** ألف طفل بدون والديهم.. منازل عوائلهم تتعرض للدمار وأصبحوا بلا مأوى
** مبادرات داخل القطاع لتبنى الأطفال الأيتام وتقديم برامج الدعم النفسى
** اليونيسف: 19 ألف طفل غير مصحوب والعائلة الممتدة تحتويهم داخل القطاع
** الإحصاء الفلسطينى: يحتاجون إلى الدعم النفسى لمواجهة الصدمات المتلاحقة
كانوا يجلسون مطمئنين بين أسرهم هانئين داخل جدران حامية وأياد حانية وقلوب راعية يرسمون أحلامهم ويخطون بها على سمائهم الصافية ينتظرون يوما يشبون فيه ويرون أحلامهم قد تحققت ولكن فجأة بين ليلة وضحاها انقلب كل هذا رأسا على عقب فالسماء فالجدران تهدت والأسرة تشتت ما بين قتيل أو جريح أو مصاب أو مفقود السماء لم تعد صافية بل أصبحت ملبدة بالغيوم أو مضاءة بقنابل تهبط عليهم، فتثير فيهم الفزع والأرض لم تعد تتسع للهوهم البرىء بل ضاقت عليهم بما رحبت بالجثث والشهداء هذا هو حال أطفال غزة الذين تبدل بهم الحال فعرفوا الجوع والحرمان وذاقوا معنى فقد الأهل والسند وتحولوا إلى شاردين هائمين بعد استشهاد عوائلهم أو فقدهم وتاهت بوصلة مستقبلهم.
فى هذا الملف يتم إلقاء الضوء على معاناة أطفال غزة بعد فقد أسرهم نتيجة العدوان الصهيونى الوحشى على الأهالى والأسر المسالمة والذى قارب على عام كامل فى شهر أكتوبر من العام الماضى نتج عنه ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 40878 شهيدا بينهم 16715 طفلا و94454 إصابة، و69 % من الضحايا من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر الماضى بناء على شهادات حية من الأطفال أنفسهم من داخل قطاع غزة.
ووفقا للإحصائيات الصادرة من المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، فإن هناك 17 ألف طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما فى قطاع غزة نتيجة العدوان، بينما هناك 350 طفلا معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.
ذكريات مؤلمة
حتى أشهر قريبة كان الطفل حمزة 5 سنوات والذى كان ملتحقا بمرحلة «الروضة» يعيش طفولته بشكل معتاد بين أسرة مكونة من أم وشقيق وأب وكانت الحياة تمضى بهم هانئة مستقرة فالأم ترعى بيتها وأطفالها سنوات قليلة أمضاها فى طفولة هانئة لم يعد يتذكر سوى ومضات تثير فى نفسه الشجن والدموع ومشاهد محببة له مع أمه وشقيقه لن تعود فقد حرم منهما للأبد نتيجة استشهاد أمه وشقيقه.
ويقول «حمزة»: كنت أعيش هانئا كأى طفل منتظما بمرحلة الروضة فى إحدى المدارس الابتدائية بجنوب بغزة أنتظر نهاية اليوم الدراسى لأعود مسرعا إلى منزلنا بجنوب غزة لأقفز فى أحضان أمى ومشاركة شقيقى اللعب بعد الانتهاء من الواجبات الدراسية واللذين حرمت منهما ولن أتمكن من رؤيتهما للأبد بعد استشهادهما فى مجزة الفاخورة يوم 14 أكتوبر 2023 شمال قطاع غزة فهدمت منزلنا وحرمونى من أعز الناس لدى أمى وشقيقى ولم يتبق من أسرتى سوى أبى المصاب حيث تم استهدافه أيضا فى تلك الغارة ومن وقتها وأنا أعيش ظروفا نفسية وإنسانية صعبة.
