تستمر الأزمة الدبلوماسية الإقليمية بعد الانتخابات فى فنزويلا فى التصاعد، وفوز الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو بولاية ثالثة، مع وجود أصوات مشككة فى العملية الانتخابية الفنزويلية، وطلب رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيبى بوريل، من أمريكا اللاتينية توحيد الجهود لتحقيق التحقق من السجلات الانتخابية الفنزويلية، ونشر أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، تقييماً للانتخابات الفنزويلية اعترف فيه بإدموندو جونزاليس أوروتيا، مرشح المعارضة، فائزاً فى الانتخابات التى جرت فى 28 يوليو الماضى.
ويصر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين على ضرورة قيام فنزويلا بنشر السجلات الانتخابية، ولكن على النقيض من الولايات المتحدة، فإن الاتحاد الأوروبى لا يعترف بزعيم المعارضة إدموندو جونزاليس باعتباره الفائز فى الانتخابات الرئاسية، إلا بعد إثبات السجلات الانتخابية ذلك.
تمت مناقشة الوضع الدقيق فى البلاد بعد انتخابات 28 يوليو المشكوك فيها، خلال الاجتماع الأخير لمجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبى الذى عقد فى بروكسل، وطلب الاتحاد الأوروبى رسميا من السلطات الفنزويلية الحصول على السجلات الانتخابية.
وأعلن المجلس الانتخابى الوطنى فوز الرئيس الحالى نيكولاس مادورو بنسبة 51.9% من الأصوات. لكن المعارضة بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، التى رشحت إدموندو جونزاليس كمرشح، تدين المخالفات التى حدثت فى عملية الفرز والتصويت، والتى وصفها أيضاً فريق مراقبى الأمم المتحدة الذى أرسل إلى البلاد ومركز كارتر بأنها تفتقر إلى الشفافية.
فى الوقت الذى تحدث فيه مرشح المعارضة إدموندو جونزاليس، الذى تعترف به الولايات المتحدة باعتباره الفائز الحقيقى فى الانتخابات، فى اجتماع وزراء الخارجية عبر اتصال الفيديو، اكتفى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية جوزيبى بوريل بالقول إنه "لن يعترف بمادورو أو بجونزاليس إلا فى حالة نشر السجلات الانتخابية التى تثبت فوز أحدهما"، ولكن بحسب وزير الخارجية الإسبانى، خوسيه مانويل ألباريس، فإن الرئيس الفنزويلى لن ينشر محضر الاجتماع، وأضاف: "علينا أن نستسلم للأدلة التى تؤكد أن هذه الوثائق لن يتم تقديمها، ولا توجد رغبة فى تقديمها، وبالتالى لابد من التحقق منها"، وبرأيه، "بمجرد أن أكد الاتحاد الأوروبى أنه لا توجد رغبة فى تسليم المحضر، علينا أن نفكر فيما يمكننا القيام به حتى يتم احترام إرادة الفنزويليين".
وعلى وجه التحديد، يجرى النظر فى فرضية فرض عقوبات على أعضاء آخرين فى الحكومة الفنزويلية والجمعية الوطنية، بالإضافة إلى الـ55 الموجودين بالفعل على القائمة السوداء الأوروبية.
كما هو الحال، فقد أكد الرئيس البرازيلى، لولا دا سيلفا، أنه لن يعترف بمادورو أو بأورتيا، إلا بعد إظهار السجلات الانتخابية، وأشار زعيم عملاق أمريكا اللاتينية، الذى حاول التوسط فى التوتر الذى أعقب الانتخابات، إلى أنه على الرغم من أنه لا يشكك فى محكمة العدل العليا الفنزويلية التى أيدت إعادة انتخاب الزعيم التشافيزى إلا أنه لابد من إثبات ذلك.
وقال دا سيلفا "لا يوجد دليل" يثبت فوز الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى منحته فترة ولاية ثالثة على التوالى، قائلا "وأنا لا أقبل انتصاره ولا انتصار المعارضة".
وخلال المقابلة، أكد رئيس البرازيل - الذى ظل لسنوات قريبة من اليسار الفنزويلى والذى حاول فى الأسابيع الأخيرة التوسط مع كولومبيا والمكسيك فى أزمة ما بعد الانتخابات - أنه "لا يشكك" فى الأمر. محكمة العدل العليا، ولكنها ليست المؤسسة المشار إليها لحل النزاع.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية حسمت موقفها تجاه نتائج الانتخابات الفنزويلية، وكانت أول من اعترف بمرشح المعارضة كفائز فى الانتخابات الرئاسية فى فنزويلا.
وذكر الرئيس التشيلى، جابرييل بوريك، فى منشور له على حسابه X، أنه تحدث مع نظيره الكولومبى، جوستافو بيترو، بسبب الوضع المتوتر الذى سببته النتيجة الانتخابية للانتخابات الرئاسية فى فنزويلا.
وقال بوريك، الذى حافظ على موقف انتقادى بشأن الانتخابات الفنزويلية، إنهم اتفقوا مع بيترو على أنه "من الضرورى احترام سيادة الشعب الفنزويلى بالكامل وأن تكون نتائج الانتخابات شفافة فى أقرب وقت ممكن من خلال التحقق المحايد."
وتعالج حكومات أمريكا اللاتينية الأزمة بعد أن رفضت منظمة الدول الامريكية قرارا يطالب حكومة فنزويلا بالشفافية بشأن نتائج الانتخابات، بأغلبية 17 صوتا مقابل صفر وامتناع 11 عن التصويت.
أما بيرو، فإنها أيضا كانت من بين الدول التى حسمت موقفها تجاه شرعية الرئيس نيكولاس مادورو، وقالت إنها لا تستطيع الاعتراف بجونزاليس أورتيا رئيسا شرعيا لفنزويلا، ولكنها طالبت بإعادة فرز الأصوات من جديد ومراجعة السجلات الانتخابية، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة