حذرت الأمم المتحدة، اليوم /الأربعاء/، أن الأطفال فى قطاع غزة يعانون من الصدمات النفسية والأمراض الشديدة بسبب القتال المستمر، برغم نجاح حملة التطعيم الجماعية ضد شلل الأطفال فى القطاع حتى الآن.
وجاء على الموقع الرسمى للأمم المتحدة أنه خلال الحرب الإسرائيلية فى القطاع، المستمرة منذ 11 شهرا، تم تهجير أكثر من 90% من السكان بسبب القتال، مما تركهم عرضة للجوع وسوء التغذية والأمراض.
وقالت لويز ووتريدج، من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): "حتى الآن، تمكنّا من تطعيم 187 ألف طفل، وكنا نتنقل من خيمة إلى خيمة ومن ملجأ إلى ملجأ".
وأوضحت المتحدثة باسم الأونروا: "الواقع هو أن هذه التطعيمات تحدث فى وسط منطقة حرب، بينما تنتشر العديد من الأمراض الأخرى مثل التهاب الكبدى الوبائى (أ)، ومعظم الأطفال الذين رأيتهم يعانون من الأمراض الجلدية والطفح الجلدي، لذا بينما نقوم بكل ما فى وسعنا لتطعيمهم ضد مرض واحد، فإن الظروف اللاإنسانية التى تسبب وتنتشر هذه الأمراض لا تزال قائمة".
ووصفت المتحدثة باسم الأونروا المشهد فى أحد مراكز الصحة، حيث غمرت المجارى الشوارع المحيطة، مما أجبر الأطفال على التحرك بما يجنبهم هذه المخاطر الصحية لتلقى لقاحات شلل الأطفال.
وأصرت ووتريدج: "الناس يحتاجون إلى كل شيء، وليس فقط لقاحات شلل الأطفال، فإن الإمدادات الطبية ومنتجات النظافة والمياه النظيفة أساسية لوقف انتشار الأمراض. ما يحتاجه الناس الآن هو وقف إطلاق النار".
ويعتبر اليوم هو اليوم الأخير للتطعيمات فى منطقة الوسط فى قطاع غزة، التى يقول العاملون فى المجال الإنسانى إنها حققت نجاحا باهرا.
وإلى جانب مشاركة الأونروا، فإن عملية التطعيم تأتى بجهد مشترك من الأمم المتحدة مع منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والوكالات غير الحكومية الشريكة والمتطوعين.
وذكر موقع الأمم المتحدة أنه رغم الخطر المستمر من الضربات، جلبت العائلات أطفالها إلى المراكز الصحية والمدارس للحصول على أول لقاح من اثنين، وهو إرث من دعم القطاع القوى للتطعيمات قبل الحرب.
وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الحركة بسهولة، ذهبت فرق الإغاثة للعثور على العائلات والأطفال المعرضين للخطر لضمان تلقى جميع الأطفال دون سن العشر سنوات لقاحهم.
وقالت ووتريدج: "كان من الإيجابى جدا رؤية الأطفال يخرجون، ويعرضون لنا إصبعهم الصغير بعلامة ملونة ليفتخروا بأنهم تلقوا هذا اللقاح".
وأوضح موقع الأمم المتحدة أنه بعد العمل على مدار أربعة أيام متتالية فى حملة التطعيم فى منطقة الوسط، سينتقل حوالى 2200 من العاملين فى مجال الصحة إلى جنوب غزة لاستئناف عملهم صباح الخميس.
وبمجرد الانتهاء من ذلك، ستتحول الجهود إلى الشمال، قبل أن تبدأ العملية بأكملها مرة أخرى بعد أربعة أسابيع، لإعطاء اللقاح الثانى لتعزيز مستويات الحماية.
وبحسب الموقع الرسمى للأمم المتحدة، تتمكن فرق اللقاحات من أداء عملها بمستوى معين من الأمان، بفضل فترات الهدنة الإنسانية المتفق عليها مع الجيش الإسرائيلى والمقاتلين من حماس من الساعة 8 صباحا حتى 2 بعد الظهر - على الرغم من أن العنف لم يتوقف بأى شكل من الأشكال.
وأفادت مسؤولة الأونروا بأن "الهدنة مرحب بها، لكن القصف والضربات لم تتوقف... فرقنا ذهبت للتطعيم، محاطة بصوت الضربات".
وتابعت "على الرغم من أننى لا أستطيع تحديد مواقع الضربات من حولى فى منطقة الوسط، فإن سماعها مزعج للأطفال والعائلات فضلا عن العاملين فى مجال الرعاية الصحية الذين يوزعون لقاحات شلل الأطفال".