وتابع: لك أن تتخيل أن طفلا بعمر خمس سنوات كان يعيش طفولته بشكل معتاد بين أسرته ومنزله وأن ما يشغل باله هو كيفية الانتهاء من الواجبات الدراسية ليلهو مع شقيقه أو مشاهدة أفلام الكارتون فجأة تتحول حياته إلى مشاهد أشلاء ودماء وسماع صوت القذائف ويعانى مرارة فقد أقرب وأعز الناس لديه أمه وشقيقه بجانب حرمانى من رؤية والدى لمدة 10 أشهر كاملة بسبب إصابته وما أتمناه حقا فى الوقت هو وقف الحرب ونهاية العدوان على غزة لنعرف معنى الاستقرار الذى فقدناه منذ أشهر مرت علينا كأعوام ثقيلة ونتوقف عن النزوح من مكان لآخر طلبا للأمن أو بحثا عن الطعام، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وأن يسود الأمن والأمان، وأستعيد حقوق الطفولة التى سلبت منى بفعل عدوان الاحتلال، ورغم الواقع المرير أطمح أن أبنى حياة جديدة بالعلم والمعرفة، وأن أتمتع بحقوق الأطفال كما أشاهدها فى دول العالم.
صراخ حذيفة المتواصل بعد فقدان الأب والأشقاء
لم يكن يتصور «حذيفة» أن تنقلب حياته رأسا على عقاب ويصل به الأمر إلى هذا الحال بعد استشهاد أغلب أفراد أسرته، فالطفل الذى لم يتعد عمره 11 عاما وكان يعيش حياة هانئة وسط أسرة مكونة من محمد الذى كان يكبره بأعوام قليلة وكان بمثابة السند وخط الدفاع الأول سواء فى المدرسة أو مع أصدقائهم المشتركين خلال لهوهم أمام منزلهم وأب وطفل رضيع تم فقدهم جميعا نتيجة العدوان الغاشم من الكيان الصهيونى ولم يتبق على قيد الحياة سوى حذيفة ووالدته وتحول بعدها إلى شخصية قلقة لا تتوقف عن الصراخ ولا تعرف الطمأنينة قلبه.
ويقول «حذيفة»: قبل العدوان الصهيونى كنت أعيش وسط أسرتى شقيقى «محمد» فهو لم يكن شقيقى فقط بل كان صديقى وأقرب الناس إلى قلبى وحائط الصد الذى كان يدفع عنى الأذى عنى باستمرار ويشاركنى اللعب بالكرة أو شقيقتى التوأم التى يعتصرنى الندم والألم بعد استشهادها هى الأخرى بسبب مشاجراتى معها فهل تعود اليوم ولا أعصى لها أمرا؟.. بجانب أبى الحنون ومشاهد اصطحابه لى للبحر وزيارات أقاربنا كل هذه المشاهد أصبحت ذكريات ولن تعود.
وتقول والدة «حذيفة»: بعد فقده أشقائه ووالده تحول حذيفة إلى شخصية أخرى يعانى من الصمت والحزن باستمرار ولا يعرف معنى الهدوء ولا النوم فدائما ما يبكى خلال نومه ويستيقظ فزعا متسائلا عن أشقائه وأبيه مرددا من سألهو معه؟ أين أبى من سيأخذنى إلى المسجد؟ من سأستكمل معه دروس القرآن؟ حيث كان يعمل والده كمحفظ للقرآن مناديا على شقيقته التوأم راجيا منها أن تسامحه بسبب مشاجرتهما خلال اللهو معا مؤكدة افتقاده لأخوته وأبيه بشدة ولم يستطع تجاوز هذا الفقد أو تقبله فعند ذهابة للنوم يضع دمية محشوة عن يمينه أسماها «محمد» على اسم شقيقه الشهيد، والأخرى عن يساره لتوأمه الشهيدة «جنان» ويتحدث معهما حتى يستغرق فى النوم.
