فؤاد المهندس.. أول سوبر هيرو فى السينما المصرية

الجمعة، 06 سبتمبر 2024 03:00 م
فؤاد المهندس.. أول سوبر هيرو فى السينما المصرية فؤاد المهندس
كتب خالد إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت فترة الستينيات من القرن الماضى، الأداء الأفضل، والإنتاج الأجمل والأشهر لمهندس الكوميديا فى السينما المصرية فؤاد المهندس، صاحب المدرسة المتميزة في الكوميديا المصرية، والذى وهب حياته للمسرح أولا ثم السينما والتليفزيون والإذاعة بعد ذلك، الطالب "النجيب" للريحانى، ومكتشف عادل إمام ومقدمه للجمهور.

قد نحتاج لكثير من الوقت، لوضع الألقاب التى تليق بالمهندس، إذا ما نظرنا لحياته الفنية، بداية من الانطلاق والتلمذة على يد نجيب الريحانى، وحتى الرمق الأخير من حياته في نهاية التسعينات.

قال النقاد عن المهندس، إنه "الأستاذ"، و"ملك الكوميديا"، و"عبقري الضحك"، وجميعها تناسبه وتنطبق عليه باستحقاق، لكننا اليوم، نضيف إلى تلك الألقاب لقب جديد وهو " أول سوبر هيرو  فى السينما المصرية"، لما لا، وهو الشخص الـ "هيرو" بالفعل، ليس على المستوى الحرفي للكلمة، ولكن بالنظر إلى مجمل أعماله.

في العام 1969، قدم فؤاد المهندس فيلم "العتبة جزاز"، أمام شويكار وكوكبة من الفنانين وصناع الكوميديا، الذى يستطيع كل منهم بمفرده أن يحمل على أكتافه مسئولية فيلم كامل، حيث شاركه كل من حسن مصطفى ومحمد رضا وسيد زيان وعبد الله فرغلي وسلامة إلياس، وتولى إخراج الفيلم نيازى مصطفى، ورغم بدائية القصة، لكن الفيلم واحد من أفضل أعمال المهندس، حيث قدم شخصيتين في الفيلم، أحدهما عبد الحفيظ الموظف الغلبان الذى يحاول رجال عصابة استغلاله بسبب الشبه بينه وبين جاسوس يدعى "ماكس"، لكن الطريف في شخصية عبد الحفيظ، والملمح الكوميدى الأبرز والأهم في الفيلم، هو أنه يتحول من انسان ضعيف غلبان إلى وحش كاسر حينما يستمع إلى أغنية "العتبة جزاز والسلم نايلو في نايلو"، وقتها لا يستطيع أحد أن يقف أمامه.

قد تبدو القصة بسيطة، بل وتبدو أيضا مكررة، لكن المهندس، يمتلك قدرة خاصة على رسم كل شخصية بشكل يختلف عن غيرها، حتى وان تكررت القصص السينمائية، فلكل شخصية بصمة خاصة، كذلك لم يكن الفيلم يناقش قصة شاب ساذج قادته الظروف للتخلص من رجل مافيا فحسب، فهناك مضمون داخل الفيلم يعبر عنه المهندس وشويكار، والتكوين الفني في المشهد الأخير للفيلم، حينما يغني البطلان ومن خلفهما رجال الشرطة والاطفاء وتلاميذ المدارس وكافة فئات الشعب، بعد الانتصار على القوة الشريرة: "والسلم نايلو في نايلو والعتبة جزاز.. واللى يخون بلده وأهله يتساهل الحرق بجاز"، فهى قصة "سوبر هيرو" بحق، مع الأخذ في الاعتبار أن الفيلم من انتاج 1969، أي بعد النكسة بعامين.

فكرة "السوبر هيرو" لا تنطبق على هذا الفيلم فحسب، ولكنها تنطبق على مسيرة المهندس الفنية، فهو "سوبرهيرو" في هيئة فنان مصري، قدم أدوارا مختلفة، شديدة الكوميديا، فريدة في أداءها، فهو سوبر هيرو مصري فيلم "مطاردة غرامية"، تجرى خلفه أجمل الجميلات من كل دول العالم، وهو أب هيرو مصرى فى مسرحية "سك على بناتك"، فرغم صعوبة تربية 3 بنات في سن خطير، لكنه مع ذلك نجح، وأيضا "هيرو" من نوع خاص في فيلم "أرض النفاق"، استطاع أن يقرأ المجتمع، ثم يسير على نهج تلك القراءة، ويتفوق فيها ويصل إلى أعلى المراتب، وهو "هيرو" أيضا استطاع أن ينقذ حبيبته من براثن السفاح الخطير الذى يقتل النساء.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة