تكثف حملة كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ، جهودها لتأمين الدعم لها، ليس فقط بين الناخبين الديمقراطيين أو المستقلين، ولكنهم يوسعون محاولاتهم ويتوددسرا للحصول على تأييد بعض الأسماء الكبيرة فى الحزب الجمهورى من الرافضين لدونالد ترامب، أملا فى التأثير على ناخبى الحزب وكسب تأييدهم.
وفى تقرير لصحيفة واشنطن بوست، تحدثت عن الجهود التى بذلها الديمقراطيون للحصول على دعم ليز تشينى، النائبة الجمهورية السابقة بالكونجرس، لمرشحهم فى الرئاسة، جو بايدن فى البداية ثم كامالا هاريس. وقالت إنه مع تحذير تشينى مرارا وتكرارا من مخاطر عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تواصلت معها سرا جين أومالى ديلون، رئيسة حملة بايدن.
وفى سلسلة من المحادثات الهاتفية، نقلت أومالى ديلون لتشينى، المحافظة المتشددة، كيف أن حملة بايدن (عندما كان لا يزال مرشحا رئاسيا قبل انسحابه) تقدر موقفها، وحاولت معرفة ما إذا كانت منفتحة على دعم المرشح الديمقراطى علنا. ومع صعود هاريس كمرشحة رئاسية، شعر قاد الحملة أن التأييد فى متناول اليد، لذلك اتصلت هاريس بنفسها بتشينى.
وأثمرت هذه الجهود، التى استمرت أشهر، عن إعلان تشينى تأييدها لهاريس، وقالت أمام جمهور فى جامعة دوك إنها ورغم كونها محافظة تدعم نائبة الرئيس بسبب الخطر الذى يمثله ترامب. وأرادت تشينى أن تجعل التأييد بشروطها الخاصة، وبعد فترة وجيزة أصدرت أومالى ديلون بيانا نيابة عن الحملة تشكرها فيه.
وكان هناك مكافأة لفريق هاريس، فبعد يومين، أعلنت تشينى أن والدها، نائب الرئيس السابق سيصوت لصالح المرشحة الديمقراطية.
وتقول وشنطن بوست إنه منذ أن فاز ترامب بالترشيح الجمهورى لأول مرة منذ عام 2016، انتقده العشرات من الجمهوريين الذين أمضوا حياتهم فى الحزب، واختار كثيرون التصويت للديمقراطيين، بينما ترك آخرون الحزب تماما.
ومع ترشح ترامب للرئاسة للمرة الثالثة، كثفت حملة هاريس جهودها للتواصل مع الجمهوريين سواء الأعضاء العاديين بالحزب إلى الشخصيات المرموقة فى محاولة للفوز بأصواتهم تعزيز رسالتها بأن ترامب يمثل خطرا فريدا على الديمقراطية فى الولايات المتحدة.
وفى الوقت الذى تشير فى استطلاعات الرأى إلى تقارب شديد فى السباق بين هاريس وترامب، فإن حملة المرشحة الديمقراطية تأمل أن يساعدها الحصول على تأييد الجمهوريين السابقين فى الفوز بأصوات الناخبين المستقلين والذين يميلون للجمهوريين ممن يعارضون ترامب بشدة لكن يصارعون فكرة التصويت لديمقراطى بشكل عام أو هاريس بشكل خاص.
وغالبا ما يطمح المرشحون إلى الحصول على تأييد الحزب المعارض، بحسب ما تقول صحيفة واشنطن بوست، حيث يسمح لهم ذلك بتوسيع جاذبيتهم لجمهور أوسع. ولكن فى عصر ترامب، يعارض العديد من الجمهوريين البارزين مرشحهم. وتأمل حملة هاريس أن تجعل موافقتهم جعل خرق الصفوف أسهل للجمهوريين العاديين.
ترامب يتحدى
ومع ذلك، ونظرا لهيمنة ترامب على الحزب الجمهورى، فليس من الواضح ما إذا كان هناك عدد كاف من الجمهوريين المترددين بما يؤثر على السباق. ورفض ترامب من جانبه فكرة أن الناخبين الجمهوريين سيدعمون منافسته، وأخبر المانحين أنه ليس قلقا من هذا الأمر.
وعلقت كارولين ليفات، المتحدثة باسم حملة ترامب، على هذا الأمر، وقال فى بيان إنه "لا أحد يهتم بما بيقوله هؤلاء الساخطون والمختلون عقليا، فالرئيس ترامب يحظى بدعم سابق من غالبية الجمهوريين، كما أن شعبيته فى استطلاعات الرأى أفضل مما كانت عليه فى عامى 2016 و2020، وذلك لأن الامريكيين العقلانيين ..يدركون أن أمريكا كانت أفضل حالا تحت قيادته".
لكن مساعدى هاريس يعتقدون أن الأمر يستحق بذل مجهود مدروس لمغازل الجمهوريين فى سباق قد تحسمة عدة آلاف من الاصوات فى الولايات الرئيسية.
وعملت مديرة حملة هاريس على تطوير علاقاتها مع الجمهوريين مثل عضو الكونجرس السابق آم كينزينجر، وهو معارض صريح لترامب أعلن دعمه لهاريس. ووظفت حملة المرشحة الديمقراطية أوستن ويذرفورد، رئيس موظفى كينزينجر السابق، لتولى مسئولية التواصل مع المحافظين.
وقال ويذرفورد فى بيان إن حملة هاريس وضعت الجمهوريين فى صدارة وقلب جهود التواصل مع الحزب الجمهورى حتى يوضحوا بكلماتهم أسباب جعل مصلحة البلاد فى الصدارة ودعم نائبة الرئيس.
وأضاف أن هذه الأصوات من الجهوريين ضرورية لإنشاء هيكل يسمح للناخبين الذين يميلون للمحافظين للتصويت لديمقراطى فى الرئاسة.
وبدأت ثمار جهود حملة هاريس تتجاوز ما حدث مع ليز تشينى. فقد أيد سيناتور أريزونا السابق جيف فليك، الجمهورى، هاريس. كما أعلن ألبرتو جونزاليس، الذى شغل منصب المدعى العام فى إدارة جورج بوش الأب أنه سيصوت للمرشحة الديمقراطية.
وبدأت حملة هاريس فى التواصل مع حاكم نيوجيرسى السابق الجمهورى كريس كريستى، الذى نافس ترامب فى الانتخابات التمهيدية 2024، وإن كان ليس متوقعا أن يؤيد هاريس، بحسب ما أفادت مصادر لواشنطن بوست. وكذلك فإن السيناتور الجمهورى البارز ميت رومنى هدف أساسى لحملة هاريس، لكنه لم يشارك فى حملتها ورفض ضغوطا خفية من المسئولين الجمهوريين الذين يعملون مع فريق هاريس، والذين يريدونه منه دعمها رسميا.