وتضيف شيماء الغول والدة حذيفة: «عندما أجد أبنى يبكى أحاول تمالك نفسى وعند الانهيار أو البكاء أمامه، أحتضنه وأقبله وأقول له لقد ارتاحوا من هموم الدنيا وسبقونا إلى الجنة، وسوف نلحق بهم ويجتمع شملنا مرة أخرى معهم ونلتقى بهم فى الجنة، فيهدأ قليلاً وينام وبعدها يبدأ وقت بكائى بسبب استعادة ذكرياتى مع أولادى وزوجى قبل استشهادهم»، مضيفة: «ما يشغل بالى فى الوقت الحالى هو خوفى من العجز عن تعويض ابنى عن أبيه وأشقائه، أما من جهة النفقات الخاصة بالتعليم والسكن والمدارس والسكن لا أقلق فربى لن يتركنى، فأنا حتى الآن منذ 7 شهور لم أغادر المستشفى ولم أنته من علاجى، ولم أخض تجربة حياتى الجديدة بدون زوجى الذى كان نعم السند لى وأطفالى الذين فقدتهم، ولم أعتد بعد على حياتى بدونهم لأننى حتى هذه اللحظة ما زلت على كرسى متحرك نتيجة العدوان والقصف الصهيونى».
محمد الرواغ وفقدان الأب السند والأشقاء العزوة
ويقول الطفل الفلسطينى محمد الرواغ 13 عاما- الذى فقد والده و4 من أشقائه: أطفال فلسطين عامة وغزة خاصة يقتلون ويحرقون بدم بارد والباقى منهم يعيشون بخوف وتشرد، ففى الماضى بالرغم من أن الحياة كانت صعبة وحصار إلا أنه كنا نعيش أفضل عيشة ونذهب مدرسة ونتعلم ونلعب مع أخواتنا وأصدقائنا ونخرج مع أصدقائنا ونعيش من غير خوف ولا قصف، وأهلنا حولنا وكنا فى قمة السعادة والراحة مع أبى وأمى وأشقائى وكنا نزور الأقارب بشكل مستمر والآن فقدت كل شىء الأهل والأصدقاء والذكريات والبسمة ولم يبق سوى الحزن والألم فقط، ولم تبق ذكرى جيدة لنا، فوالدى وأشقائى استشهدوا وأصدقائى الذين كنت ألعب معهم استشهدوا أيضا، ولم يعد هناك طعم للحياة من الأساس، فنحن لسنا أحياء بل نحن أموات مع وقف التنفيذ.
قصة من دفتر معاناة أطفال غزة وهى عن الطفل إيهاب أحمد عريفى الذى تجرع مرارة فقد الأحبة وفقدان السكن والاستقرار ومعاناة النزوح من مكان لآخر ويقول: «كنت متواجدا مع عائلتى فى مخيم الشاطئ فى أكتوبر الماضى، عندما قرر الاحتلال استهداف منزلنا ليستشهد العشرات من أفراد العائلة من بينهم والدى أحمد عريفى ووالدتى، وإصابتى بمناطق متفرقة من جسدى مع عدد من أفراد العائلة وبقائى شهورا فى المستشفى».
وعن تفاصيل تلك الواقعة يقول إيهاب: إنه أصيب خلال استهداف طائرات الاحتلال لمنزل عائلته بعدة صواريخ نسفت المنزل نتج عنها استشهاد والدته وأشقائه الثلاثة وإصابته مع عدد كبير من أفراد عائلته ونقلهم إلى المستشفى الأوروبى لمدة 3 أشهر لأنه كان يحتاج لعمليات تجميل بسبب الحروق التى تعرض لها وإنه يعيش حاليا بصحبة أخواله فى عمليات نزوح مستمرة بين رفح ودير البلح واصفا النزوح من مكان لآخر بالمأساة ومعاناة مؤلمة.
19 ألفا من الأطفال غير المصحوبين فى غزة
ومن جانبه قال كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة ، إن الأطفال الذين فقدوا عوائلهم أو أسرهم يطلق عليهم الأطفال غير المصحوبين بسبب أهوال الحرب سواء الأب يوجد بالجنوب والابن يظل مع والدته بالشمال أو العكس أو استشهد والديه خلال الحرب.
وأضاف «أبو خلف» فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن الرقم الخاص بالأطفال غير المصحوبين فى غزة هو رقم تقديرى بحت لأننا لا نستطيع حصر الأرقام بشكل دقيق، متابعا: «من تجربتنا كمؤسسة تعمل فى مناطق حروب ونزاعات فى العالم، فمن العدد الكلى تكون هناك نسبة 1 % أطفال غير مصحوبين يمكن والده أو والدته أحياء أو يتامى».
وأشار، إلى أن هناك 1,9 مليون نازح فى غزة، وبالتالى، فإن العدد التقديرى هو 19 ألفا من الأطفال غير المصحوبين قد يكون يتيما أو والداه أبعدتهما الحرب عنه وهذه الأرقام تقديرية وتكون بالقياس بالتجربة ومناطق النزاع وهى أقل نسبة 1 % من العدد الكلى للنازحين.
وكشف «أبو خلف» عن تفاصيل تدخل المؤسسة الدولية لإعادة أب إلى أسرته بعد أن أبعدته الحرب عن الأم والرضيع قائلا: «أحد الأطفال تمكنا من لم شمله مع والديه، حيث كان أبوه وأمه قد نزحا خوفا من القصف إلى مستشفى الشفاء ثم صارت عمليات عسكرية فى الشفاء، فتم إخراج الرجال من المستشفى فوجد الأب نفسه فى الجنوب ومستشفى الشفاء فى قطاع غزة».
وتابع: «كانت المرأة على وشك الولادة وبالفعل ولدت وبعد 10 شهور تم لم شمل الأب مع أسرته، وكان لأول مرة الأب يرى ابنه وكان عمر الرضيع حينها حينها 10 شهور».
وبشأن الأطفال الذين استشهد والداهم فى غزة، قال المتحدث باسم منظمة : «فى الحالات التى لا يكون فيها لم شمل أو أن الطفل أصبح يتيما، يكون هناك العائلة الممتدة سواء أبناء العم أو الخال وجدته أو جده يحرصون على الأطفال ويقدمون الرعاية حتى تنفرج الأحوال ويتم تقديم دعم لهم».
وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فى الخامس من شهر مارس الماضى أن حوالى 17 ألف طفل فى غزة يتامى، كما يعانى طفل واحد من كل 6 أطفال تحت سن السنتين من سوء التغذية الحاد فى الشمال، وفى تقرير آخر لمنظمة الصحة العالمية «» بتاريخ 19 فبراير الماضى، قالت إن تصعيد القتال فى قطاع غزة له تأثير مُدمّر على الأطفال والأسر الذين يموتون بمعدل مُروع، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، موضحة أن التقديرات تُشير إلى أن حوالى 1.7 مليون شخص فى القطاع مُشردون داخليًا، نصفهم من الأطفال، وأن هناك ما يقرب من 17 ألف طفل فلسطينى تيتموا بسبب العدوان الصهيونى، وأكثر من مليون طفل بحاجة ماسة إلى الخدمات الصحية والدعم النفسى والاجتماعى وأن العائلات تجد صعوبة فى رعاية طفل آخر، بينما تُكافح هى نفسها لتلبية احتياجات أطفالها وعائلاتها بسبب النقص الحاد فى الغذاء والماء والمأوى.
الأطفال لا يتلقون أى دعم فى غزة بسبب العدوان
وفى سياق متصل أكد إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامى فى قطاع غزة، أن هؤلاء الأطفال الـ17 ألفا لا يتم دعمهم الآن فى قطاع غزة وذلك بسبب استمرار حرب الإبادة الجماعية واستمرار المجازر والقصف الإسرائيلى المستمر على كل الأحياء، لكن هؤلاء الأطفال حاليا يعيشون مع أقاربهم، حيث إن هناك أطفالا يعيشون مع إخوانهم وهناك أطفال يعيشون مع أعمامهم أو أخوالهم وأقاربهم أو جيرانهم.
وأضاف «الثوابتة»، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن هذه المرحلة انتقالية بالنسبة للأطفال الذين فقدوا والديهم أو أحدهما، حيث لا يتلقون أى دعم خلال هذه المرحلة وهم بحاجة ماسة لدعم كبير للغاية بعد انتهاء حرب الإبادة الجماعية وذلك بسبب الصدمة النفسى التى تعرض لها هؤلاء الأطفال، تلك الصدمة التى يتعرضون لها نتيجة استشهاد أحد والديهم أو فقدان كليهما وهذه مسألة قاسية للغاية على هؤلاء الأطفال وبالتالى الآن هؤلاء يعولهم أقاربهم أو جيرانهم أو معارفهم وستظل هذه العلاقة معلقة بهذه الطريقة حتى تنتهى حرب الإبادة الجماعية.
بينما أوضح المتحدث باسم اليونيسف جوناثان كريكس، أنه خلال زيارته لـ غزة فى أوائل شهر فبراير الماضى أن معظم الأطفال الذين التقى بهم أو تحدث معهم، فقدوا أحد أفراد أسرتهم بجانب مشاهدته لمظاهر النقص الشديد والحاد بسبب النقص الحاد فى الغذاء والماء والمأوى، بجانب معاناة هؤلاء الأطفال من أعراض صحية ونفسية سيئة ومنها مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، كما يصابون بنوبات انفعالية، أو ذعر فى كل مرة يسمعون فيها التفجيرات.
موضحا: «قبل هذه الحرب، كان أكثر من 500 ألف طفل بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسى والاجتماعى فى قطاع غزة. واليوم، تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يحتاجون إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة».
مبادرات داخل القطاع لتبنى الأطفال الأيتام
من جانبه أكد أمجد الشوا مدير الجمعيات الأهلية فى غزة، أن التقديرات حتى الآن تشير إلى أن هناك قرابة الـ20 ألف طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، موضحا أن هناك العديد من المبادرات التى خرجت من أجل تبنى هؤلاء الأيتام الذين توفى والديهم نتيجة العدوان الإسرائيلى.
وأوضح «الشوا»، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن المبادرات تعمل على توفير احتياجاتهم وتقديم برامج الدعم النفسى والاجتماعى والصحى بما يخفف عنهم المعاناة التى يعيشونها خلال الفترة الراهنة فى ظل استمرار العدوان.
نصف المجتمع الفلسطينى من الأطفال
وفقا لبيان صادر عن الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى، بتاريخ 4 أبريل الماضى، فمن المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف العام 2024 فى دولة فلسطين 2,432,534 طفل؛ بواقع 1,364,548 طفلاً فى الضفة الغربية، و1,067,986 طفلاً فى قطاع غزة، وتشكل نسبة الأطفال فى فلسطين حوالى 43% من إجمالى السكان 41% فى الضفة الغربية و47% فى قطاع غزة، فى حين قدر عدد الاطفال دون سن 18 سنة فى قطاع غزة بـ 544,776 طفلاً ذكورا، و523,210 إناثاً، منهم حوالى 15% دون سن الخامسة 341,790 طفلاً وطفلة.
