يستعد المرشحان لمنصب نائب الرئيس فى انتخابات أمريكا 2024، للمناظرة المقررة بينهما فى الأول من أكتوبر، والتى تنعقد فى مدينة نيويورك، وسيتم بثها عبر قنوات CBS، والتى تعد الحدث البارز الأخير فى سباق الانتخابات قبل إجراء التصويت المباشر فى الخامس من نوفمبر المقبل.
ومن شأن نتيجة هذه المناظرة أن تؤثر بشكل كبير على موقف المرشحين الرئاسيين، دونالد ترامب وكاملا هاريس، فى تعزيز موقف أى منهما حال استطاع شريكه فى التذكرة الرئاسية أن يحقق مكاسب.
وفى استطلاع رأى أجرته وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قبل المناظرة، تبين أن المرشح الجمهورى لمنصب نائب الرئيس جيه دى فانس، سيناتور ولاية أوهايو، أقل شعبية بين الناخبين من منافسه الديمقراطى حاكم مينيسوتا تيم والز.
ودخل كل من فانس ووالز دائرة الضوء الصيف الماضى باعتبارهما شخصين لا يحظيان بشهرة كبيرة على الصعيد السياسى فى الولايات المتحدة. ومع استعدادهما للمناظرة التى تجرى بينهما فى إطار سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، فإن الاستطلاع أظهر أن الديمقراطيين أكثر إيجابية بشأن والز والمرشحة الرئاسية كامالا هاريس مقارنة بموقف الجمهوريين من فانس والمرشح الرئاسى دونالد ترامب.
وقالت أسوشيتدبرس أن نتائج الاستطلاع الجديد تعزز التحدى الذى يواجه الجمهوريون فى هذه الانتخابات، مع بدء عمليات التصويت المبكر بالفعل فى المزيد من الولايات.
وأظهر الاستطلاع أن المشاعر السلبية إزاء فانس تعتبر أكثر انتشارات بشكل كبير من المواقف الإبجابية. وأشار نحو نصف الناخبين المسجلين إلى أن لديهم نظرة سلبية جدا أو إلى حد ما إزاء فانس، ارتفاعا من نسبة 40% فى أواخر يوليو. فى حين قال نحو الربع أن لديهم نظرة إيجابية أو إيجابية للغاية لفانس، وهناك نسبة مقاربة لا تعرف ما تقول.
فى المقابل، فإن والز يحظى بالإعجاب بشكل أفضل. حيث أشار 3 من بين كل 10 ناخبين إلى أن لديهم نظرة سلبية لوالز، مقابل 4 من بين كل 10 قالوا أن لديهم نظرة إيجابية، ونحو الثلث قالوا إنهم لا يعرفون ما يقولون.
وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن هذا الفارق فى الشعبية يمتد إلى مؤيدى كلا المرشحين. فأوضح 70% من الناخبين الديمقراطيين أن لديهم رأى غيجابى بشان والز مقارنة 60% من الناخبين الجمهوريين قالوا أن لديهم نظرة إيجابية عن فانس.
وكان مؤرخ الانتخابات الرئاسية الامريكية دوجلاس برينكلى، قد وصف المناظرة المرتقبة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس بأنها الأكثر أهمية فى التاريخ الأمريكى. وأضاف فى مقابلة فى وقت سابق مع قناة MSNBC أن الجميع ربما ينظر ما تفعله هاريس فى بنسلفانيا وميتشيجان، حيت يوجد لديها فرصة للفوز، لكن اللحظة الأهم ستكون الأول من أكتوبر، موعد المناظرة بين والز وفانس، التى رأى أنها ربما تكون الفرصة الأخيرة أمام ترامب إذا ما استطاع فانس إحراز نقاط وتحقيق تفوق فى هذه المواجهة.
وتعرض فانس لانتقادات بسبب ترويجه لمزاعم لا أساس لها بشان قيام المهاجرين الهايتيين بخطف وأكل الحيوانات الأليفة فى إحدى مدن ولاية أوهايو، وهى المزاعم التى تفاقمت بعد أن نقلها ترامب فى مناظرته أمام هاريس هذا الشهر.
بينما واجه والز تدقيقا من قبل الجمهوريين بشأن الكيفية التى قدم بها خدمته العسكرية وأيضا بسبب سياسته التقدمية. وفيما يتعلق باستراتيجية والز فى مواجهة منافسه الجمهورى فى المناظرة، قالت شبكة "سى أن إن" أن حاكم مينيسوتا يعتزم تجنب فانس إلى حد كبير ومهاجمة ترامب مباشرة، لكنه سيحاصر منافسه بين محاولات استمالة الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم والمهمة الصعبة دائما المتعلقة بإرضاء الجمهور الأبرز فى أمريكا.
من ناحية أخرى، هاجم دونالد ترامب، منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، وشكك فى قدراتها العقلية، وزعم خطأً، بحسب صحيفة واشنطن بوست، أنها ولدت مختلة عقليا، وشبّه أفعالها بأفعال شخص معاق ذهنيا.
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات ترامب سببت انتقادات من المدافعين عن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة.
وفى معرض انتقاداته لموقف هاريس كنائبة للرئيس الأمريكى فيما يتعلق بأمن الحدود، قال ترامب أمام حشد فى ولاية ويسكونسن أمس السبت، أن كامالا تعانى التخلف العقلى، ولو أن جمهوريا فعل ما فعلته لكان قد تعرض للمساءلة والإقالة من منصبه مستحقا ذلك لارتكابه جرائم الخيانة العظمة وجنح.
وأشار ترامب لاحقا إلى أن هاريس قد ولدت هكذا، مما أدى إلى هتاف من الحشد. وتابع قائلا أن جو بايدن أصبح غير سليم عقليا، لكن كامالا ولدت هكذا، لقد ولدت هكذا. ولو كنتم تفكرون بالأمر، فإن وحده الشخص المعاق ذهنيا هو من يمكنه أن يسمح بحدوث هذا لبلدنا. ووصف ترامب هاريس بالشخص الغبى للغاية. ونطق اسمها بشكل خاطئ مرات عديدة، وهو الفعل الذى يراه بعض أنصار المرشحة الديمقراطية مهينا وعنصريا.
وقالت واشنطن بوست أن تصريحات ترامب، التى كانت جزءا مما اعترف الرئيس السابق نفسه بأنه خطاب مظلم، أثارت انتقادات على الفور.
وفى تصريح لواشنطن بوست، قالت ماريا تاون، رئيس رابطة الأشخاص ذوى الإعاقة أن تصريحات ترامب تقول المزيد عنه وعن انحيازاته غير الدقيقة والكريهة ضد الأشخاص ذوى الإعاقة أكثر من كونها تتعلق بنائبة الرئيس كامالا هاريس أو أى شخص ذي إعاقة.
وتابعت قائلة أن ترامب يحمل اعتقادا زائفا أنه لو كان شخص لديه إعاقة، فإنه أقل إنسانية وأقل استحقاق للكرامة. وهذه التصورات غير صحيحة ومؤذية للأشخاص ذوى الإعاقة.