علاقات تارخية، تجمع مصر وتركيا، تشهد عليها محطات متميزة، منذ فجر التاريخ الحديث والمعاصر، فمنذ القدم تربط البلدين روابط ذات أبعاد دينية وثقافية وتاريخية تتسم بالقوة والمتانة، علاقات ثنائية بين مصر وتركيا تتحدي الظروف الجيوسياسية وتتجاوز كافة العراقيل، وظلت متأصلة الجذور بحكم التاريخ والجغرافيا.
يشترك البلدان فى التاريخ والجغرافيا، أوما يعرف بالشراكة الأورومتوسطية كما تقترب الحدود التركية من دول ذات علاقة وثيقة بالدولة المصرية، مثل قبرص واليونان، وكذلك سوريا وهي حدوداً شكلت التاريخ بين البلدين في مواقف تاريخية عدة.
العلاقات التاريخية والثقافية بين مصر وتركيا شهدت تطورات على مر القرون بين الشد والتعاون والتبادل الثقافي، فخلال الفترة من (1517 - 1914) كانت هناك شراكة تاريخية، وشهدت مصر تولي الولاه حتى وصول محمد علي لحكم مصر عام 1805.
ومع الحرب العالمية الأولى وتحالف تركيا مع قوى المركز أو دول المحور ضد الحلفاء والتي تضم بريطانيا العظمي فيما انفصلت تركيا عن الولاية العثمانية حتى أصبحت جمهورية عام 1923، واستمر التعاون المصري التركي على المستوى الثقافي والتاريخي والدبلوماسي حتى ثورة يوليو.
واستمرت العلاقات المصرية التركية طوال السبعينيات والثمانينيات تعتمد على التعاون الاقتصادي بشكل يفوق التعاون السياسي، حتى الدور المصري في التسعينيات في تهدئة النزاع التركي السوري حول الحدود والمياه، لتصل إلى ذروتها في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
بدأ أول سفير تركي عمله في مصر منذ عام 1925 على مستوى قائم بالأعمال حتى عام 1984، وبدأت مصر وتركيا في تبادل السفراء حتى نوفمبر عام 2013. وبدأ الحديث عن عودة العلاقات في 2021 وصولاً إلى زيارة وزير الخارجية السابق سامح شكري إلى تركيا لإعلان التضامن المصرى وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لها إثر الزلازل المدمرة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف في فبراير 2023 وأعقبها في مارس زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة للاتفاق حول سبل عودة العلاقات وصولاً إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتعيين السفراء للبلدين في يوليو 2023.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا محطات لإعادة بناء الثقة، ومؤخرا شهدت تحركات مكثفة استهدفت فى مجملها وضع الأسس والمحددات التى تحكم إعادة بناء العلاقات المصرية التركية، فكانت النتيجة العملية لهذه الجهود إعلان البلدين فى 4 يوليو 2023 عن رفع مستوى علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفراء، مرورًا بمباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى 10 سبتمبر 2023 على هامش قمة مجموعة العشرين فى نيودلهى، ووصولًا إلى زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى القاهرة فى فبراير 2024.
وعقب ذلك حدثت إعلانات تمهيدية من تركيا لاستئناف العلاقات، بدأت بمبادرات تركية تجسدت فى رسائل الحرص على استعادة العلاقات مع مصر، وقد ظهرت أولى هذه البوادر فى مارس 2021 عندما أعلن وزير الخارجية التركى السابق مولود تشاويش أوغلو وجود اتصالات دبلوماسية مع مصر على مستويات وزارة الخارجية. ثم أعقبها خلال الشهر التالى مباشرة موافقة البرلمان التركى بالإجماع على اقتراح بإنشاء مجموعة صداقة برلمانية مع مصر.
ثم عُقدت ما يمكن تسميته "مباحثات استكشافية مصرية تركية" بين الجانبين لتناول وبحث القضايا العالقة والملامح الأساسية لمسار إعادة بناء العلاقات، وقد عقدت أولى هذه الجلسات فى مايو 2021، وبعد نحو أربعة أشهر فى سبتمبر 2021 عُقدت ثانى هذه الجلسات، وصولًا إلى عقد العديد من جلسات التباحث الاستكشافى بين الجانبين حتى اليوم، والتى ناقشت جملة من القضايا المهمة سواء ما يتعلق بالتطورات التى تشهدها المنطقة، أو ما يتعلق بالمصالح المتبادلة وسبل تعزيزها.
زيارة الرئيس السيسي لتركيا
زيارة الرئيس السيسي لتركيا
زيارة الرئيس السيسي لتركيا
استقبال حافل للرئيس السيسي فى تركيا
الرئيس التركى خلال استقبال الرئيس السيسي
زيارة الرئيس السيسي لتركيا