ويؤكد، أنه فى العام 2020 كان هناك 26,349 طفلاً فى العمر (0-17 سنة) أيتام (فقد أحد والديه أو كليهما) فى قطاع غزة، فى حين تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى أن حوالى 17 ألف طفل فى غزة أصبحوا أيتاما بعد أن فقدوا والديهم أو أحدهما منذ السابع من أكتوبر 2023، ويمثل كل منهم قصة محزنة عن الخسارة والفقدان، ويمثل هذا الرقم حوالى 1% من إجمالى عدد النازحين، والذى يبلغ 2 مليون نازح فى قطاع غزة، ونتيجة لذلك يعيشون أوضاعا صعبة جداً وظروفا استثنائية وليس لهم مأوى حقيقى لهم، يمكن أن يؤدى إلى تأثيرات سلبية عميقة على الأطفال، بما فى ذلك تأثيرات نفسية واجتماعية مثل الوحدة، وتدهور الصحة النفسية، وضعف التعلم والتطور الاجتماعى.
منازل الأطفال الأيتام تتعرض للدمار ويصبحون بلا مأوى
وأكدت نهاية عودة، مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعى فى الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى، أنه فى سياق العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، يعانى الأطفال الأيتام بشكل خاص من تداعيات العنف والصراع وهم ذاهبون الى المجهول، وفى ظل العدوان المستمر والوضع الإنسانى المتردى فى القطاع، فى هذا الوضع يكون الأطفال الأيتام بحاجة إلى تأمين المأوى والرعاية، فخلال العدوان، غالباً ما تتعرض منازل الأطفال الأيتام للدمار أو يصبحون بلا مأوى وحتى دور الإيواء تم تدميرها أو تحويلها إلى ملاجئ للنازحين، لذلك من الضرورى توفير مراكز إيواء مؤقتة آمنة، تضمن لهم الحماية والرعاية الضرورية.
وأشارت «عودة»، خلال تصريحاتها الخاصة، لـ«اليوم السابع» إلى أن الأطفال فى غزة الذين فقدوا والديهم يحتاجون إلى الدعم النفسى فى مواجهة الصدمات، حيث إن الأطفال فى غزة يتعرضون لصدمات نفسية شديدة نتيجة القصف المستمر وفقدان الأحبة، توفير برامج دعم نفسى متخصصة يعد أمراً حيوياً لمساعدتهم على التعامل مع هذه التجارب المؤلمة، كما يحتاجون إلى توفير الاحتياجات الأساسية تحت الحصار، لأنه بسبب الحصار، قد تكون الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والماء والأدوية نادرة، ولهذا، تتعاون المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات الأساسية للأطفال الأيتام رغم القيود المفروضة.
وأشارت، إلى استمرار التعليم رغم الدمار، حيث إن العديد من المدارس فى غزة تتعرض للقصف أو تُستخدم كملاجئ، مما يعطل العملية التعليمية، فيجب دعم التعليم عن بعد أو إنشاء مدارس مؤقتة يضمن استمرار تعليم الأطفال الأيتام، مؤكدة أهمية حماية الأطفال من الاستغلال، لأنه فى ظل الفوضى، يكون الأطفال الأيتام عرضة للاستغلال من قبل أطراف مختلفة، ويجب تكثيف الجهود لحمايتهم وضمان أنهم لا يتعرضون لسوء المعاملة.
كما أوضحت أهمية التوعية والمناصرة الدولية: نشر الوعى دولياً حول معاناة الأطفال الأيتام فى غزة يمكن أن يسهم فى جمع الدعم الدولى وتوفير الضغط على الأطراف المعنية لوقف العدوان وحماية المدنيين، لافتة إلى أن هذه الخطوات تحتاج إلى جهود مشتركة من المجتمع الدولى، المنظمات الإنسانية، والجمعيات المحلية فى قطاع غزة لضمان توفير الرعاية والحماية للأطفال الأيتام فى ظل العدوان الإسرائيلى.
هدايا أبناء شيماء الغول لها العام الماضي
هدايا أبناء شيماء الغول لها العام الماضي
الأب إياد الرواغ
الطفل محمد الرواغ
حذيفة
حذيفة بعد العدوان الصهيونى
شقيق محمد الرواغ
عدد اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة