- نسب شفاء أمراض القلب لدى الطفل مريض السرطان تتخطى الـ98 % بفضل التخصص الجديد
- أكثر من 10 آلاف طفل سنويا يخضغون للعلاج به فى وحدة القلب.
- أكثر من 40 % من مرضى السرطان معرضون لمشكلات قلبية.. والأمل فى"الكارديو انكولوجى"
- تخصص أثبت جدارته ونسب نجاحه والشفاء عالية
الطفل مريض السرطان، ذلك الملاك البطل، قد يعانى خلال رحلة العلاج الطويلة من مضاعفات يحتاج تجاوزها تكاتف الأهل والأطباء، فالسرطان لا يمكن السيطرة عليه بسهولة، قد تتشعب أياديه لتصل إلى كل أجهزة الجسم، فلا يقف الأمر عند المنطقة التى استهدفها فى الجسم فقط، بل قد يطال تأثيره "القلب" أيضا بشكل خاص، والطفل مريض السرطان أكثر عرضة للمشكلات القلبية.
تخصص جديد "منقذ" يحمل أملا جديدا لمرضى السرطان
بهذه الكلمات، بدأت الدكتورة رشا عمار، أستاذ طب الأطفال جامعة القاهرة قصر العينى، ومدير مستشفى أبو الريش الجامعى سابقا، ورئيس وحدة الطوارئ مستشفى سرطان الأطفال 57357، حديثها الخاص لـ"اليوم السابع"، مؤكدة على أهمية تخصص مستحدث مسمى طبيا بـ"الكارديو أنكولوجى"، أو بالمعنى المبسط أمراض القلب التى تصيب الطفل مريض السرطان بشكل خاص، فوفقا لـ"د.رشا" يعد مريض السرطان عرضة لأمراض القلب المختلفة، مطمئنة الجميع أن هذا التخصص والتطور الهائل فى كل نواحيه، جعل مضاعفات مرض السرطان وتأثيرها على القلب فى طور "التحكم" وأصبحت فرص الشفاء عالية للغاية.
الخضوع لوقت طويل للعلاج الكيماوى والإشعاعى والهرمونى، وكذا انخفاض المناعة المحتمل واضطراب الضغط القلبى، هذا الارتفاع الناتج عن العلاجات المختلفة للسرطان، قد يحدث بسببه أن تتضخم عضلة القلب، لذا فهذا التخصص يعد فى حد ذاته فرعا كاملا وهاما، تم استحداثه وتطبيق طرق علاجه والتعامل مع حالاته، نتيجة ارتفاع نسب الإًصابة بالمشكلات القلبية المختلفة بين مرضى السرطان الخاضعين للعلاج، وبشكل خاص بين الأطفال مرضى السرطان، وهو تخصص يجمع بين أطباء القلب والأطفال والسرطان فى كفة واحدة لمواجهته.
وأوضحت "د.رشا" أن سرطان الكلى الوراثى الذى يصيب بعض الأطفال أو يولدون به بالفعل، أشهر مسببات اضطرابات ضغط القلب، فضلا عن سرطان المخ وأورامه حتى الحميدة منها، تتسبب فى تسارع ضربات القلب بشدة، وارتفاع ضغط القلب، حتى جراحات إزالة الأورام المختلفة تسبب نفس المشكلة لدى بعض الحالات، أورام الدم مثل اللوكيميا والليمفوما، تؤثر مباشرة على عضلة القلب من جرعات العلاج الخاص بهما، وغيرها الكثير.
متى تم الاهتمام بهذا المجال المستحدث؟
هذا التخصص "قلب طفل السرطان"، لم يكن أبدا محل عناية وتطبيق وممارسة منذ بدايته، ولكن فى السنوات الأخيرة – وفقا لـدكتورة "رشا"- زاد الاهتمام به بشكل كبير، وأصبح تطبيق طرق المتابعة والعلاج له على أرض الواقع كثيرة، فهو تخصص شديد الحساسية ويخص مرضى السرطان بعينهم دون غيرهم، نظرا لأن طبيب القلب فى الغالب ما يقوم بعلاج المشكلات القلبية بأنواعها، ولكن مريض السرطان يتم علاج قلبه بالتعاون بين طبيب القلب والأطباء المتخصصين فى أمراض القلب لمريض السرطان، وهو ما يزيد من أهميته وتفرده.
كيف كانت رحلة الوصول حتى ترأست وحدة طوارئ الأطفال وتخصصت فى هذا التخصص؟
كانت بداية الرحلة منذ عام 1996 حيث كانت أولى سنوات نيابتى فى مستشفى أبو الريش الجامعى حيث كنا نختلط بكل حالات الأطفال المرضية، فاكتسبت خبرة وتوعية كبيرة، وأيضا كنا نقدم الرعاية والدعم كدأب كل أسرة أبو الريش الجامعى لكل حالات الأطفال المرضى منذ الولادة، حتى حصلت على درجة الأستاذية عام 2012، ثم أصبحت مديرة "أبو الريش" عام 2016 ، وحتى 2019 ونحن دأبنا كان توعية الأهل وتدريب الأطباء على التعامل مع حالات الإصابات والأمراض المختلفة للأطفال، قدمنا حملات وورش وأفرزنا جيلا من الأطباء أصبحوا الآن فى مصاف أطباء الأطفال فى مصر، انضممت إلى فريق العمل بوحدة القلب بمستشفى 57357 عام 2019 تحت رئاسة الدكتورة زينب صلاح، أستاذ قلب الأطفال كلية طب القصر العينى، ثم أصبحت رئيس رئيس وحدة الطوارئ منذ عام ٢٠٢٠ و حتي ٢٠٢٣، وأعتبرها رحلة ما زالت فى بدايتها لا تنتهى إلا بالتوعية الكاملة وخلق جيل من الأطباء يكون رائدا فى هذا المجال والعلاج.
ما هى نسب نجاح علاج مرضى السرطان المصابين بالقلب؟
أكثر من 40 بالمائة من الأطفال مرضى السرطان عرضة للإصابة بمشكلة ما فى القلب، إما فى الصمام، أو فى ضغط القلب، أو فى ضربات القلب، وغيرها الكثير من المشكلات، وتزيد فرص الإصابة فى الطفل مريض السرطان الذى لديه تاريخ عائلى بأمراض القلب، أو المواليد بثقوب فى القلب، أو الأطفال مرضى الحمى الروماتيزمية، أو الأمراض الخلقية، أو الأطفال الذين ارتد لهم السرطان بعد الشفاء بفترة طويلة، ولكن أكثر من 98 بالمائة من الأطفال الذين يخضعون للعلاج والمتابعة السليمة المستمر لهم فرصة فى الشفاء.
وأقل من 2 بالمائة من الأطفال المرضى الذين خضعوا للمتابعة والعلاج، قد يصابون بفشل قلبى، وهم يعانون هنا من فشل تام بعضلة القلب، ومع ذلك يتم علاجهم بأدوية وطرق علاجية مستحدثة، أصبح التطور فى تلك التقنيات مبهرا ونتائجه جيدة للغاية، مما يحسن من حالتهم بشدة، فهناك أكثر من 10 ألاف طفل سنويا يخضعون للعلاج بوحدة القلب بمستشفى سرطان الأطفال نسب شفائها عالية للغاية، فقد زادت نسب الشفاء فى السنوات الأخيرة بدرجة ملحوظة للغاية، وعدم ارتداد المرض مرة أخرى.
ما هى رؤيتكم وجهودكم فى تخصص "قلب طفل السرطان" ؟
اصبحنا نقدم محاضرات وحملات توعوية وورشات عمل دورية لأطباء القلب الذين يقومون على علاج أطفال السرطان المرضى بمشكلات قلبية، بالتزامن مع أطباء الأورام المعالجين لحالة الطفل، فضلا عن أطباء أمراض الأطفال كذلك، مما جعل كل قرارات العلاج وتطبيقها أصبح بالتعاون بين التخصصات المختلفة، لتحديد طبيعة العلاج، وتقليل العلاجات بطريقة ىإحترافية وللوصول لأفضل نتيجة مع الطفل المريض.
ما هى سبل تمهيد أية مشكلات تواجه علاج حالات "قلب أطفال السرطان"؟
هناك بعض العراقيل التى تبدأ من اختلاط وصعوبة التشخيص والكشف المبكر عن الحالة، وهى مسئولية مشتركة بين الطبيب الذى يجب أن يكون على دراية بالأعراض التى تظهر على مريض السرطان، فضلا عن الأهل اللذين يجب أن يكونوا على درجة وعى ومسئولية للكشف عن المشكلة، وكذا الطفل إن كان كبيرا أو مراهقا، بالأخص من عمر الـ9 وحتى الـ20 ، فالتزامه بالعلاج خاصة إن كان مزمنا، سبب كبير فى ضمان شفائه.
ما يحتاجه هذا التخصص المستحدث كى يصل لأهدافه وحماية وعلاج أطفال السرطان من أمراض القلب؟
نحتاج بشكل عام إلى بروتوكلات علاجية موحدة وكاملة مثل البروتوكول العلاجى للجمعية الأوروبية لأمراض القلب الذى تعمد مستشفى 75375 لتطبيقه، كى يتم تعميمه على كافة أقسام القلب والأورام العلاجية فى المستشفيات الجامعية، كذا الاهتمام بالتطبيقات العملية لحالات تم شفاؤها بالفعل أو ما زالت خاضعة للعلاج، والمخاطر التى تعرضت لها، واستفادة الأطباء المعالجين من هذه الحالات، فهو تخصص متشعب ومرتبط بجميع التخصصات الطبية، ولابد وأن يكون الطبيب مسلح بكل القدرات النفسية والطبية والمعلوماتية عن هذا التخصص، للقدرة على علاج ومتابعة الأطفال المرضى، فقد تصل المتابعة للطفل حتى يتخطى عمر "العشرين" وأكثر، كذلك البدء فى إجراء أبحاث حول الحالات وعلاجها وتصديرها لكافة الأوساط الطبية للإستفادة، ولا يجب أن نغفل أهمية تدوين الحالات التى شفيت بالفعل، لإن هذا التدوين يعطينا ثقل داخلى، ورؤية مستقبلية علاجية للمرض.
اذكرى لنا حالة طفل مريض "فريدة" من نوعها خلال رحلة علاجكم لأطفال السرطان مرضى القلب كبارقة أمل لباقى الحالات
"محمد" طفل يبلغ 3 سنوات كان مريض بالسرطان ويعانى فى الوقت ذاته من مشكلة قلبية فى العضلة، نتيجة ضعف مناعته الشديد، فضلا عن اصابته بميكروب حاد فى الدم، كانت حالة شديدة التعقيد متشابكة الأطراف، بتكاتف التخصصات والأطاء المعالجين، وبتطبيق أساليب وطرق وعلاجات مستحدثة فى هذا المجال، شفى الطفل تماما وأصبح طبيعيا للغاية، وكان الأمر بمثابة "معجزة"، ويبلغ محمد من العمر الآن 5 سنوات، يزور المستشفى للمتابعة بين الحين والآخر وفى حالة جيدة للغاية.
ما هدفكم فى مجال أطفال السرطان المرضى بالقلب؟ وما هى رؤيتكم لمستقبله؟
هدفى أنا وزملائى وتلامذتى فى هذا التخصص الفريد، أن يصبح كل طبيب فى كل التخصصات قادر على تشخيص طفل السرطان المريض بالقلب، والكشف عن الإصًابة مبكرا، هذه الخطوة كفيلة بزيادة ومضاعفة أعداد الأطفال ونجاح خطة علاجهم، والعيش بصحة فى مرحلة شبابهم ونضجهم وتغيير حياتهم للأفضل، فلابد أن يكون الطبيب قادرا على التعامل نفسيا ومعنويا وعلاجيا مع الطفل مريض السرطان الذى يعانى من مشكلة قلبية.
هل هناك فعالية قادمة للتوعية بتخصص الطفل مريض السرطان والقلب؟
بالفعل هناك مؤتمر منتظر هذا الشهر هو الأكبر فى هذا المجال منذ نشأته، غرضه الأول "التوعية " بالمرض لكل الفئات المسئولة عن علاج "طفل مريض السرطان"، سواء أطباء الأورام أو الأطفال العام، وأطباء القلب، وعرض حالات تم شفاء قلبها من أطفال ومرضى السرطان بالفعل، فضلا عن نشر التوعية لمجتمع الأطباء والمرضى وأهالى المرضى بالفعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة