب الزهرة ونمت، إذ أطلق عليها اللسان السومرى "إينانا" الذى يعنى "سيدة السماء"، ففى اللسان السومرى "إن" تعنى سيدة، و"آن" تعنى السماء، وبدخول الساميين إلى الرافديين وتأسيس الدولة الأكادية تحول اسمها من "إينانا" إلى "عشتار".
مع بدء "الآشوريين" على صفحة التاريخ، وتكون الدولة الإمبراطورية الآشورية، لم تَعُد الزهرة ربة اللذة والحب الشهوانى فقط، وإنما أصبحت أيضًا ربة حرب هلوك، إذا ما أخذنا بالحسبان طبيعة الشعب الآشورى الدموى وهو شعب محارب بفطرته، لم يشهد العالم القديم مثيلًا له فى البشاعة والقسوة.
وقد وجد الآشوريون لطبعهم واعتقادهم الجديد سندًا فى طبيعة الزهرة نفسها، فهى تظهر فى اليوم مرتين، صباحًا مع الشروق ومساءً مع الغروب، ومن هنا "اعتبروها إلهة الحب واللذة حين تكون إلهة المساء، ولكنها إلهة الحرب والقتل حين تكون إلهة الصباح"، حتى لقبوها بلقب "سيدة الحرب" فأصبحت مع بداية العهد الآشورى سيدة الحرب إلى جوار كونها سيدة السماء وربة اللذة.
الحضارة الرومانية
كان كوكب زحل يعرف فى "الحضارة الرومانية" بـ"ساتورن" نسبة إلى إله الحصاد والزراعة والخير، فقد كانت الحضارات القديمة تنظر دائماً لكوكب "زحل" على أنه كبير الألهة، بل هو أيضا من الغريب أن زحل يعطى صلاحيات للإله اليونانى كرونوس، وربما كان أسماء انسجاما عاديا كرونوس وكرونوس، أو ربما الرومان اشاد عمدا سيده. فى نهاية المطاف، وجاء الشعب الرومانى إلى الاعتقاد بأن الإله زحل أدى بلادهم إلى العصر الذهبي. لذلك، كل سنة فى نهاية ديسمبر، ونظموا مهرجانات كبيرة – ساتورن، خلال هذه الفترة، وقدم الرومان كل الهدايا الأخرى، وتمنى السعادة والرخاء.
الحضارة الإغريقية
كوكب المشترى، المعروف أيضا باسم جوف، هو إله السماء والرعد، وكذلك ملك الآلهة فى الأساطير الرومانية القديمة، وجوبيتر هو الإله العلوى من آلهة الرومان، اعتبر المشترى المعبود الرئيسى لدين الدولة الرومانية فى العصور الجمهورية والإمبراطورية حتى أصبحت المسيحية الدين السائد.
العرب قبل الإسلام
وبحسب كتاب "الشعراء الحنفاء" تأليف أحمد جمال العمرى، فإن صنفا من العرب عبدوا الكواكب والنجوم، ويرى بعض العلماء خاصة المستشرقين، أن عبادة العرب القديمة هى عبادة الكواكب، وقد أرجع بعضهم آلهة العرب الجنوبيين إلى ثالوت الشمس والقمر والزهرة، وذكر العلماء أن العرب منذ أقدم العصور كانوا يرفعون الصروح لرصد الكواكب، واستطلاع الطريق، وهى الصروح التى يسمونها زجرات، أو أماكن عالية.
وقد عمت عبادة القمر بلاد الساميين أو العرب الأوائل، من وادى النهرين إلى سيناء ويسمونه "سين" ومنها أخذ اسم "سيناء" ولعله فى الأصل من مادة السنى والسناء، وكان له اسم علم فى وادى النهرين هو "نانار" وهو الذى يتوجهون إليه بالعبادة، وكان له مركز فى مدينة "أور" بلد الخليل إبراهيم ومعه فى شمال العراق، ومعه هناك إله آخر يسمونه مردوخ أو المريخ.
وبحسب عدد من المراجع، فإن العرب في الحجاز وجزيرة العرب، أيام الوثنية قدسوا المريخ ونجم سهيل وكوكب الشعرى وعطارد والأسد وزحل، لكن تبقى من وثنياتهم الشهيرة الصنم الأنثى "مناة"، وهي التي كانت الأهم عند العرب، قبل الإسلام، في مكة والبادية وثمود.. وغيرها، وورد ذكرها في القرآن الكريم مع "العزى" التي هي أم مناة وأختها "اللات"، وكانت مناة لها مكانتها لدى الأوس والخزرج وخزاعة إلى درجة تهليلها وتعظيمها وتقديسها أثناء طقوس عبادتها في الوثنية، بل وكانوا يحلفون بها ويقفون عندها.