أثارت أسعار القهوة الباهظة غضب مستهلكيها وعشاقها، حيث ارتفعت أسعارها بشكل كبير في جميع دول العالم، خاصة وان تلك الزيادة ستستمر حتى منتصف عام 2025 ، بسبب نقص الإمدادات لدى كبار المنتجين، كما هو الحال بالنسبة للكاكاو الذى يشهد عجز في الإنتاج بسبب تغير المناخ مما يؤثر على عشاق الشوكولاتة.
كما يواجه إنتاج البن الكولومبي ، مشكلة خطيرة في سبتمبر الجارى ، بسبب موجة من الصقيع تواجه البلد خلال الأيام المقبلة ، والتي مرت بها البرازيل خلال الفترة الماضية وأدت إلى تلف محصول البن مما كلفها فادحة ، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
وشهدت أسعار قهوة أرابيكا ، التي تمثل 60% من الإنتاج العالمي مقابل 30% لروبوستا، ارتفاعا جديدا بنسبة 7%، وهو ارتفاع أثار غضب عشاق القهوة ، حيث أن سعر بن أرابيكا زاد بنسبة 7% وتأتى في ظل معاناة البرازيل من موجة صقيع أثارت المخاوف بشأن تأثيرها على الإنتاج.
وأعرب المدير العام لـ FNC، جيرمان باهامون جاراميلو، عن أسفه لأن الوضع يحدث عندما يتم تطوير الحصاد الرئيسي في البلاد، معربا عن تضامنه العميق مع منتجى البن في البرازيل الذين كانوا يواجهون الصقيع الشديد الذى أثر على محاصيلهم.
وبحسب المسئول ، فإن هذه الظواهر المتطرفة، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، تذكرنا بالضعف المتزايد لحزام إنتاج القهوة حول العالم أمام مثل هذه الظواهر، مشيرا إلى أن "الخلل الكبير في السوق يمكن أن يؤثر سلبا على الاستهلاك العالمي، ومن الضروري أن يجتمع المجتمع الدولي للتخفيف من هذه المخاطر والعمل على استدامة الصناعة".
وأشار باهامون جاراميلو، إلى أن أسعار حبوب البن تواجه ارتفاع في جميع أنحاء العالم بنسبة 7%، وهو ما يثير المخاوف حول ما قد يحدث على المستوى الوطني.
وعلى نحو مماثل، حذر من أن الإجهاد المائي الذي تواجهه أغلب كولومبيا اليوم أصبح مثيراً للقلق، وذلك قبل موسم الحصاد الرئيسي الذي بدأ للتو.
كما أفاد أن العمل سيستمر مع فريق المركز الوطني لبحوث القهوة (Cenicafé) لتطوير أصناف أكثر استعدادا لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، ولمرافقة مزارع القهوة بممارسات التسميد ومكافحة الآفات التي تضمن ذلك استدامة القطاع الزراعي الأول في البلاد.
أما في المكسيك، فإنها تشهد موجة حر وجفاف شديدة منذ بداية العام الجارى 2024 وهو الذى أثر على 80%من إنتاج القهوة في البلاد، مما يؤدى إلى زيادة في الأسعار بشكل مستمر، وطالب منتجى البن في البلاد، الرئيس لوبيز أوبرادور، بالتوصل إلى حل وإعلان الطوارئ، حيث إن أربعة أخماس إنتاج قهوة أرابيكا وروبوستا قد تأثر بالحرارة الشديدة، حسبما قالت قناة إيه دى إن 40 المكسيكية.
وتعد المكسيك ثامن أكبر مصدر لحبوب البن في العالم، حيث تجاوزت مبيعاتها الخارجية 433.8 مليون دولار عام 2023، لكن المساحة المزروعة بالبن انخفضت بنسبة 0.42 % سنويًا في عام 2023 إلى 698.035 هكتارًا، وفقًا لأحدث البيانات المتاحة من خدمة معلومات الأغذية الزراعية ومصايد الأسماك الحكومية (SIAP).
وفى تشياباس، وهي ولاية تقع على الحدود الجنوبية للمكسيك وتساهم بثلث إنتاج البن الوطني، يشعر مزارعو البن بالقلق من الآثار الدائمة للجفاف، كما أوضح إيساي جارسيا تروخيو، وهو منتج للبن أيضا وأوضح أن منطقة سوكونوسكو تبلغ مساحتها 60 ألف هكتار، من أكثر المناطق التي تعرضت للضرر مما أثر على أصناف أرابيكا وروبوستا.
وقد أوضح منتجو البن في المكسيك أن درجات الحرارة المرتفعة في جميع أنحاء البلاد هذا العام، أدت إلى انخفاض المحاصيل بنسبة 80% حتى شهر يوليو.
ويأتي طلب المساعدة بعد أن كان شهر مايو الماضى هو الشهر الأكثر سخونة فى المكسيك منذ عام 1953، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية (SMN).
ودعا إسمايل جوميز كورونيل، رئيس اتحاد مزارعي البن في تاباتشولا، السلطات في المكسيك إلى إنشاء برنامج يساعد في حل مشكلة نقص الحصاد والمياه في مناطق زراعة البن في المكسيك.
أما بالنسبة للشوكولاتة ، فقد يشهد الكاكاو جز عالمى حيث أنه من المتوقع نقص الكاكاو هذا الموسم وسيتجاوز الطلب الإنتاج بـ 462 ألف طن مترى بحسب التقدير الثالث لمنظمة الكاكاو الدولية للعام الحالي، ومن المتوقع أن يتفاقم نقص الكاكاو هذا الموسم، وسط مشاكل الإنتاج المستمرة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية والأمراض التي انتشرت في العديد من الدول المنتجة، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وسيتجاوز الطلب الإنتاج بمقدار 462 ألف طن متري، بحسب التقدير الثالث للمنظمة الدولية للكاكاو للعام الحالي، والذي بدأ في أكتوبر، ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 5.2% عن العجز البالغ 439 ألف طن الذي توقعته المنظمة في مايو، والذي كان بدوره أكبر من توقعاتها الأصلية في فبراير.
ولا يزال العرض العالمي منخفضا نتيجة "الظروف المناخية المعاكسة وشيخوخة الأشجار والآفات والأمراض التي أثرت على الإنتاج في مناطق زراعة الكاكاو الرئيسية خلال الموسم الذي تم تحليله"، حسبما ذكرت المنظمة الدولية للكاكاو.
وارتفعت العقود الآجلة في نيويورك بنحو 80% هذا العام، حيث أدى ضعف المحاصيل في غرب أفريقيا إلى تباطؤ العرض، على الرغم من تراجع الأسعار عن مستويات قياسية مرتفعة، وتواصل صناعة الكاكاو في المنطقة التعامل مع المشاكل المستمرة مثل أمراض المحاصيل، وتستغرق الأشجار الجديدة ثلاث سنوات على الأقل حتى تصل إلى مرحلة نضج الثمار. وهذا يحد من السرعة التى يمكن بها زيادة الإنتاج للتخفيف من النقص.
