بوجه بشوش وابتسامة لا تخطئ طريقها لقلب كل من يراها على مر سنوات طويلة استطاع فؤاد المهندس أن يحفر مساحته فى قلب كل محبيه كبارًا وصغارًا، فمجرد رؤيته في أي مشهد من فيلم أو عمل مسرحي أو تليفزيوني، تجعل فيضا هائلا من الذكريات اللطيفة تتدفق إلى وتجعلني ابتسم.
أتذكر تلقائيا "عمو فؤاد" أو "مستر إكس" وغيرها من الشخصيات المحفورة في ذاكرتي منذ الصغر والتي تدفعني للتساؤل، كلما رأيته، كيف يمكن لشخص واحد أن يجد هذه المساحة الكبيرة من القبول في قلوب محبيه ببساطة وسلاسة متناهية؟.
هذا القبول الذى يتمتع به فؤاد المهندس لا يرتبط بعمر معين وإنما يجد امتداده الطبيعي بين الأجيال وهو ما لمسته حينما رزقني الله بطفلي رحيم.
نتشارك أنا ورحيم في حب فؤاد المهندس، وفى حب أغنية "رايح أجيب الديب من ديله"، التي اعتدت ترديدها على أذانه منذ شهوره الأولى، التي لم يكن وصل فيها إلى حد الإدراك الكامل أو التمكن من النطق، ولكنه كان يبتسم في كل مرة أغنيها له قبل النوم.
احتفظت بفيديو للأغنية على هاتفي لأعيد تشغيلها أمامه مرارًا، كان يحب أن يراه، يبتسم لابتسامته ويبهره أداءه ورقصاته على المسرح.
بمرور الوقت أصبحت هذه الأغنية علامة مميزة في حياة رحيم حتى اتمامه عامين تقريبا، كانت هي أسرع وأفضل وسيلة للتهدئة وقت النوم، في السيارة، أو في التجمعات العائلية، وبالتأكيد في حالة نوبات غضبه الشديدة، لم يكن الأمر يحتاج إلى أكثر من سماع صوت فؤاد المهندس ليبتسم مرة أخرى مع سماع سؤال "عرفت أنا رايح فين؟!.. رايح أجيب الديب من ديله".