بالصوت والصورة.. "قهر وموت داخل زنازين الاحتلال".. عنف جسدى وجنسى وتعذيب وقتل للأطفال والسيدات الفلسطينيات فى سجون إسرائيل.. شهادات حية لأسيرات وأطفال محررين: تعرضنا للجوع والتهديد بالقتل والتفتيش عرايا

الخميس، 05 سبتمبر 2024 08:20 م
بالصوت والصورة.. "قهر وموت داخل زنازين الاحتلال".. عنف جسدى وجنسى وتعذيب وقتل للأطفال والسيدات الفلسطينيات فى سجون إسرائيل.. شهادات حية لأسيرات وأطفال محررين: تعرضنا للجوع والتهديد بالقتل والتفتيش عرايا شهادات فلسطينيات وأطفال معتقلون في سجون الاحتلال
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< رصد 42 شكلا من التعذيب ضد الأسيرات في سجون الاحتلال

<<  المادة 7 فقرة "ج" من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية يعتبر التعذيب جريمة ضد الإنسانية

<< وحدة "نحشون" الإسرائيلية تضرب معتقلا حتى الموت في سجن النقب

<< وزيرة شئون المرأة الفلسطينية: الممارسات الوحشية ضد الأسيرات يمكن تقديمها كدليل في المحاكم الدولية

<< معتقلة محررة: سقطت شهيدات من أسرى غزة بالمعسكرات الاسرائيلية ولكن عددهن غير معروف

<<  وفاة أسيرة بعد شهرين من الإفراج عنها بعد تعرضها لتعذيب شديد

<< جندي يهدد معتقلة وزوجها بالقتل وأكل الكلاب لهما

<< 725 طفلا داخل السجون

<< تصوير الأسيرات داخل المرحاض

<< ضرب مبرح لطفل فلسطيني أمام والده واعتقاله دون تهم

<< محمد نزال يتعرض لضرب مبرح من الاحتلال داخل المعتقل حتى الإغماء

 

 

في 5 أغسطس الماضي، أصدرت وزارة الأسرى الفلسطينية، في غزة بيانا تعلن فيه استشهاد الأسيرة المحررة وفاء جرار التي تبلغ من العمر 50 عاما، وهي من مدينة جنين، وذلك بعد شهرين فقط من الافراج عنها من سجون الاحتلال، حيث تعرضت أثناء اعتقالها لإصابة خطيرة في ساقيها وتعذيب شديد وإهمال طبي متعمد، تسبب في بتر أجزاء من ساقيها، وخلال البيان حملت الوزارة الاحتلال المسؤولية عن استشهاد الأسيرة المحررة ، مؤكدة أن ما يتعرض له الأسرى داخل سجون الاحتلال من تعذيب وتنكيل واهمال طبي يشكل انتهاك صارخ لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية.

بعدها بيومين، وبالتحديد فى 7 أغسطس، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال، بلغت منذ السابع من أكتوبر الماضي 690 حالة، موضحا في بيان صادر عن الهيئة أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل الأطفال الفلسطينيين بشكل ممنهج، وضمن حملات اعتقال جماعية عقابية، وأبقى داخل سجونه 250 طفلا، وذلك قبل أن تصدر مؤسسات الأسرى الفلسطينية، في 4 سبتمبر الجاري، بيانا تعلن فيه ارتفاع عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي بل إلى 725 طفلا.

 

عدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
عدد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر

 

بيانات تكشف جوانب كثيرة من حجم الاعتقالات وعمليات التعذيب والتنكيل، التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الأطفال والسيدات الفلسطينيات داخل سجون إسرائيل، خاصة مع تزايد أعداد المعتقلين بشكل يومى سواء في قطاع غزة، أو الضفة الغربية، وتوسيع الاحتلال حملات الاعتقال منذ 7 أكتوبر حتى أصبحت السجون مكتظة بالأسرى، وسط دعوات فلسطينية للانتفاضة لنصرة الأسرى، وكذلك بيانات متتابعة من نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شئون الأسرى الفلسطينية هو تزايد الشهداء من الأسيرات داخل المعتقلات الإسرائيلية.

تعرض للتنكيل وتفتيش عراة وإهانات.. التبول على فراشنا فى معتقلات عوفر وشارون والدامو

أحد جوانب معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، تكشفها الأسيرة المحررة، صمود مطير الأسيرة المحررة، من سكان مدينة رام الله، والتي تواصلنا معها للحديث عن شهادتها بشأن المعاناة داخل سجون الاحتلال، كاشفة ظروف اعتقالها حيث تم اعتقالها في 7 مارس الماضي باعتقال إداري لمدة 3 شهور، موضحة أن الاعتقال الإداري أن يتم الاعتقال دون أي تهمة موجهة للمعتقلة، تحت بند الملف الأمني أو البنود السرية .

المعتقلة المحررة صمود مطير
المعتقلة المحررة صمود مطير

 

وتضيف صمود مطير، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من رام الله، أنه خلال الاعتقال الإداري لا تتعرض المعتقلة لأي محاكمة عادلة ولا أحد يعرف سبب الاعتقال حتى المحامى الخاص بالمعتقلة، مستطردة :"تم اعتقالى بعد شهر ونصف من استشهاد شقيقتي الصغرى في 15 يناير الماضي، كان هناك عامل نفسي كثير سئ في عملية الاعتقال، حيث لست مع أهالى في وقت صعب يمر على العائلة فكان هناك ضغط نفسي خلال عملية الاعتقال، وتم اعتقالى الساعة 2 و 20 دقيقة بعد منتصف الليل من المنزل، كنت بمفردى، وتم في البداية كسر باب المنزل ودخلوا علي وأنا نائمة وكانت قوة كبيرة من الجيش مكونة من 200 جندي تقريبا، واقتحموا البيت وقاموا بالاعتداء والضرب داخل المنزل وفتشوا المنزل بالكامل وكل محتويات المنزل تم العبث بها وتدميرها، وصادروا بعض الكتب وأشياء أخرى من المنزل بينها صورة شقيقتى الشهيدة ثم تم تكبيل يدي وعصم عيني واقتيادي لمنطقة لا أعرفها، ثم عرفت فيما بعد أنه معسكر بن يامين".

