سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 5 سبتمبر 1974.. النيابة تحقق مع أحمد فؤاد نجم فى قضية «شرفت يا نيكسون بابا» الشاعر يهاجم السادات ومصطفى وعلى أمين ويدافع عن ميمى شكيب

الخميس، 05 سبتمبر 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 5 سبتمبر 1974.. النيابة تحقق مع أحمد فؤاد نجم فى قضية «شرفت يا نيكسون بابا» الشاعر يهاجم السادات ومصطفى وعلى أمين ويدافع عن ميمى شكيب أحمد فؤاد نجم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت الساعة الحادية عشرة صباح 5 سبتمبر، مثل هذا اليوم 1974، حين استأنف رئيس نيابة أمن الدولة العليا «مصطفى طاهر» تحقيقاته مع الشاعر أحمد فؤاد نجم فى القضية التى عرفت باسم قضية «نيكسون بابا» والمرتبطة بزيارة الرئيس الأمريكى نيكسون إلى القاهرة يوم 12 يونيو 1974، وكانت الزيارة الأولى لرئيس أمريكى لمصر، حسبما يذكر الكاتب الصحفى صلاح عيسى فى كتابه «شاعر تكدير الأمن العام».


وحسب عيسى، فإن نجم كتب قصيدتيه «حسبة برما بمناسبة زيارة ابن الهرمة» و«شرفت يا نيكسون بابا»، ليفضح فى الأولى زيف الأرقام التى أذيعت حول عدد الذين استقبلوا الرئيس الأمريكى من المصريين، وليشد المسخرة فى الثانية «جواسيسك يوم تشريفك/عملوا لك دقة وزار/ تتقصع فيه المومس/ والقارح والمندار»، ونشر «نجم» القصيدتين فى صحف عربية، كما غنى الشيخ إمام عيسى قصيدة «شرفت يا نيكسون بابا»، وأمام ذلك نفذت السلطات الأمنية القبض عليهما، فى 3 سبتمبر 1974، وحضر «نجم» من معتقله فى «سجن القلعة»، ويذكر عيسى: «دارت المناقشات معه حول ثلاث قصائد، وهى «شرفت يا نيكسون بابا» و«كلمة بمناسبة زيارة ابن الهرمة» وقصيدة «ع اللى حصل فى الحواصل».


سأله المحقق: ما هو موقفك من نظام الحكم القائم ومن سياسة الدولة الخارجية والداخلية؟، فأجاب نجم: «أنا مع الاشتراكية ومع «الميثاق» ومع «بيان 30 مارس»، ومع الاتجاه إلى تعميق الحريات وإرساء سيادة القانون، لأن هذا من صالح طبقتى، هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية التطبيقية فأنا شايف إن ده مبيحصلش، وأنا لا أوافق على السماح لبعض الأقلام الرجعية المشبوهة، المدانة بالتجسس مثل «على ومصطفى أمين» والأراجوز «صالح جودت» شاعر الملك «فاروق»، بالتهجم على أعز المنجزات التى حققتها ثورة يوليو وهى القطاع العام والتأميم والسد العالى وتحالف قوى الشعب، ونسبة الـ50 % من العمال والفلاحين فى مجلس الشعب، وأنا مندهش إن ده ينشر فى صحف مملوكة للاتحاد الاشتراكى، بينما تتربص المباحث العامة بالشرفاء وتزج بهم فى السجون والمعتقلات لمجرد إبداء الرأى الوطنى الشريف مهما كانت حدة هذا الرأى، وأجد هذا تناقضا صارخا بين مواثيق الثورة من الناحية النظرية وبين التطبيق».


يضيف «نجم» فى إجابته على سؤال المحقق: «زائد ما سبق يحدث فى كل أجهزة الدولة فساد وانحراف ورشوة وسرقات وتخريب، وأخص بالذكر وزارة الثقافة، لأن على رأس وزارة الثقافة مجموعة من الناس، وعلى رأسهم وزير الثقافة نفسه معادين للثقافة والتقدم وللفكر الإنسانى: فأين بيرم التونسى؟ وماذا قدمت وزارة الثقافة لنشر تراثه الخالد؟ وماذا قدمت لنشر تراث فنان الشعب المصرى العظيم سيد درويش، وأنا أتساءل: ما المقصود بشعر الحرية، وهل يعنى حرية «على أمين» و«مصطفى أمين» وأمثالهما فى التهجم على الشعب المصرى وقيمه، وعلى إعلان ولائهما الوقح للأمريكان وللرأسمالية العالمية المعادية بطبيعتها لمصالح شعب مصر».


سأله المحقق: «هل تعتبر الحكومة الحالية وسلطة الحكم مسؤولة عن هذه المآخذ والعيوب؟، فأجاب نجم: «بالتأكيد أيوه، لأن السلطة مهيمنة على البلد، وتستطيع منع ذلك»، وشرح أسباب تأليفه للقصائد الثلاث قائلا: «أنا كتبت قصيدة بعنوان «نيكسون بابا»، وأعتقد أنها موضوع هذه القضية، وأسجل أسفى الشديد لأن جهاز المباحث العامة قدم بلاغا للنيابة بأنى شتمت نيكسون اللص المنحرف اللى طرده الشعب الأمريكى».


أما عن قصيدتى «حسبة برما» و«ع اللى حاصل فى الحواصل»، فقال نجم: كتبت «حسبة برما» ردا على المهاترات والسخافات التى دأبت «الأخبار» و«أخبار اليوم» على نشرها أثناء استقبال نيكسون فى مصر، وقصيدة «ع اللى حاصل فى الحواصل» هاجمت فيها الشيوعيين ومن يسمون أنفسهم بالتقدميين للمناحة التى أقاموها على «هيكل» حينما عزله السيد رئيس الجمهورية باعتباره شهيدا وبطلا، وعلقت فى القصيدة أيضا على قضية «ميمى شكيب» بالعطف عليها، لأننى أرى أنها قدمت خدمات جليلة للفن المصرى، فضلا عن أنها ليست المومس الوحيدة فى مصر، والدعارة تمارس علنا فى كل مرافق الدولة.


وتفجرت قضية ميمى شكيب فى فبراير 1974 بالقبض عليها بتهمة إدارة بيتها فى أعمال منافية للآداب واشتهرت القضية باسم «الرقيق الأبيض» و«قضية الآداب الكبرى»، وبعد 170 يوما من محاكمة الفنانة وآخرين معها حصلن على البراءة.


شملت التحقيقات فى هذه الجلسة أسئلة حول القصد من بعض التعبيرات الشعرية فى القصائد الثلاث منها قوله فى «شرفت يا نيكسون بابا» عبارة: «سلاطين الفول والزيت» و«فرشوا لك سكة أوسع من راس التين على مكة»، وأجاب نجم: «المقصود بـ«سلاطين الفول والزيت» هو شتمة مهذبة للشتمة الشعبية «ابن سلاطين الكلب»، وأقصد بـ«اللى فرشوا له السكة» عملاء أمريكا الذين بالغوا فى الحفاوة بنيكسون».










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة