زكي نجيب محمود، أحد أبرز فلاسفة العرب ومفكريهم في القرن العشرين، وأحد روّاد الفلسفة الوضعية المنطقية، واليوم تحل ذكرى ميلاده، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 من سبتمبر من عام 1993م، عن عمر ناهز الـ 88 سنة، بعد أن ترك بصماته البارزة في حياتنا الفكرية ورؤيتنا الفلسفية.
ولد زكي نجيب محمود في قرية "ميت الخولي عبد الله" بمحافظة دمياط في أول فبراير سنة 1905م، والتحق بكتاب القرية، وعندما نقل والده إلى وظيفةٍ بحكومة السودان أكمَلَ تعليمَه في المرحلة الابتدائية بمدرسة "كلية جوردون"، وبعد عودته إلى مصر أكمل المرحلة الثانوية، ثم تخرج في مدرسة المعلمين العليا بالقسم الأدبي سنة 1930م، وفي سنة 1944م أرسل في بعثة إلى إنجلترا حصل خلالها على بكالوريوس الشرفية من الطبقة الأولى في الفلسفة من جامعة لندن، لينال بعدها مباشرة درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الملك بلندن سنة 1947م.
اشتغل بالتدريس في عدة جامعات عربية وعالَمية؛ فدرَّسَ في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وجامعة كولومبيا بولاية كارولاينا الجنوبية، وجامعة بوليمان بولاية واشنطن، وجامعة بيروت العربية بلبنان، وعدة جامعات في الكويت، وفقًا لما ذكرته مؤسسة هندواى.
كما عين ملحقا ثقافيا بالسفارة المصرية في واشنطن عامى 1954 و1955م، واختير عضوًا في العديد من اللجان الثقافية والفكرية، فكان عضو لجنتى الفلسفة والشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وعضو المجلس القومي للثقافة، وعضوا بالمجلس القومي للتعليم والبحث العلمي.
انضمّ إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر ليشترك مع أحمد أمين في إصدارِ سلسلةٍ من الكتب الخاصة بالفلسفة وتاريخ الآداب بأسلوب واضح سهلٍ يتلقاه المثقف العام، وفي سنة 1965أنشأ مجلة "الفكر المعاصر" وترأَّسَها حتى سنة 1968.
لتتويج مسيرته الإبداعية حصد زكى نجيب محمود على العديد من الجوائز والأوسمة على أعماله، منها: جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن) عام 1939م عن كتابه "أرض الأحلام"، وجائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة سنة 1960م عن كتابه "نحو فلسفة علمية"، ووسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى عام 1960م، وجائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1975م، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1975م، وجائزة الثقافة العربية من جامعة الدول العربية عام 1984م، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1991م، كما منحَتْه الجامعة الأمريكية بالقاهرة درجةَ الدكتوراه الفخرية سنة 1985م.
له العديد من المؤلفات في الفلسفة، منها: "المنطق الوضعي، وموقف من الميتافيزيقا، ونافذة على فلسفة العصر"، وله مؤلفات عدة تمس حياتنا الفكرية والثقافية، منها: "تجديد الفكر العربي"، وفي حياتنا العقلية، وفي تحديث الثقافة العربية، ومن مؤلفاته الأدبية: "الكوميديا الأرضية، وجنة العبيط"، وقدَّمَ سِيرتَه الذاتية الفكرية في ثلاثة كتب: "قصة نفس، وقصة عقل، وحصاد السنين، هذا بجانب ترجماته.