حيلة نعيمة عاكف فى بداياتها للتهرب من مجالسة الزبائن فى ملهى الكيت كات

الأحد، 08 سبتمبر 2024 07:00 م
حيلة نعيمة عاكف فى بداياتها للتهرب من مجالسة الزبائن فى ملهى الكيت كات نعيمة عاكف
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قديمًا كان الناس ينظرون نظرة دونية للفنان، وترفض العائلات عمل أبنائها بالتمثيل وتعتبر ذلك عارًا وسبة فى جبين الأسرة، لذلك عانى نجوم الفن ورواده من نظرة المجتمع لهم وعملوا كل ما بوسعهم لتغيير هذه النظرة وكسب ثقة واحترام المجتمع.

حافظ هؤلاء النجوم على كرامتهم واحترامهم لأنفسهم فاحترمهم الناس ورسخوا بذلك قيمة الفن والفنان، مر أغلبهم بظروف قاسية ومواقف صعبة ولكنهم لم يتنازلوا عن مبادئهم وحافظوا على فنهم وكرامتهم جنبًا إلى جنب، ومنها ما حدث مع الفنانة الكبيرة نعيمة عاكف في بداياتها الفنية.

عاشت النجمة الجميلة المحبوبة نعيمة عاكف حياة صعبة وطفولة بائسة ذاقت فيها الجوع وعانت من الفقر ورغم ذلك لم تفرط يوماً فى كرامتها ومبادئها، حيث نشأت فى سيرك والدها الذى بدأت العمل فيه  فى سن الطفولة المبكرة ولم يكن لها مصروف خاص ولا تحصل على أجر، وفى مقال كتبته نعيمة لمجلة الكواكب ونشر بتاريخ  31 يناير عام 1961 تحت عنوان "أعترف أننى بدأت من الصفر"، قالت الفنانة الجميلة:" كنت أنتزع اللقمة من فم الأسد، وأبكى وراء الكواليس"

وزاد شقاء نعيمة عندما انفصل والداها وتزوج والدها وتركها وشقيقاتها  في رقبة والدتهن ليواجهن مصاعب الحياة، وظلت الأم تكافح خاصة بعد أن باع الأب السيرك ورفضت الأم عروض الزواج وباعت كل ما تملك من حلى ومصاغ وجاءت ببناتها للقاهرة ، وعمل البنات ومنهن نعيمة فى ملهى الكيت كات مع فرقة الراقصة ببا عز الدين.

تعترف نعيمة فى مقالها بأنها تعرضت للضغط والإغراء بالمجوهرات والمعاطف الفرو والملابس الفاخرة حين كانت تعمل راقصة بالفرقة، ورغم أنها كانت تتقاضى أجراً أعلى من زميلاتها، إلا أن كل واحدة منهن كانت تربح أموالاً أكثر منها لأنها "تفتح"، والفتح هو أن تنزل للصالة لتجالس الزبائن وتغريهم بطلب المزيد من المشروبات ولها نظير ذلك نسبة من الحساب"

تقول نعيمة :"تكتلت الراقصات ضدى لأننى لا أشاركهن الفتح ومجالسة الزبائن، كنت حريصة أن أنصرف عقب انتهائى من تقديم رقصتى، فلم يعجبهن ذلك واعتبروه  نوعاً من التعالى ينطوى على التعريض بهن"

وتابعت: بدأت صاحبة الفرقة تعمل على إرغامى على الاشتراك فى الفتح ومجالسة الزبائن مستعينة بكل من يستطيع التأثير على، وبالوعد مرة والوعيد مرات، وأصبحت نفسى مسرحاً لصراع عنيف تصطدم فيه الأحلام الوردية بالواقع المرير، فموافقتى على الفتح تعنى موافقة صاحبة الفرقة وهدايا المعجبين ونسبة من الإيراد ترفع مستوى معيشتى وترضى بعض أحلامى، لكنها فى ذات الوقت تعنى تفريطاً فى التقاليد التى تمسكت بها والتى عودتنا أمى على التمسك بها وكانت تتوعدنا بقضم الرقبة إذا فرطنا فيها"

وكانت أكثر من زميلة تتحدث مع نعيمة عن أنها أكثر جمالاً من زميلاتها ورغم ذلك فإنهن يرتدين أفخر الثياب ويعشن فى نعيم ورفاهية، وعرضت عليها إحدى زميلاتها أن تبيع لها معطفاً فرو ثمين أبهرها وتمنت أن تشتريه، على أن تسدد ثمنه من أرباحها فى نسبة الفتح وألقت بالمعطف وتركتها، ورغم كل هذه الإغراءات صمدت نعيمة وقررت أن تتمسك بموقفها حتى لو منحوها أموال الدنيا وأعادت المعطف رغم إعجابها به.

وعن كيفية خروجها من هذا المأزق  تشير نعيمة إلى أنها عقدت صفقة مع صاحبة الفرقة، قائلة: " ذهبت إلى صاحبة الملهى حتى أنهى حرب الإغراءات وعرضت عليها أن أشترك فى كل فقرات البرنامج من رقص وتمثيل واستعراض دون زيادة فى مرتبى، فقط مقابل ألا تطالبنى بالاشتراك فى الفتح ومجالسة الزبائن، فوافقت"

وتحملت نعيمة عاكف العمل المرهق كل ليلة من بداية البرنامج وحتى نهايته حتى لا تتنازل عن كرامتها وكبريائها، فكانت تشارك فى كل الفقرات من تمثيل ورقص ومونولوجات دون زيادة راتبها.
 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة