وصف إعلاميون واقتصاديون زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تركيا اليوم /الأربعاء/ تلبية لدعوة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأنها تأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين الكبيرين وإيذانا بإعطاء زخم اقتصادى وتجارى لاسيما بعد عودة العلاقات الدبلوماسية والسياسية إلى مسارها الصحيح والدفع نحو وقف إطلاق النار فى غزة وانهاء الحرب وتعرض المدنيين فى غزة للاعتداء المتعمد من قبل الإحتلال الإسرائيلي.
وقال الإعلامى ورئيس تحرير صحيفة الخليج الكويتية أحمد بهبهانى - فى تصريح لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط فى الكويت - إن تركيا احتلت المركز الأول فى قائمة أكبر الدول المستوردة من مصر خلال عام 2022 أى أنها أصبحت وجهة رئيسة للصادرات المصرية فيما جاءت فى المركز الثامن كأكبر الدول المصدرة لمصر مما يدل على زيادة زخم العلاقات الاقتصادية بين البلدين كما ارتفع حجم التجارة الثنائية بين مصر وتركيا إلى 6.9 مليار دولار مقارنة ب 5.7 مليار دولار خلال عام 2021 بعدما بلغت الصادرات المصرية إلى تركيا خلال العام الماضى نحو 3.78 مليار دولار فيما سجلت الواردات المصرية حوالى 3.18 مليار دولار.
وأشار إلى تطلع البلدين إلى رفع حجم التبادلات التجارية إلى ما يتراوح بين 15 مليار دولار و20 مليارا خلال السنوات القليلة المقبلة وهناك توقعات بأن ميناءى العريش ومرسين التركى سيشكلان حجر الزاوية فى حركة البضائع كما يتوقع أن تتم إعادة بعض الاتفاقيات لتنشيطها ومنها الاتفاقية التى تسمح لتركيا بالمرور بشاحناتها عبر مصر إلى دول أخرى بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية الكلية فيمكن توثيق أواصر التعاون فى مجال الطاقة بين الدولتين كون تركيا تتصدر قائمة مستوردى الغاز الطبيعى من مصر بقيمة تبلغ 917.2 مليون دولار فى الربع الأول من عام 2022.
ومن جانبه.. قال الخبير الاقتصادى الكويتى الدكتور محمد العنزى إنه من المتوقع أن تسهم عودة العلاقات بين البلدين بصورة كبيرة فى تعزيز العلاقات الاقتصادية لتتوافق مع رغبة سياسية جادة فى زيادة حجم التبادل التجارى ، إذ يعول البلدان على أهمية الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى الذى أعيدت هيكلته وفقا لإعلان مشترك جرى توقيعه خلال زيارة الرئيس التركى إلى القاهرة 14 فبراير الماضى كما يتوقع أن يشهد الاجتماع مراسم توقيع عدد من الوثائق التى تهدف إلى تعزيز أسس العلاقات بين البلدين.
وأضاف أنه على الرغم من تنامى الخلافات السياسية بين تركيا ومصر على مدار العقد الماضى فإن تلك الخلافات لم تلق بظلالها على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بل ظلت مستمرة وتستمد قوتها من قدمها ومن استثمارات مهمة تؤطرها اتفاقية تجارة حرة تعود لقرابة العقدين.
ومن جانبه.. قال الخبير القانونى والاقتصادى بالكويت المستشار مخلص بكار إن الزيارة الرسمية التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تركيا اليوم تعد تأسيسا لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك وتعزيز العلاقات بين البلدين كما أنها تمثل "محطة جديدة" فى مسار تعزيز العلاقات الثنائية والبناء على زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر فى فبراير الماضي.
كما تأتى أهمية الزيارة تلبية لدعوة الرئيس التركى فى تعزيز العمل على الصعيدين الثنائى والإقليمى الذى يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين الجانبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة