البحر الأحمر بسواحله من أهم المناطق البحرية على مستوى العالم ، وله أهمية قصوى سواء على مستوى التنوع البيولوجي الموجود فيه والمحميات الطبيعة أو على مستوى الاستثمارات والمشروعات البيئية، لمحطات الطاقة وتحلية المياه وغيرها، مهمة حمايته من التلوث للحفاظ عليه كانت مهمة الهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (بيرسجا)، والتى تعد الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، رئيس الدورة الـ 20 للمجلس الوزارى للهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (بيرسجا)حاليا.
بالتوازى مع الأهمية البحرية هناك أهمية بيئية، حيث يزخر ساحل البحر الأحمر بالعديد من الشواطىء والمناظر الطبيعية الخلابة، وتتمتع أغلب هذة الشواطىء بالعديد من الأنشطة البحرية والسياحية، وخاصة المحميات الطبيعية الممتدة على الساحل منها جزر البحر الأحمر الشمالية، التى تعد من المحميات الهامة والمعروفة على مستوى العالم.
خلال هذا التقرير نرصد أهمية سواحل البحر الأحمر بيئا واقتصاديا، وأهمية إعلان منطقتى خليج عدن والبحر الأحمر كمنطقة بحرية خاصة، ولماذا ستكون سواحل البحر الأحمر آخر مكان فى العالم يتأثر بالتغيرات المناخية .
فى البداية أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ورئيس مجلس أمناء "بيرسجا "أن البحر الأحمر من أهم المناطق على مستوى العالم، والدراسات أثبتت أنه آخر مكان على وجه الأرض سوف يتأثر بتغير المناخ في العالم، وسيكون الملاذ الأخير للسياحة في العالم، مؤكدة إعلان منطقتى البحر الأحمر وخليج عدن مناطق بحرية خاصة، بموجب الملحقين الأول والخامس من اتفاقية "ماربول" ودخولها حيز النفاذ اعتبارا من يناير 2025 .
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك عدد من النتائج المترتبة على دخول الإعلان حيز التنفيذ، والتى من أهمها المساهمة فى تعزيز الأمن البحري وسلامة الملاحة بما يضمن تسهيل التجارة البحرية، من خلال توفير الخدمات والمرافق الكافية والملائمة، للتعامل بشكل سليم مع المخلفات سواء الزيتية اوالقمامة، التي تتولد من السفن والعنل على الحد منها بشكل كبير ، بدلاً من التخلص الخاطئ من هذه المخلفات.
وأشارت وزيرة البيئة أن طبيعة البحر الأحمر كبحر شبه مغلق، تجعله أكثر تأثراً بالتلوث في حال إلقاء المخلفات والزيوت من اى سفن ، مما يشكل تهديداً للتنوع الإحيائي الفريد الذي يتميز به ، وبالتبعية يؤثر على الاستثمارات التنموية الكبيرة المقامة في المناطق الساحلية، والتي لها أهمية كبيرة مثل محطات تحلية المياه والمشروعات السياحية .
محمية وادى جمال هى إحدى المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر وتضم أهم مواقع الغوص وأكثرها شهرة حول العالم، ومنها منطقة العرق والفانوس، والتي تقيم بها أسراب كبيرة من الدلافين، مما جعلها مقصدا هاما وموقعاً مميزاً للغطس عالمي، كما تشكل موقعا هاما لتكاثر العديد من الكائنات البحرية النادرة مثل السلاحف الخضراء كما تحتوى على مساحات شاسعة من الشعاب المرجانية، إضافة إلى محمية وادي الجمال ، التى يوجد فيها مجموعة متنوعة من المواقع ذات الأهمية السياحية الكبيرة، ومنها الشواطئ الرملية، والبيئة البحرية الزاخرة بالشعاب المرجانية الفريدة في جمالها كما تضم أشجار المانجروف التي يصل عمرها إلى 250 سنة بداخل البحر ، بالإضافة إلى تنوع البيئات الصحراوية والجبلية بالمحمية.
وزارة البيئة نفذت عدد من الإجراءات لتطوير محميات البحر الأحمر ودعم الإستثمار البيئى فى المحميات الطبيعية ، وأخرها مشروع ممارسة النشاط بمحمية وادي الجمال الذى ينفذه أحد المستثمرين الإيطاليين بالتعاون مع المجتمع المحلي بابوغصون بتكلفة تقدر بحوالي مليون 200 الف يورو .
فى السياق ذاته يصل أغلب سياح العالم لمدن الغردقة ومرسى علم ومدن محافظة البحر الأحمر المختلفة لممارسة النشاط البحرى فى المقام الأول، ويكون دائما الغوص والسنوركلنج هى أهم أفرع النشاط البحرى، حيث يصل الآلاف منهم لممارسة الغوص والسنوركلنج فقط، ويمارس السياح الغوص بشكل متكرر ويومى ويقضون عدة أيام على متن أحد مراكب السفارى البحرى المختلفة، لمشاهدة ما يتميز به قاع البحر الأحمر من طبيعة خلابة وكائنات بحرية فريدة من نوعها قد تكون هى السبب الأساسى والأصلى لجذب السياحى بالبحر الأحمر.
من بين الكائنات البحرية المختلفة وأشهرها السلاحف الخضراء التى تعتبر أهم الكائنات البحرية التى تشهر محبى الغوص بالأمان خلال الغوص، وكذلك أهم عنصر فى سلسلة الكائنات البحرية المختلفة بالبحر الأحمر، حيث تعد من الأنواع الرئيسية فى النظام البيئى البحرى.
ويضم البحر الأحمر عدة أنواع مختلفة من السلاحف أهمها السلاحف الخضراء وهى الأكثر انتشارا، وهى مهددة بالانقراض بشكل كبير، حيث وضعها الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة على قائمة الكائنات المهددة بالانقراض، والتى تعد من أقدم الزواحف التى تعيش على البحار والمحيطات.
فيما قال الدكتور أحمد غلاب، مدير عام محميات البحر الأحمر، أنه أصبحت قرية القلعان، التابعة لمدينة مرسى علم، والواقعة داخل نطاق محمية وادى الجمال، أول قرية نموذجية، لتحقيق المحافظة الاستدامة والتنمية السياحية دون تغير فى المعالم الطبيعية، من خلال إدارة محميات البحر الأحمر، إضافة إلى. أنها مصدر الطاقة للقرية بالكامل من محطة طاقة شمسية، وتسعى وزارة البيئة لتكون اول القرى الصديقة للبيئة لموقعها المتميز حيث يقع بالقرية غابات المانجروف التى تجذب السياح من شتى دول العالم.
وأضاف غلاب، أنه تم إنشاء محطة تحلية للمياه داخل قرية القلعان تعمل ايضا بالطاقة الشمسية، تنتج يومياً مالا يقل عن 10 كم مربع، و تضم القرية 14 منزلا خشبيا تشبه منازل قبائل العبابدة، التى تم انشائهم للأهالى من خلال محافظة البحر الأحمر بالتعاون جهات اخرى.
وأوضح غلاب، أن القرية بها منفذ لبيع المنتجات اليدوية والتراث البدوى والتى يتم عملها بمشغل ابو غصون، كما تضم مخيم بيئيى سياحى لبيع المشروبات وتقديم الوجبات، مؤكد أن لقرية القلعان دورًا كبيرًا فى التوازن البيئى، حيث إن اشجار المانجروف الموجود فيها يمتص المياه ويقوم بعملية فلترة الملح، و أن الطيور المهاجرة تنزل تضع بيضها ما بين تلك الاشجار .
مقومات محمية وادى جمال
وقال الدكتور على أبو سنة علي ان محمية وادي الجمال، أحد أهم المحميات لما تتمتع به من مقومات طبيعية فريدة من نوعها عالميا، مشيرا لخطة الوزارة فى دعم السياحة البيئية بها بالتعاون مع المستثمرين والقطاع الخاص، من أجل توفير تجربة سياحية بيئية فريدة ومتكاملة، حتى ترتقي الي المستوي العالمي في أسلوب الإدارة و التشغيل .
وأشار أبو سنه فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أعمال التطوير المحمية تشمل فى المرحلة الاولي ثلاث مكونات، منها تطوير مركز الزور و منطقة الخدمات بشاطئ حنكوراب، إضافة الي إقامة مخيم بيئي بمنطقة أم بيساو، وأن المشروع يعد نموذج متكامل للتنمية المستدامة، إذ انه قائم علي الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص و المجتمع المحلى ويحقق المصالح الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
المشروع يقدم خدمات لدعم السياحة البيئية و توفير تجربة سياحية فريدة للزوار ، ما يعود بالنفع علي السكان المحليين والمحمية والمحافظة ككل كما يوفر فرص عمل خضراء وغير تقليدية للشباب، مع التزام المنشات والرحلات السياحية، بالاشتراطات البيئية والتعليمات الخاصة بزيارة المحميات وممارسة الأنشطة البحرية، وأيضا أنشطة الغوص والسنوركلينج لحماية الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى دراسة سبل دعم الاستثمار بمشاركة جهاز استخدمات الأراضى فى اطار تشجيع الاستثمار البيئى لتوفير تجربة سياحية بيئية متكاملة.
مركز الخدمات والزوار بمحمية وادى مال يقدم عدد من الخدمات لدعم السياحة البيئية ، خاصة بعد اعادة التأهيل، وتأكيد وزيرة البيئة دوما على أهمية دور المجتمع المدني في المشاركة في العمل البيئي، وحماية الموارد الطبيعية كمحور أساسي للتنمية البيئية المستدامة لتحقيق رؤية واهداف مصر التنموية.
جدي بالذكر أن جرز البحر الأحمر تعد أحد أهم المناطق الواعدة في السياحة البيئية لما تتمتع به من مقومات طبيعية فريدة من نوعها عالميا تجعلها أيقونه حقيقية للسياحة البيئية في مصر، مشيرًا ان دعم السياحية البيئية و الاستثمار بالمحميات يعد أحد المحاور الرئيسية ببرنامج الوزارة خلال الفترة القادمة بالتعاون مع القطاع الخاص لجلب فرص استثمارية جديدة وغير تقليدية تساهم في الوصول إلى المستوي العالمي في إدارة وتشغيل المحميات الطبيعية كأحد الموارد القومية بمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة