يكثف المرشحان فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، جهودهما فى الأسابيع الأخيرة المتبقية قبل يوم الانتخاب، المقرر فى نوفمبر المقبل، لكسب أكبر عدد من الناخبين، ويتبعان فى سبيل تحقيق ذلك استراتيجية توسيع "دعم الآخر"، ومحاولة كسب تأييد شخصيات بارزة من الحزب المنافس.
فخلال الشهر الماضى أعلن أكثر من 200 جمهوري، ممن عملوا سابقا فى إدارات جورج بوش الأب وجورج بوش الابن ، وسياسيين بارزين آخرين دعمهم لنائبة الرئيس كاملا هاريس فى سباق البيت الأبيض.
وفى خطاب تم توقيعه من قبل مساعدين لكل من بوش الابن والسيناتور ميت رومنى والراحل جو ماكين، حثوا الجمهوريين على رفض إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، ووصفوه بالكارثة المحتملة للولايات المتحدة. وكان من بين الموقعين على الخطاب نحو خمسة من مساعدى بوش الأب.
وكانت مجموعة مشابهة مكونة من 150 من الموظفين السابق مع بوش وماكين ورومنى قد تعهدوا بدعم جو بايدن فى انتخابات 2020 والتي خاضها ضد ترامب أيضا.
ودعت المجموعة الجمهوريين الأكثر اعتدالا والمستقلين إلى اتخاذ "موقف شجاع مرة أخرى" ودعم هاريس ضد ترامب فى الانتخابات. وقال الخطاب: فى الداخل، فإن أربع سنوات أخرى من قيادة دونالد ترامب الفوضوية، تركز هذه المرة على تعزيز الأهداف الخطيرة لمشروع 2025، ستحدث ضررا حقيقيا للناس العاديين وتضعف المؤسسات المقدسة. ومشروع 2025 هو مقترح سياسى مثير للجدل طرحته مؤسسة التراث الامريكية، والذى سعت حملة ترامب إلى إبعاد نفسها عنها.
ولم ينكر الجمهوريون فى هذه المجموعة خلافاتهم مع خصومهم السياسيين، وقالوا: بالطبع لدينا الكثير من الخلافات الإيديولوجية مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، وتيم والز، المرشح الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس، فهذا أمر متوقع. إلا أن البديل غير قابل للاستمرار ببساطة.
وجاء هذا الخطاب فى الوقت الذى عملت فيه حملة هاريس بشكل موسع لحشد دعم جمهوريين لنائبة الرئيس وأطلقوا مجموعة تحجت مسمى "جمهوريون من أجل هاريس".
كما شهد المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى الشهر الماضى مشاركة عدد من الجمهوريين البارزين فيه من بينهم المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض فى عهد ترامب ستيفانى جريشام، والنائب السابق أدم كنزنجر، وحاكم جورجيا السابق جيوف دونكان، وأوليفيا تروى، مستشارة سابقة لكلا من جورج بوش الابن ونائب الرئيس السابق مايك بنس.
وأعلن جيمى ماكين، الابن الأصغر للسيناتور الراحل جون ماكين، الثلاثاء، أنه غير تسجيله كناخب ليكون ديمقراطيا، ويخطط للتصويت لهاريس.
وجاء إعلان ماكين الصغير، وهو ضابط بالجيش الأمريكي، بعد الجدل الذى أثارته زيارة ترامب لمقبرة أرلينجتون العسكرية الوطنية فى ذكرى سقوط جنود أمريكيين اثناء الانسحاب من أفغانستان. حيث أدت الصور التي تم التقطاها لترامب أثناء زيارته إلى حالة من الغضب، فى ظل حظر أى نشاط له علاقة بالانتخابات فى المكان الذى يوصف بالأكثر قداسة فى الولايات المتحدة.
وكان ترامب قد انتقد السيناتور الراحل جون ماكين فى عام 2016، وسخر منه لوقوعه فى الأسر أثناء حرب فيتنام، وقال إنه ليس بطل حرب.
وينتظر الديمقراطيون أيضا دعم النائبة السابقة ليز تشينى، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشينى، والتي كانت من أشد منتقدى ترامب بين الجمهوريين. ورغم أنها ظلت صامتة طوال الفترة الماضية، إلا أنها، ووفقا لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز مؤخرا، قد حددت شهر سبتمبر موعدا لإعلان موقفها فى السباق الرئاسي. وقد تواصلت حملة هاريس مباشرة مع تشينى وفريقها، وفقا لمسئول بحملة نائبة الرئيس، وستواصل ذلك خلال الأيام المقبلة.
من ناحية أخرى، يسعى فريق ترامب إلى تأكيد أن يحظى المرشح الجمهورى بدعم بعض الشخصيات المنتمية أو سبق انتمائها إلى الحزب المنافس.
فبعد انسحاب المرشح المستقل، والديمقراطى السابق، روبرت ف. كينيدى من السباق الرئاسي، أعلن دعمه لترامب فى الانتخابات. وكان كينيدى، المنتمى لعائلة سياسية عريقة فى الولايات المتحدة، قد ترشح فى البداية من أجل نيل الترشيح الديمقراطى فى الانتخابات، لكنه قرر لاحقا خوض السباق كمستقل.
وعقب انسحابه، أعلن ترامب ضم كينيدى لفريقه الانتقالي، والذى يفترض أن يبدأ مهام عمله بعد إعلان نتائج الانتخابات وتحديد الفائز تمهيدا لتوليه السلطة. كما أضاف ترامب أيضا تولسى جابارد، المرشحة الديمقراطية السابقة فى انتخابات 2020، لفريقه الانتقالي، مما يعطى أدوارا رئيسية لأعضاء سابقين في الحزب الديمقراطي فى فريق المرشح الجمهورى
وقال بريان هيوز كبير مستشاري حملة ترامب إنه مع توسع التحالف الواسع من المؤيدين وداعمي الرئيس ترامب من الحزب الآخر، فإننا فخورون بإضافة روبرت كينيدي وتولسي جابارد إلى فريق انتقال ترامب- فانس".