 

وتواصل شهادتها قائلة :"ظللت لمدة 8 ساعات تحت المطر حتى تم نقلى لمركز تحقيق عوفر وهو سجن ومركز تحقيق ولم يحكوا معي شيء سوى أنه سيتم احتجازي تحت بند الاعتقال الإداري، وخلال فترة الاعتقال كان هناك سباب بألفاظ بذيئة تعرض لها، بجانب الضرب في كل الأوقات، وبعد سجن عوفر تم نقلى لمعتقل شارون ظللت فيه 3 أيام وبعد ذلك تم نقلى لمعتقل الدامون".

"خلال تواجدى بمعتقل شارون كان هناك عمليات ضرب وتعنيف لفظى وجسدي وكانوا يسحبون الفرشات والبطانية التي لدي الساعة 6 الصبح ثم يعدوها إلي الساعة 10 مساء وعليها بول، كما لا يتوافر أي نوع طعام أو مواد عناية شخصية"، هنا تتحدث الأسيرة المحررة صمود مطير عن الظروف القاسية التي عانت منها داخل السجن الإسرائيلي، قائلة :"كنت موجود بزنزانة هي عبارة عن مكان قذر، والحمام جزء من مكان الاعتقال، حيث أجلس والحمام في وجهى طوال الوقت، وعندما تم نقلى إلى معتقل الدامون المتواجد في حيفا المحتلة وهو السجن الوحيد الذي يتم فيه وضع الأسيرات الفلسطينيات ونقضى فيه كل فترات الاعتقال، كان هناك حوالى 83 أسيرة يتواجدن في المعتقل، وكنا نعانى من ظروف قاسية من تنكيل وتفتيش عاري وإهانات وتم تفتيشي عارية في معتقلات عوفر وشارون والدامون بدون أي قطعة ملابس علينا".

وتتابع :"في معتقل الدامون كنا نشعر بعزلة تامة بسبب أنه لا يوجد أي زيارات من الأهل ولا يوجد أي تواصل مع العالم الخارجي وهناك تضييق على زيارات المحامين فعمليا تشعر أنك خارج الكوكب، وكان معنا أسيرات في قطاع غزة وكن يجهلن أي شيء يحدث في العالم كما أن مصائر عائلتهن  لا يعرفونها لا يعرفن إذا كانوا أحياء أم شهداء".

وتتحدث صمود مطير عن سياسة التجويع المتعمدة التي يمارسها الاحتلال ضد المعتقلات، قائلة :"داخل المعتقل نعاني من نقص شديد في الطعام والرداءة في نوعيته وهذا الأمر أدى لكثير من المشكلات الصحية ولا يوجد ملابس وهناك شح كبير في الملابس، وكل أسيرة يكون معها فقط قطعتين من الملابس، وهناك سياسة إهمال طبي واضحة للأسيرات، إذا الأسيرة كانت محظوظة وذهبت إلى عيادة المعتقل تكون الوصفة السحرية لها كي تعالج هي شرب المياه فقط، وهي وصفة العلاج لكل الأمراض، ولا يتم إعطائها أي نوع من الأدوية، خاصة أنه بعد 7 أكتوبر أصبح أغلب الأسيرات من كبار السن ولديهن أمراض مختلفة سكر وضغط وأمراض القلب ولا يوجد أي نوع من العلاج يتم تقديمه للأسيرات".

وتواصل حديثها عن ظروف الاعتقال الصعبة في سجون الاحتلال، حيث تقول، :" طوال الوقت داخل المعتقل كنا نتعرض لمعاملة مهينة فيها محاولة ترهيب ويقمعونا من خلال رش الغاز والفلفل إذا اعترضنا على نقص للطعام أو ملابس أو خطوة احتجاجية لأي حق من حقوق الأسيرات التي يجب أن نحصل عليها خلال تواجدنا بالعجز يتم ترهيبنا أنه سيتم قمعنا"، متابعة :" بعض الأسيرات تعرضوا لاعتداءات جنسية وتحرش داخل السجن، وسقطت شهيدات من أسرى غزة بالمعسكرات الاسرائيلية ولكن عددهن غير معروف".

 

86 أسيرة في سجن الدامون وأسيرتين في مركز تحقيق المسكوبية

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان في 4 سبتمبر، أن 400 امرأة جرى اعتقالهن من قبل قوات الاحتلال بينهم 6 صحفيات، حيث تشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتُقلن من أراضي عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهن من الضّفة، بينما لا يشمل هذا المعطى أعداد النساء اللواتي اعتُقلن من غزة، ويقدر عددهن بالعشرات.

 

وفي 6 أغسطس الماضي، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي لا زالت تحتجز 86 أسيرة، جميعهن في سجن الدامون، وأسيرتين فقط في مركز تحقيق المسكوبية، حيث تمكن محامي الهيئة من زيارة السجن والالتقاء بالأسيرتين هديل شطارة تبلع من العمر 32 عاما من بلدة المزرعة الشرقية شرق محافظة رام الله، والمعتقلة منذ شهري وصدر بحقها قرار اعتقال إداري لمدة 6 شهور، وسلوى حمدان التي تبلغ من العمر 45 عاما، من مخيم الدهيشة في محافظة بيت لحم، معتقلة منذ 4 شهور ولا زالت موقوفة.

عدد الفلسطينيات المعتقلات في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
عدد الفلسطينيات المعتقلات في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر

 

 

الهيئة أشارت في بيانها، إلى أن الوضع العام لدى الأسيرات لا زال صعبا ومعقدا، حيث إن هناك ممارسات يومية مقصودة ومتعمدة هدفها النيل منهن والتأثير على نفسياتهن، دون مراعاة أي خصوصية لهن، مؤكدا أن الأيام الماضية شهدت اشكالية في عملية التنفس لدى الأسيرات، لإقدام ادارة السجن برش غرفهن بمبيدات ضد الحشرات، ما أدى الى إصدار روائح كريهة أثرت كثيرا على حالتهن الصحية، كونهن يقضين غالبية وقتهن داخل الغرف ولا يخرجن للفورة إلا ساعة واحدة فقط، كما أن الوضع الحياتي والصحي في سجن الدامون لا زال على ما هو عليه، حيث العقوبات والحرمان واللامبالاة لمطالب الأسيرات، والنقص في الملابس والطعام والماء، وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وغيرها من الاحتياجات الحياتية اليومية جميعها غائبة، وتستخدم كوسيلة للتعذيب والحرمان.

 

محاولة مستمرة للإذلال والتركيع ومراقبة الأسيرة في للمرحاض بسجن هشارون

من جانبها تحكي لنا الأسيرة المحررة فادية البرغوثي، زوجة الأسير محمود البرغوثي، ووالدة الأسيرة باسل البرغوثي، أسباب وظروف اعتقالها في سجن هشارون،، موضحة أنه تم اعتقالها في 22  فبراير الماضي، وتم إطلاق سراحها في 21 مايو الماضي، وكان اعتقال إداري 3 شهور، متابعة :"زوجى تم اعتقاله منذ عامين في الاعتقال الإداري منذ شهر سبتمبر 2022، وابنى باسل البرغوثي تم اعتقاله في 23 أكتوبر 2023 ومدد الاحتلال اعتقاله".

الطفل محمد مفارجة أسير فلسطيني محرر
الطفل محمد مفارجة أسير فلسطيني محرر

 

وتضيف فادية البرغوثى في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع :"بعد 7 أكتوبر 2023 ومع بداية الحرب انقطع التواصل بينى وبين زوجى في المعتقل وكانت طريقة اعتقال ابنى عنيفة، حيث دمر الاحتلال محتويات المنزل بالكامل وكانت طريقة وحشية لأول مرة، ثم جاء اعتقالى، حيث ربطونى وأخرجونى من المنزل وعندما أدخلونى إلى السيارة الجيب ضربوني، والأسر ليس عيبا، فالمرأة الفلسطينية منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم تخوض غمار التجربة مثل الرجل الفلسطيني، وبعض الأسيرات كن يشعرن بالذنب أنهن تركن أزواجهن وأطفالهن ".

"تم نقلى إلى سجن هشارون، وكان مكان الاحتجاز تحت الأرض على منطقة مهجورة وكئيبة ومظلمة وتم وضعى في زنزانة عبارة عن حمام وليس زنزانة وهناك مرحاض عربي قديم قذر ومغسلة يتم وضعها على طرف المغسل لإغراق الأرض بالمياه وكان الفرش على الأرض"، هكذا تصف فادية البرغوثي، وضع الزنزانة التي مكثت فيها خلال الأيام الأولى للاعتقال، موضحة أن الزنزانة كان بها كاميرات ووضع الأسيرة الأنثى في هذه الظروف صعبا للغاية، حيث لا يوجد خصوصية وهناك محاولة مستمرة للإذلال والتركيع ويتم مراقبة الأسيرة في الزنزانة خلال استخدامها للمرحاض .

وتواصل شهادتها :"ظللت بالجوع والعطش حتى تم نقلى بالدامون حتى لا استخدم هذا المرحاض بسبب وجود الكاميرات، ولم أكن منهارة أو أبكى، وكان هناك أسرى مدنيين يطرقون على الحيط وأي تواصل بين الأسيرات يتم منعه وهناك سباب لفظي ومصطلحات قذرة نسمعها بشكل دائم وبمجرد أن يسمعوا اسم العائلة البرغوثى إهانات شديدة".

وفي 16 أبريل الماضي، أصدرت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، منى الخليلي، بيانا تكشف فيه أوضاع الأسيرات في سجون إسرائيل، مؤكدة أن المعتقلات في سجون الاحتلال الاسرائيلي يتعرضن لانتهاكات خطيرة ومركبة خصوصا بعد السابع من أكتوبر، من خلال الإمعان في الإجراءات القمعية والتعذيب والإهانة والممارسات المشينة، خاصة اللواتي من قطاع غزة، وحجم الانتهاكات التي يتركبها الاحتلال ضدهن جسيمة لقوانين حقوق الإنسان، واتفاقيات جنيف.

وخلال البيان، أكدت الوزيرة الفلسطينية، أن هذه الانتهاكات لحقوق المعتقلين عموما والمعتقلات على وجه الخصوص تندرج ضمن إطار جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال بحق المعتقلين، داعية المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن المعتقلين والمعتقلات، وفتح تحقيق دولي في مجمل الانتهاكات، ومساءلة الاحتلال عن جرائمه بحق المعتقلين، والسماح للصليب الأحمر بزيارتهم والوقوف على أوضاعهم وعلى الانتهاكات التي يتعرضون لها، مشيرة إلى أن المعتقلات يعانين ظروفاً مأساوية داخل سجون الاحتلال، وخصوصاً النساء اللواتي تم اعتقالهن في قطاع غزة ولم يعرف مصيرهن داخل معتقلات أو معسكرات غير معروفة ولا تخضع لأية رقابة أو زيارات من الصليب الأحمر، عدا عن جريمة الإخفاء القسري للمعتقلات في أماكن احتجاز مجهولة.

 

وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية: الكثير من الأسيرات تعرضن للتحرش والاعتداء الجنسي
 

تواصلنا من جانبنا مع منى الخليلي وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، للحديث حول ما إذا لدى الوزارة تأكيدات بشأن تعرض الأسيرات الفلسطينيات للتحرش داخل سجون الاحتلال، حيث تقول إنه بحسب الشهادات التي تدليها الأسيرات المحررات وبحسب البيانات التي تصدرها المؤسسات المعنية بمتابعة أوضاعهن داخل السجون ، الكثير منهن تعرض للتهديد بالاغتصاب إلى جانب التفتيش العاري والشتم والألفاظ النابية وغيرها من الممارسات التي تنتهك الكرامة الانسانية وتعد قانونيا تحرشا جنسيا.

وزيرة شئون المرأة الفلسطينية منى الخليلي
وزيرة شئون المرأة الفلسطينية منى الخليلي


وتضيف وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التعذيب الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات يعد انتهاكا صارخا لاتفاقية مناهضة التعذيب وأصبح ضمن نطاق جرائم الحرب، لافتة إلى أن كل هذه الممارسات الوحشية يمكن تقديمها كدليل في المحاكم الدولية، حيث إن التعذيب لا يسقط بالتقادم والمساءلة عنه لا تسقط بالتقادم أيضا.


شهادات الأسيرات السابقة، كانت من معتقلات الضفة الغربية، ولكن هذه المرة الشهادة من إحدى الأسيرات من قطاع غزة، الذي يعاني من حرب إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث عرض مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الراضي المحتلة "بتسيلم"، قصة الأسيرة المحررة هديل الدحدوح، البالغة من العمر 24 عاما، من سكان حي الزيتون، والتي اعتقلتها قوات الاحتلال هي وزوجها ليتركان طفليهما مع الأسرة.

هديل الدحدوح.. هددوها بقتلها وزوجها حتى تأكلهما الكلاب

اعتقلت هديل الدحدوح مع زوجها في 6 ديسمبر الماضي، بعد أن اختبأت العائلة في قبو أحد الجيران، ليفجر الاحتلال حائط المنزل ويدخلون إلى القبو، ويقتادوهم إلى إحدى الشقق السكنية، حيث تقول "هديل الدحدوح" :"نادى علي أحد الضباط وقال لي إنّه يريد أن يجري لي فحص دم، ذعرت وتوتّرت، بدأت بالبكاء وبكى الطفل زين أيضا، وأخذني الضابط إلى الخارج وبقي زين مع جدته، في الخارج رأيتُ زوجي ووالده، زياد، وأخاه أيمن واثنين من الجيران.

 

شهادة معتقلة فلسطينية عن التعذيب
شهادة معتقلة فلسطينية عن التعذيب

 

قيد الاحتلال يد هديل بالأصفاد وغطوا أعينها بقطعة قماش، حيث تقول خلال شهادتها :"أعطوني حقنة مخدرة، ثمّ سألني الجندي إن كانت فعالة، وأجبته أنه حتى عندما أجرِيتْ لي عمليّة قيصريّة لم يؤثّر التخدير علي وبقيتُ واعية، وأخذوني أنا وزوجي إلى مكان ممتلئ بالرجال، واقتادوا والده إلى مكان آخر، كانت لدي آلام في الصدر بعدما لم أرضع زين على مدى يومين متتاليين، كما ضربني الجنود على ظهري وصدري، وبعد ذلك وضعوني في حفرة في الأرض، عندما كنتُ في داخلها، مع جميع المعتقلين الآخرين، أمرني الجنود بخلع الحجاب، قال لي أحدهم: "أنا قتلتُ زوجك وأريد أن أقبركما وأنتما حيان، حتى تأكلكما الكلاب".

"أدخلوني هناك إلى زنزانة مع نساء كن موجودات هناك قبلي، وضعوا الرجال على انفراد. كنتُ منهكة بعد ثلاثة أيّام من المعاناة المستمرة والضرب"، هنا تشرح هديل الدحدوح ظروف الاعتقال قائلة :"بعد يومين أحضروا المزيد من النساء من القطاع، وأصبح عددنا 19 امرأة في الزنزانة، وكان الطقس باردا جدا ورطبا هناك، ولم يكن هناك سوى بطانية واحدة لنا جميعا، وبعد ذلك أصعدونا إلى حافلة، وأمسكوا بنا وجرونا إليها كالحيوانات ونحن مقيدات الأيدي ومعصوبات الأعين، وفي أثناء ذلك كانوا يضربوننا على رؤوسنا، قال لنا الجنود مرارًا وتكرارا "أنتنّ حماس".

وتواصل شهادتها :"نقلتنا الحافلة إلى منشأة اعتقال تُدعى "عنتوت"، وهناك طلبت مني الجنديات الإسرائيليات أن أخلع ثيابي وأبقى بملابسي الداخلية، وهكذا قمن بتفتيشي، ووال ذلك الوقت كن يضربنني ويشتمنن، ومكثت في تلك المنشأة تسعة أيام، من الإنهاك والبرد القارس والجوع، وكنتُ مقيدة بالأصفاد طوال الوقت، وبعد ذلك نقلونا إلى سجن بئر السبع وبقينا هناك خمسة أيام أخرى، وكان الاحتلال يخرجننا إلى الفناء في كل مرة ويضربننا هنا، وبعد ذلك نقلونا إلى سجن الدامون قرب حيفا وتم تفتيشي وأنا عارية مرة أخرى، وأخذوني للتحقيق خمس مرات، وفي كل مرة كانوا يقولون لي إنهم قتلوا زوجي وطفلي".

 

محاكمة قادة الاحتلال أمام الجنائية الدولية بسبب الاعتقالات مرهون بتوفر إرادة دولية

قدورة فارس، وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين، ورئيس هيئة شؤون الأسرى، يؤكد من جانبه أن هناك أسرى أطفال وأسيرات نساء في سجون الاحتلال بأعداد كبيرة، وهذا من اليوم الأول للاحتلال، حيث لم تخل سجون الاحتلال من عدد من الأطفال بالعكس، موضحا أن إمكانية محاكمة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب الجرائم التي يرتكبونها ضد المعتقلات والأطفال في السجون، مرهون بتوفر إرادة دولية حقيقية لكبح جماع إسرائيل ووقف جرائمها التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني وضد الأسرى.


"هناك ارتفاع في وتيرة استهداف الأطفال والنساء منذ 7 أكتوبر وحتى الآن وهناك حوالى 265 طفل ما زالوا قابعين في السجون حتى الآن، بعضهم بعمر 16 و14 عاما وعدد الأسيرات من الإناث 71 أسيرة من كافة المناطق اللاتى ما زلن قابعات داخل السجون"، هكذا يشرح وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عدد الأسرى من الأطفال والأسيرات داخل المعتقلات الإسرائيلية، لافتا إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قدم توصية للجنائية الدولية لتصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ويوهاف جالانت وزير الحرب الإسرائيلي وربما آخرين من الضباط لكن حتى الآن المحكمة تتلكأ في إصدار مذكرات اعتقال .

وبشأن أهمية توصية كريم خان بإصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجالانت، يقول قدورة فارس، إنها خطوة مهمة ومقدمة لفتح قضايا أمام ماحكم وطنية في بعض البلدان التي يسمح قانونها بمحاسبة أشخاص ارتكبوا جرائكم حرب في محاكم وطنية، متابعا :"هذا جهد نقوم به مع حلفاء وأصدقاء الشعب الفلسطيني ونرجو في نهاية الأمر أن نحدث اختراق في هذا الصعيد ويكون ممكنا محاكمة قادة الاحتلال".

محمد مفارجة.. النوم جائع داخل المعتقل بسبب قلة الطعام وتهديدات بكسر الأصابع

قصة لطفل فلسطيني يدعى "محمد مفارجة"، يبلغ من العمر 16 عاما، من سكان مخيّم شعفاط للاجئين في القدس، والذي اعتقل في 12 فبراير الماضي، بعدما اقتحم قوات الاحتلال منزل أسرته بعد تفجير باب المنزل، حيث نشر "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"، شهادة تعذيبه، والذي يؤكد فيه أنه خلال اعتقاله، خلع أحد قوات الاحتلال خوذته وضربه بها على رأسه، وجندي آخر ركله، قائلا:"أخروجني من المنزل، عصبوا عيني بقطعة قماش".

الطفل محمد مفارجة أسير فلسطيني محرر
الطفل محمد مفارجة أسير فلسطيني محرر

 

اقتاده قوات الاحتلال إلى محطة الشرطة في المسكوبية، في غرب القدس، وحققوا معه، حيث يقول محمد مفارجة :"قلت للجندي إن الأصفاد مشدودة على يدي أكثر من اللازم فصفعني وقال "أنا أعرف ذلك"، ثم أجلسوني راكعا على ركبتي وعيناي معصوبتان مدة ساعة تقريبا، ثم جاء شخص واستبدل الأصفاد البلاستيكية بأصفاد معدنيّة، وبعد ذلك ركل أحد عناصر الشرطة خاصرتي اليمنى فألمني كثيرا حتى كدت أبكي".

ويكشف محمد مفارجة، قصة تعذيبه في سجن الرملة، حيث يقول :"أدخلونا إلى قسم المنقولين، وعندما دخلنا أزالوا القيود عن أيدينا ثم جلبوا لكل معتقل بيضة وشريحة خُبز، وشربنا من ماء الصنبور في المرحاض الذي في الزنزانة، وأمرنا السجان بأن نركع وأيدينا خلف الظهر وأن نبقى هكذا فلا ننام ولا نغير الوضعيّة، وتوعد بالضرب كل من يخالف ذلك، وكان الليل قد حل وكنا متعبين بسبب كل إجراء النقل، لذلك ورغم وعيد السجان وتهديده نمنا على الأرض".

ويحكي الطفل الفلسطيني الأسير المحرر، إحدى أيام التعذيب في المعتقل قائلا :"في الساعة 4 فجرا جاء سجان لكي يجري العد، وحين وجدنا نياما أمسك بأصابع إحدى يدي وأخذ يلويها ويلفها، وهدد بأنه سوف يكسر أصابعنا إذا رفضنا الانصياع، وشتمنا، وأمرني السجان بأن أقول إنّ أبي عميل لإسرائيل فقلت ذلك لأنّني خفت أن يكسر إصبعي، ثم شدو القيد على أيدينا وأرجلنا بطريقة موجعة للغاية، فبكيت بهدوء من شدة الألم.

كما يكشف محمد مفارجة، عن معاناته في سجن "مجيدو"، حيث يقول:" أخذوا ملابسنا وأعطونا بدلا منها ملابس السجناء، وكنت جائعا وعطشاناً لأنهم لم يقدموا أي طعام منذ أن خرجنا من سجن الرملة، وفي المساء لم يجلبوا لنا طعاما فنمنا جائعين، وكنا في الزنزانة 11 معتقلا رغم أنها لا تستوعب مثل هذا العدد الكبير، نام جزء منا على فراش أرضي.

كما يتحدث عن سياسة التجويع، قائلا :"الطعام الذي جلبوه كان قليلاً وغير متنوع، حيث كانت وجبتا الغداء والعشاء عبارة عن 3 ملاعق أرزّ دون أية إضافات، وكنت أنام جائعا كل ليلة، أنتظر بفارغ الصبر وجبة الفطور، وقد اشتملت على ملعقة جبنة بيضاء، أربع شرائح بندورة وربع ربطة خبز، السجانين كانوا يقتحمون الزنازين الأخرى ويضربون المعتقلين فيها بحجة أنهم خالفوا تعليمات السجانين.

 

42 شكلا من التعذيب.. إسرائيل تنكل بالأطفال والسيدات الفلسطينيات بمعتقلاتها

توسعت إسرائيل في اعتقال الأطفال والسيدات منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي، وممارسة كل أشكال التعذيب ضدهم، منتهكة بذلك القوانين الدولية، التي تمنع التعذيب.

من جانبها تؤكد باسكال خضير، الباحثة بالمركز الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، أنه منذ أكتوبر 2023 ارتفعت نسبة الاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري والحرمان من الحق بالمحاكمة العادلة داخل سجون الاحتلال، كما ارتفعت نسبة التعذيب الجسدي والنفسي داخل المعتقلات والمعاملات الحاطة بالكرامة واللاإنسانية.

"المرصد الأورومتوسطي رصد 42 شكلا من أشكال التعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية استناداً إلى شهادة 100 معتقل مفرج عنهم، ومن بين هذه الانتهاكات تعرية المعتقلين والمعتقلات بالقوة وبشكل متكرر، وخلع الحجاب، والعنف الجنسي والتهديد بالاغتصاب وتصويرهم بأوضاع مهينة"، هنا تتحدث الباحثة بالمركز الأورومتوسطى لحقوق الإنسان،  في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن أشكال التعذيب التي يتعرض لها الأطفال والسيدات في سجون الاحتلال.

وتوضح أن الاحتلال يجرى التحقيق مع الأطفال في غرف تحقيق، حيث يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، كما أن الأطفال داخل المعتقلات يتعرضون لصدمات كهربائية وغيرها من المعاملة القاسية واللا إنسانية، ويتم وضعهم داخل المعتقلات مع المساجين الكبار، ويمنع عنهم الاتصال بذويهم، كما يتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي أيضا ويجبرون على مشاهدة غيرهم من المساجين وهم يتعرضون للتعذيب، متابعة :" بحسب شهادة أحد المعتقلين الأطفال المفرج عنهم، وهو يبلغ من العمر 15 عاما، والمذكورة في التقرير، تم وضعهم في غرف مع موسيقى صاخبة على مدار الساعة وأجبروا على النوم على صخور التي تملأ أرضية المعتقل.
وبشأن مخالفة تلك الانتهاكات للقوانين والأعراف الدولية، تؤكد الباحثة بالمركز الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، إنه بحسب نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية وتحديداً المادة 7 فقرة (ج) بأن التعذيب متى ما ارتكب في إطار واسع النطاق وممنهج هو يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وكذلك المادة 8 من نظام روما تحدد التعذيب والمعاملة اللا إنسانية كما وتعمّد إحداث معاناة شديدة وإلحاق أذى خطير بالجسم وبالصحة ضمن إطار جرائم الحرب وبالتالي فإنها تعتبر جرائم دولية تدخل ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، ومثل هذه الأفعال يعتبر انتهاك لاتفاقيات جنيف أو ما يعرف بالقانون الدولي الإنساني، وهذا بالنسبة للمسؤولية الجزائية الفردية.

وفيما يتعلق بالمسؤولية عن هذه الأفعال، تؤكد باسكال خضير، أن إسرائيل دولة طرف في اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة مما يرتب عليها الالتزام بأحكام هذه الاتفاقية تحت طائلة المساءلة أمام محكمة العدل الدولية أيضاً وأمام المجتمع الدولي ومنظماته.

اعتقال طفل دون تهمة وضربه أمام والده

حصلنا على تفاصيل اعتقال الطفل الأسير إبراهيم عادل أبو نعمة، والذي يبلغ من العمر 15 عاما، خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر يوم 12 أغسطس، لمخيم عقبة جبر ومداهمة منزل الطفل الفلسطيني، واعتقاله، حيث عاثت قوات جيش الاحتلال، خرابا وتدميرا بالمنزل قبل أن تنسحب وتقتاد الطفل الفلسطيني إلى جهة مجهولة.

الطفل المعتقل إبراهيم عادل أبو نعمة
الطفل المعتقل إبراهيم عادل أبو نعمة

 

تحدثنا مع عادل أبو نعمة، والد الطفل الفلسطيني الأسير، والمقيم في مخيم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين والذي يقع جنوب غرب مدينة أريحا بالصفة، حيث أكد أنه تم اعتقال ابنه فجر يوم 12 أغسطس، وحتى الآن لا يعرف أسباب وخلفية اعتقاله، متابعا :"عندما تم مداهمة بيتنا فجر 12 أغسطس أقدمت قوات الاحتلال على عمليات تفتيش وتخريب وتدمير لكل آثاث المنزل وكان هناك تفتيش كبير في محتويات المنزل".

ويضيف عادل أبو نعمة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاعتلال اعتدي على ابنه إبراهيم وضربه أمامي وهذا أثر عليه نفسيا  لأن نجله قاصر، ويتم الاعتداء عليه بطريقة وحشية، بينما الأب عاجز عن الدفاع عنه، حيث قال :" خلال لحظة الاعتقال كان ابني يصرخ ويقول أبي وكانت لحظات كثير مؤلمة ومزعجة لي فما بالك عليه، وحتى الآن لا نعرف الخلفية الخاصة بالاعتقال لكن الاحتلال لا يحتاج لمبررات لاعتقال أبنائنا، سواء طفل أو امرأة يكتب أي بوست على فيس بوك أو يضع إعجاب على فيس بوك على أي منشور يصبح معرض للاعتقال خاصة بعد 7 أكتوبر".

 

محمد نزال.. ضرب مبرح حتى الإغماء أو الموت

قصة أخرى للطفل الفلسطيني الأسير المحرر، محمد نزال، والذي اعتقل قبل أحداث 7 أكتوبر، وبالتحديد في 27 أغسطس 2023، أي قبل ما يقرب من شهر ونصف من أحداث 7 أكتوبر، واعتقله الاحتلال في معسكر حوارة، ليخرج بعدها من الاعتقال مصاب بإصابات بالغة في جسده نتيجة التعذيب الذي تعرض له، حيث يقول خلال شهادته :"احتجزوني مدة ثمانية أيام في معسكر حوارة، ثم أخذوني خلالها إلى المحكمة، وقرروا تمديد اعتقالي لمدة ثمانية أيام أخرى"، كاشفا أنه حتى اندلاع الحرب في غزة كان الوضع في السجن معقولًا من ناحية الطعام والشراب والخروج إلى الفورة والاستحمام، لكن المعاملة تغيرت بعد اندلاع الحرب، حيث منع الاحتلال الفورة وصادروا إبريق تسخين الماء وجهازي التلفزيون والراديو اللذان كانا في الزنزانة.

الطفل محمد نزال أسير محرر
الطفل محمد نزال أسير محرر

 

كما يكشف محمد نزال، تفاصيل تعذيبه إلى سجن النقب الذي نقله الاحتلال إليه قبل إطلاق سراحه، حيث تعرض للضرب من عناصر وحدة "نحشون" الإسرائيلية، وفتشوه عاريا كما صوروه وهو عاريا بالكامل، حيث يحكى عن تلك اللحظة قائلا :"فتشوني عاريا وصوروني عاريا، وخفت كثيرا لأنني سمعت صراخ أسرى آخرين كانوا يتعرضون للضرب، وأصبح تصرف السجانين بعد اندلاع الحرب عنيفا وعدوانيا للغاية".

ويحكي "نزال"، واقعة ضرب أحد المعتقلين الفلسطينيين داخل الزنزانة حتى الموت، حيث يقول في شهادته :"ذات يوم سمعت صراخ الأسرى في زنزانة مجاورة؛ لاحقا علمت أن أحد الأسرى سأل سجانا ما إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار أو أي حل آخر، فكان رد السجان على هذا السؤال أن ضربوه حتى الموت، وبعد الهجوم عليه تركوه طوال نصف ساعة".

آثار التعذيب على جسد الطفل محمد نزال
آثار التعذيب على جسد الطفل محمد نزال

 

كما يحكى قصة ضرب جنود الاحتلال له مما تسبب له في إغماء، حيث يقول :"سألنا سجان أثناء العدد ما إذا كنا نتبع حماس فأجبناه أننا مجرد أسرى لا أكثر، فطلب من زملائه أن يهاجمونا فانهالوا علينا ركلا وضربًا بهراوات معدنية، وكلما حاولت أن أحمي رأسي بيدي كانوا يركزون الضرب على يدي بالإضافة إلى ضربي في باقي أنحاء جسمي، وتألمت كثيرا، وقد استمرّ الاعتداء دقائق طويلة، وفي اللّيلة التي تلت الهجوم، عندما ذهبت إلى المرحاض، أغمي علي ووقعت أرضا، وسحبني الأسرى إلى السرير، وبعد الاعتداء علي ظللت طوال فترة اعتقالي غير قادر تقريبا على استخدام يدي من شدة الألم، وكان معنا أسير من طولكرم وهو من كان يساعدني على تناول الطعام وشرب الماء، وكنت أتألم على وجه الخصوص حين دخول المرحاض"..

9 انتهاكات يمارسها الاحتلال خلال عمليات اعتقال الأطفال

في تقرير سابق لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، كشفت فيه تسع انتهاكات تمارسها قوات الاحتلال خلال عمليات اعتقال الأطفال، والتي تضمنت تعمد قوات الاحتلال اقتحام البيوت في ساعات ما بعد منتصف الليل وساعات الفجر المبكرة، وعدم السماح للأهل بحضور التحقيق في قضايا اعتقال الأطفال، وعدم السماح للمعتقل باستشارة محام، وإرغام المعتقلين، خاصة الأطفال، على التوقيع على إفادات مكتوبة باللغة العبرية التي لا يتقنها الأطفال الفلسطينيون، ودون معرفة يقينية بمضمون الإفادة.

تقرير مؤسسة الضمير الفلسطينيية حول اعتقال الأطفال
تقرير مؤسسة الضمير الفلسطينيية حول اعتقال الأطفال

 

كما تتضمن الانتهاكات بحسب مؤسسة الضمير الفلسطينية، ابتزاز ومساومة الأطفال من خلال خداع الأطفال بالقول إنها ستفرج عنهم في حال قبولهم للاتهامات الموجهة إليهم، وفي حال رفضهم إدانة أنفسهم فإنها ستقوم باعتقال ذويهم، والاعتداء على الأطفال بالضرب أثناء الاعتقال وخلال التحقيق، وتقييد الأطفال بقيود بلاستيكية، والشتم والسب والتحقير، بجانب التهديد بالقتل والعنف الجنسي، وكذلك تضع سلطات الاحتلال الاسرائيلي الأطفال في ظروف احتجاز غير انسانية وتفتقر إلى الحد الأدنى من الكفالة الدولية لحقوق الأطفال.

اعتقال 500 طفل في القدس

كاظم أبو خلف، المتحدث الرسمي باسم منظمة اليونيسف، يكشف حجم الاعتقالات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيين، بجانب حجم الاستهداف اليومى للأطفال في غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، موضحا أنه في السنوات الثلاث الماضية، تم اعتقال حوالي 800 طفل في الضفة الغربية سنويًا وفقًا للسلطات الإسرائيلية، وكذلك في السنوات الثلاث الماضية، تم اعتقال حوالي 500 طفل في القدس سنويًا وفقًا للسلطات الإسرائيلية.

ويكشف المتحدث الرسمي باسم منظمة اليونيسف، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، تفاصيل معاناة الأطفال في غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، مؤكدا أن المشهد في غزة يزداد تعقيدًا كل يوم في ظل استمرار أعمال الحرب والقتال دون توقف منذ 7 أكتوبر، ويوازيها هذا الشح الكبير في دخول المساعدات بسبب منع الاحتلال دخولها التي لا تكاد أن تصل لنقطة في بحر الاحتياجات لـ قطاع غزة، ذلك القطاع الصغير الذي يعج بحوالي 2 مليون من النازحين، مشيرًا إلى أن من يدفع الثمن الأعلى والأغلى المدنيون وعلى رأسهم الأطفال في القطاع.

"معاناة الأطفال تشتد لأسباب معروفة وعلى رأسها عدم دخول المساعدات والمدعمات الغذائية والأدوية اللازمة وخلافه حتى الآن"،، حيث يتحدث كاظم أبو خلف عن طبيعة معاناة الأطفال في القطاع بسبب الاحتلال، متابعا: "وفقا لبعض الأرقام التي ترد لنا فهناك 14 ألف طفل فقدوا حياتهم يضاف لهم 12 ألفا ممن جرحوا، وإذا تم قسمة هذا العدد على أيام الحرب على غزة يكون عدد من جرح أو قتل من الأطفال رقم صادم للغاية يصل إلى 100 في اليوم، وإذا قسم هذا الرقم على 24 ساعة تقريبا نتحدث عن 4 أطفال بين من يقتل ويجرح كل ساعة واحدة في المعدل المتوسط منذ أن بدأت هذه الحرب".

ويوضح "أبو خلف"، أن منع الاحتلال دخول المساعدات يؤدى إلى وقوع المزيد من الأطفال لصالح دائرة سوء التغذية كما يسمونه انعدام الأمن الغذائي أو مسمى الفقر الغذائي كل هذه المصطلحات معروفة في علم التغذية، مستطردا: "كنا قبل أشهر نقول إن أول من بدأ يتأثر بعدم دخول المساعدات هم الأطفال في الشمال، ثم مع انتقال العمل الحربي بكل كثافته إلى جنوب قطاع غزة، صدر بيان لليونيسف يوضح أن 3 آلاف طفل في منطقة رفح قد يعانون من نقص المساعدات والمكملات الغذائية التي تساعدهم وتجعلهم ينأون بأنفسهم من السقوط في شبح الفقر الغذائي".

ويشير إلى أن استمرار الحال كما هو عليه يفقدنا الكثير من الأطفال، لافتا إلى غياب المساعدات والمكملات الغذائية وغياب الوقود الذي يستخدم في استخراج المياه الصالحة للشرب وغياب الوقود الذي يستخدم في تشغيل غرف الأكسجين والحاضنات في المستشفيات كل هذا يفاقم الوضع، متابعا: "بالمعدل التراكمى، هناك مئات الآلاف من حالات الإصابات الحادة في الجهاز التنفسي، ومنذ أن بدأت الحرب نتحدث عن حوالي 400 ألف حالة من حالات الإسهال منها ما لا يقل عن 9 آلاف حالة إسهال مع الدم، وهناك آلاف حالات إصابة باليرقان، بجانب أمراض الحصبة، ومرض النكاف، والالتهاب السحائي، وهذه نتيجة طبيعية بجانب الدمار الذي طال كل شيء في غزة ومنها البنية التحتية، حيث تختلط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب ولا يوجد شبكات ولا مأوى ولا يوجد ما يكفى من التطعيمات وغيره".

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة