شنت الصحف العالمية هجوما شرسا على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بسبب الحرب الدامية على قطاع غزة، حيث اتفقت العديد من الصحف العالمية على أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يرغب أبدا فى حصول الفلسطينيين على استقلالهم، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن إسرائيل تواجه خطرا وجوديا تحت قيادته.
وفى صحيفة "واشنطن بوست"، أكد المحلل إشان ثارور إن نتنياهو الذى ما زال يريد مزيدا من الحرب على قطاع غزة "هو واحد من الإسرائيليين غير المهتمين بمنح الفلسطينيين حق تقرير المصير أو إقامة دولة مستقلة".
وأشار ثارور إلى أن نتنياهو الذى أصبح صاحب أطول فترة فى منصب رئيس الوزراء الإسرائيلى "يفتخر بتقويض أى احتمال لتطبيق حل الدولتين، ويقود حاليا حربا دمرت جزءا كبيرا من الأراضى الفلسطينية الصغيرة وأودت بحياة عشرات الآلاف".
وكتب ديفيد هوروفيتس، المحرر المؤسس لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن إسرائيل "فى خطر وجودى تحت قيادة نتنياهو".
وقال الكاتب إن هوس نتنياهو الجديد بمحور فيلادلفيا وتقديمه على أنه أمر وجودى، من أجل إحباط صفقة محتملة للإفراج عن المحتجزين فى غزة منذ نحو عام، "يعرّض حياة الرهائن (الأسرى) ومستقبل إسرائيل للخطر".
وأضاف "سبب سلوك نتنياهو هذا هو خشيته من أن يجبره المتطرفون الذين بنى معهم حكومته، والعازمون على إغراق إسرائيل فى حرب إقليمية، على ترك السلطة".
أما صحيفة "هآرتس" فنقلت عن مصدر فى الائتلاف الحكومى أن وزراء الحكومة الإسرائيلية جميعهم، بمن فيهم الذين يعرفون أن نتنياهو يخرب صفقة الرهائن، "لن يفعلوا أى شيء". وقال المصدر "إنهم مرتبطون ببعضهم، وبقاؤهم السياسى يعتمد على بقاء الحكومة، وعليه فإن هذا الوضع سوف يستمر".
وأضاف المصدر "نتنياهو سوف يسعى إلى حرب لا نهاية لها من أجل مصلحته، وقد قرر قبل بضعة أسابيع أنه لا يريد التوصل إلى اتفاق، وعندما أصبح ذلك ممكنا شعر بالتوتر وفعل كل ما فى وسعه لإفشاله".
بدورها، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أن وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير، الذى يعد عضوا رئيسا فى الائتلاف الحكومي، "يعارض استمرار المفاوضات بشأن الهدنة فى غزة"، وقالت إنه "يصرّ على أن مواصلة الحرب هى الطريقة الوحيدة لتدمير حركة حماس".
وقالت الصحيفة إن تصريحات بن غفير تأتى بينما قالت الولايات المتحدة إن الوقت قد حان لوضع اللمسات النهائية على اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس، بعد رفض نتنياهو الاستسلام للضغوط فى هذا الملف.
ونشرت صحيفة "الجارديان" مقالا قالت فيه إن غزة "أصبحت جحيما للعاملين فى مجال الإغاثة، وخصوصا النساء منهم".
وعددت الصحيفة، أوجه المعاناة الكثيرة التى يتعرض لها عمال وعاملات الإغاثة خلال محاولتهم تقديم الرعاية العاجلة لسكان القطاع، بينما هم أنفسهم يعملون فى ظروف خطرة، وصراع بين حماية أنفسهم وعائلاتهم وبين واجبهم الإنسانى الذى يتطلب منهم الخروج والمساعدة.