يزور الرئيس عبد الفتاح السيسى تركيا للمرة الأولى، وهي زيارة تحمل في طياتها الكثير والكثير حيث يلتقى الرئيس التركى رجب طيب اردوغان لبحث العديد من الملفات وقد ارتبطت مصر تاريخيا بتركيا عبر العديد من المشتركات منها الدين فضلا عن التماس الثقافي والتقارب بين البلدين على المستوى الديموغرافى والتاريخى.
تاريخ العلاقات قديما
فى كتاب تاريخ ابن خلدون لشكيب أرسلان ورد أنه في زمن صلاح الدين يوسف بن أيوب كان يوجد أتراك في مصر ومنها دخلوا إلى أفريقيا، وبعد ذلك إلى الأندلس كما ذكر عبد الواحد المراكشي، ولكن لم يكن أثر يذكر للترك في الأندلس، وآل طولون هم من الترك وقيل: إنه كان في مجلس الخلفاء الفاطميين أناس من الترك، فبعد انصرافهم سئل عنهم فقال: "هؤلاء الذين سيكونون أمراءنا في الغد".
العصر الحديث
ويذكر الدكتور صادق إسماعيل في كتابه "التجربة التركية.. من أتاتورك إلى إردوغان" أن الأوضاع شهدت تحولا فى فترة الثمانينيات بواسطة اللجنة المصرية التركية فى فبراير 1988 وضع مقترحات لتحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين، وفى هذا السياق تطورت العلاقات وتوطدت فى فترة التسعينيات خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء التركى آنذاك نجم الدين أربكان لمصر فى أكتوبر 1996، وهى الزيارة التى سعى خلالها لتكوين مجموعة اقتصادية إسلامية تكون مصر أحد أعضائها، وهو ما أسفر عن تكوين مجموعة الثمانية النامية، وموافقة مصر على الانضمام إلى تلك المجموعة، حيث عقدت أول قمة لمجموعة الدول الثمانى الإسـلامية فى اسطنبول فى يونيو 1997.
ووفقا لكتاب محمد إسماعيل صادق فإنه فى عام 1998 عقدت اللجنة السياسية المصرية التركية أول اجتماع لها في أنقرة لبحث العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وقد تقاربت مصر وتركيا بشدة بعد جهود الوساطة التي قام بها مبارك لتقريب وجهات النظر بين تركيا وسوريا، حيث نجح في نزع فتيل الحرب التي كانت على وشك الوقوع بين الطرفين وتمت المصالحة بينهما، وقد توجت تلك العلاقات بزيارة مبارك إلى تركيا في فبراير 2004، ثم زيارة أخرى عام 2007، ساهمت جميعها في تعزيز العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة