حلمي التوني، ليس مجرد فنان تشكيلي بل هو أحد حراس الهوية في مصر، والشاهد على جمال الوطن، والمؤمن بأن مصر هي مصدر الفن والقيم والجمال، لقد خسرنا كثيرًا اليوم برحيله، خاصة أنه ظل يبدع حتى آخر لحظة في حياته.
الفنان صاحب البصمة
لم يكن حلمي التوني المولود في سنة 1934 في مدينة بني سويف مجرد فنان تشكيلي، بل صاحب بصمة مهمة في تاريخ الفن، استطاع أن يمزج بين التراث والمعاصرة وأكد أن الفن التشكيلي أحد الأعمدة المهمة في حماية الهوية.
قدم حلم التوني مئات اللوحات وصمم نحو 4 آلاف غلاف كتاب، كلها علامات نهتدي بها في دنيا تصميم الكتب، وجمال الاختيار والتنفيذ.
كان حلمي التوني متخصصًا في التصوير الزيتي والتصميم، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحي عام 1958 ودرس فنون الزخرفة والديكور، تولي العديد من المناصب.
تجربة حلمي التوني في الهلال
عمل بدار الهلال وقضى بها العديد من السنوات، فبدأ كرسام صحفي، وكان ما زال طالبًا جامعيًا في كلية الفنون الجميلة، حتى تولى منصب المدير الفني للدار، كما ألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال، أنه "حلمي التوني" الذي رحل عن عالمنا اليوم، بعد رحلة طويلة في عالم الإبداع.
المرأة في إبداع حلمي التوني
ومثلت المرأة أيقونة في لوحات وأعمال حلمي التوني، حيث قدم العيديد من البورتريهات للمرأة على مدار أكثر من نصف قرن، والتي تشكل عيونها الملمح الأساسي في وجوه تعبر عادة عن هدوء وفرح وطفولة تبتعد عن الواقع، وتهرب إلى عوالم متخيلة تبدو فيها بطلاته أقرب إلى عرائس المسرح يؤدين أدواراً مقتبسة من أساطير وحكايات شعبية، تتباين تعابير النساء اللواتي يظهرن في كثير من لوحاته أقرب إلى الحزن أو الاستسلام أو حالة الانتظار بما في كلّ منها من هروب عن الواقع نحو الحلم.
إحدى لوحات حلمي التوني
نجيب محفوظ في إبداع حلمي التوني
ما يشهد لتجربة حلمي التوني المميزة، تقديمه عددا كبيرا من الأغلفة لروايات الكاتب العالمي نجيب محفوظ، وقد كانت تجربة قائمة على التحدي، لأن ما قدمه حلمي التوني جاء بعد تجربة مكتبة مصر التي كانت تصدر أعمال نجيب محفوظ، وكان الناس قد ارتبطوا بأعمال مكتبة مصر وأغلفتها التي أبدعها "جمال قطب" لكن حلمي التوني خاض التحدي واستطاع أن يصنع بصمة مميزة في أغلفة صاحب نوبل.
أغلفة روايات نجيب محفوظ
حلمي التوني تجربة تستحق الاحتفاء
قدم حلمي التوني العديد من المعارض سواء محلية أو دولية، عاش بالقاهرة وبيروت والتي كانت زيارته الفنية لها لمدة 3 سنوات.
كما أن العديد من الناس في مختلف دول العالم يقتنون الكثير من لوحاته، كما أن متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة يقتني أيضا عديد من لوحاته القيمة.
حصل الفنان حلمى التونى، على العديد من الجوائز الفنية، منها عدة جوائز من لوحاته في صالون القاهرة - معرض القطن، حصل على جائزة سوزان مبارك الأولى والتميز للرسم لكتب الأطفال 3 مرات.
كما حصل على العديد من الجوائز الدولية :جائزة اليونيسيف عن ملصقة للعام الدولي للطفل عام 1979، جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية منذ عام 1977: 1979، وجائزة معرض (بولونيا لكتاب الطفل) عام 2002، فاز بميدالية معرض (ليبرج الدولي لفن الكتاب) الذي يقام مرة كل ستة سنوات.
لوحة للفنان الراحل حلمي التوني
الفنان الراحل حلمي التوني
غلاف كتاب رسمه حلمي التوني
لوحة حلمي التوني
لوحة لحلمي التوني عام 2010